الإعلام الرسمي.. وسائل فاشلة وخطاب معاق ؟؟
وسام يوسفashuriduo@yahoo.com
عذرا للإعلامي السيد "جورج هسدو" لا ني تعمدت تغير عنوان مقالته كعنوان لمقالتي هذه ولكن حسب وجهه نضري فان العنوان هكذا هو الأنسب والأكثر دقه لوصف وتحليل إعلامنا القومي في خطابه ووسائله التي يمكن اعتبار أن اغلبها تحسب في خانة الإعلام الرسمي ,ولان الإعلام الرسمي بكل تأكيد هو الحكومي والحزبي أو الأيدلوجي , فمهما كانت التسمية فالنتيجة هي واحده دائما وهي قصور هذا الإعلام .
مشكلة الإعلام الرسمي هي واحده دائما مهما كان انتمائه ألاثني أو الديني وحتى الجغرافي ويكاد يتعرض لنفس الضغوط دائما لأنه يمسك من احد أطراف العصا فقط ,فيصعب علية السيطرة عليها على عكس من يمسك منتصفها , ولهذا أدركت اغلب الدول أن إعلامها الحكومي هو فاشل فحاولت الاستعاضة عنه بإعلام أكثر استقلالية وحرية لكي تتمكن من مجابهه تحدي الإعلامي الحر أو المستقل , رغم أن الإعلام الحكومي كان يديره فطاحله الإعلام في هذه الدول والحكومات , لهذا لا يمكن تحميل تقصير الإعلام الرسمي إلى إداراته أو العاملين عليه لان الخلل هو اكبر منهم جميعا فأنت تتعامل مع رأي واحد فقط .
وكذلك ما يواجهه إعلامنا القومي هي ذات التحديات خاصة خلال المرحلة الرابعة والتي بدأت بعد عام 2003 طبقا للمراحل التي قسمها الإعلامي " جورج هسدو" والتي اسميها أنا مرحلة "البحث عن الهوية" , أي تأرجح الخطاب فيه بين الحزبي والقومي , خاصة أن لكل منهم متطلباته المختلفة عن الأخر بشكل كبير , وتأرجح خطابنا بين الاثنين أو الجمع بينهما جعل إعلامنا يظهر بمظهر الغير المتوازن , فإعلامنا استطاع بقدر من النجاح أن يكون "قومي - حزبي" في مرحلة التسعينات ,بينما بعد 2003 , وبسبب ظهور العديد من التحديات داخل البيت القومي حتمت على الإعلام أن يصبح "حزبي - قومي" وهنا كان التحدي الكبير بفشل إعلامنا الحزبي أن يكون قوميا أيضا ,
إن فهمنا لطبيعة تكوين مؤسساتنا الإعلامية يسهل علينا تقيم أدائها بشكل أدق. إذا كانت وسائل إعلامنا حزبية فاعتقد أنها ناجحة إلى حد كبير أما إذا قلنا إنها قومية فاعتقد أن الاجابه ليست كذلك .
وبناءا على ذالك , يجب أن نقيم كل حسب طبيعته فالحزبي هو حزبي والحكومي هو حكومي والقومي يجب أن يكون مستقلا .
ماشهده العراق من انفتاح خاصة في مجال الإعلام خلق تحديات أخرى أمام إعلام شعبنا ففتح باب أخر للتحدي أمامه إلى جانب التحديات التي لازمته داخليا فأضيف إليه خطابا أخر وهو الخطاب الموجهة إلى شركائنا في الوطن بشكل أوسع مما كان علية في فترة التسعينات لأنه أصبح مرتبطا بحقوق يجب أن يحترمها الأخر ويشاركنا في فهمها و تحقيقها , وهنا كان الصراع الأخر على الهوية أيضا فهل إعلامنا وطني آم قومي .
باعتقادي أن هذه التوليفة الذي وضع إعلام شعبنا داخلها هي ما جعلته غير موفقا وكما يقال "ضيعنا المشيتين" بين الحزبي والقومي والوطني .
لكي يكون لنا إعلام قومي ناجح يجب أن يكون قوميا بأكمله ونابع من واقعنا بكل تلويناته الحزبية والطائفية ,يجب أن يكون شاملا ويختلف عن الإعلام الحزبي , لان الإعلام الحزبي مجرد جزء منه ولكن ليس بديلا عنه , وهنا يجب أن يكون هناك دور للإعلاميين المستقلين من أبناء شعبنا لغرض تأسيس مؤسسات إعلامية قومية مستقلة ومهنية , يكون لها حضور على كافة مساحة بيتنا القومي .
وأخيرا يجب أيضا أن لا نحمل وسائل إعلامنا الحالية الحزبية منها خاصة أي الرسمية وشبه الرسمية أي المصطفة خلف أفكار أيدلوجية بعينها , أكثر مما يمكن أن تتحمله , فرسالتها تكاد تضيع بين الخطاب القومي والحزبي والوطني . فكل من تلك تحتاج إلى رسالة خاصة بها وخطاب مستقل , ومؤسسه إعلامية خاصة بها .
هذا رأي الخاص لأني لست مخولا بالكلام إلا عن نفسي فقط ...