المحرر موضوع: الأستاذ دنحا طوبيا كوركيس : الترجمة بتصرف لا تعني ان نترجم كما يحلو لنا  (زيارة 3038 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ دنحا طوبيا كوركيس : الترجمة بتصرف لا تعني ان نترجم كما يحلو لنا

سأبدأ من الآخر كما يقولون:

كتب الأستاذ دنحا كوركيس الملاحظة التالية في نهاية ما ترجمه :

ملاحظة:
جاءت هذه الترجمة بتصرف لضرورة نقل المعلومات الواردة في رسوم المؤلف وجعلها متناغمة مع سياق النص المترجم وتفادي التكرار مع الحفاظ على الأمانة في النقل.

قبل ان ابدأ بقراءة ما كتبه الأستاذ كوركيس، القيت نظرة على كامل المحتوى ورأيت من هو كاتب النص الأصلي ثم بدأت بالقراءة وبعد ان قرأت ما ترجمه الأستاذ كوركيس فتحت النص الأصلي بالإنكليزية لأقارن الأصل بالترجمة فوجدت الآتي :

- المترجم إنتقى ما يريد ان يترجمه من النص الأصلي والذي فيه فقط ماذا كانت الأسباب برأي البروفسور نورمان يوفي التي أدت لإنهيار الدولة الآشورية الحديثة مما حدا بي في البداية ان اعتقد (بسبب الترجمة) بأن البروفسور أناط اللوم على الملوك الآشوريين في الدولة الآشورية الحديثة دون الرجوع الى البدايات وهذا هو لبّ الموضوع لأنه عندها يفهم القارىء بأن البروفسور يريد ان يقول للقارىء بأنه لو ان الملوك الآشوريين إتبعوا نفس سياسة أسلافهم في الهرمية الطبقية التي نظموا من خلالها المجتمع الآشوري لما كانوا وصلوا الى تلك الحالة.

- تجاهل المترجم نقطة مهمة وأجزم بأنه قصد ذلك لأن تلك النقطة لا تخدم ابداً غاية المترجم والتي لم يخبرنا عنها في بداية ترجمته ولكن من الواضح بأنه لم يك يريد ان يرى القارىء الآتي :

People continued to live in Assyria, and remnants of the most ancient city in
Assyria, Nineveh, are cited in a variety of sources, but Assyria was gone

- هذه الفقرة بالذات تدحض كل الآراء الجاهلة والتي تقول بأن الآشوريين زالوا من الوجود بزوال الدولة الآشورية ولكنها تؤكد تماماً بأن الآشوريين إستمروا بالعيش في ما يسمى شمال العراق اليوم  أي في آشور وبالتحديد في عاصمتهم نينوى.

وعلى العكس فإن البروفسور يوفي يدحض فكرة Jared Diamond الذي عرّف الإنهيار بأنه نقص دراماتيكي في عدد السكان او التركيبة السياسية، الإقتصادية، او الإجتماعية، وهنا يقول البروفسور يوفي: "نعم حصل تغيير إجتماعي دراماتيكي ولكن ليس بالطريقة التي قدّمها دايموند لأنه مع الأسف (والكلام ما زال للبروفسور يوفي) فإن دايموند حصر الموضوع".

- أما النقاط المهمة الأخرى والتي يذكرها البوفسور يوفي فهي:

*** أن اللغة الآشورية هي لهجة من الآكادية (وكذلك البابلية) وهذه النقطة أيضاً تدحض الإدعاء بأنه لا توجد لغة آشورية وبأن ما نتكلمه هو ما سمي ويسمى زوراً بالآرامية (كذبة سوّقت الى يومنا هذا) ويقسّم البوفسور يوفي فترات لهجات اللغة الآكادية الى القديمة والوسطى والحديثة تماماً كما يقسّم التاريخ، وهذا مجدداً يدحض الإدعاءات المزورة للتاريخ والحقيقة بأن الآشوريين فقدوا لغتهم وتعلقوا بلغة قيل بأنها لغة القبائل البدوية الآرامية.

*** والنقطة المهمة الأخرى التي يذكرها البروفسور يوفي فهي بأن آشور هي القسم الشمالى من (بلاد ما بين النهرين) وهذا أيضاً ردّ على المدّعين بأن الآشوريين لم يكونوا في المنطقة الشمالية لما يسمى اليوم العراق، والبروفسور بهذه الطريقة يردّ حتى على المتزلفين الأكراد الذين يدّعون بأنهم كانوا في تلك البقاع في حين ليس لهم أي أثر إلا بما فرض بالقوة والبطش والقتل على أهل الأرض الأصليين أي الآشوريين.

أكتفي بهذا القدر ولكن أتمنى على الأستاذ دنحا طوبيا كوركيس بأنه لو أراد ان يترجم مواضيع مستقبلية في التاريخ بأن يكون بالفعل أميناً لما يترجمه وأن يكون حيادياً وموضوعياً، لا ان يشخّص الموضوع كما فعل في ترجمته والتي أضاف اليها من الكلمات التي على أقل تقدير باستطاعتنا ان نقول بأنها لم تحترم البروفسور نورمان يوفي الذي قدّم رأيه بموضوعية دون شخصنة ومن ثم لم تحترم عقول القراء من الذين يجيدون الإنكليزية تماماً.