المحرر موضوع: " المستشارُ هو الذي شربَ الطـِـلا "...  (زيارة 508 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
" المستشارُ هو الذي شربَ الطـِـلا "...

خلدون جاويد

" مع الإستئذان من  شاعر الداليّة الشهيرة التي مطلعها :
" حقا تقومُ  لك البلاد وتقعدُ " وقد قمتُ بتقويس الشطر  كما يجب ... كتبْتُها  ضد المتعاونين من المرتزقة  فقط  ، من بيادق الشطرنج  ومن  قطع غيار جاهز لماكينة أية سُلطة ! ".

" المستشار هو الذي شربَ الطـِـلا "
وبحجرة السلطان ـ بالسرـ  اختلى
" متعاون ٌ" من أجل صكّ ِ دراهم ٍ
لا خيرَ فيه مُضـَلـِلا ً ومُضَلـَلا
يحني قفاه ورأسَهُ  ـ لمليكِهمْ ـ
ماعيّـنوا عبداً لهمْ  ليقولَ : لا
هو كالمَطية ِ في رواق وزارة ٍ
قد أطعموه وأسرجوه ليُعتلى
سيطيل لحيتـَهُ الكريهة َ مثلهم
ليبوسَ من أردانِهم  ويُقبّلا
سيجيّرونهُ  في المصارف  كلها
وغـْدا ً عميلا ً ، مُدر ِكا ً ومغـَفـّلا
يستأجرونه في السفين مُجدّفا ً
عبدا ً وأسفلَ سافلين وأرذلا
دقـّوا جبينـَهُ  في حوافر  خيلِـهم
أبَت الحوافرُ أنْ بمثلِهِ  تـُنعَلا
واذا رآه الذلّ ُ مثلَ  دُوَيْبَة ٍ
تحنو لهم ، لأبى  بأنْ  يتذللا
المستشارُ المسْخ ُ  ذئبٌ  ماكرٌ
خـَبـِرَ الزنا برواقِهم  فتسللا
المستشار يظلّ ُ مدوسة ً لهم
ولذا يبيتُ مُكرّما ومُدللا
ويظل قواداً أثيراً عندهمْ
وعلى شكسبير العظيم مُفضّلا
وضعوا على صدر الحمار قلادة ً
نقشوا عليها دُمْتَ ياريم الفلا
لاتعجبوا زمن البذاءة  قادمٌ
وتوجّسوا الأقسى الأمَرّ الحنظلا
ياشعبُ لا تحني جبينـَـك ناكِسا ً
مجدَ العراق الفذ ، لا يا شعبُ لا
ياشعبُ  تيجانُ الحياة عزيزة ٌ
بسوى زهور الموت لن  تتكلـّـلا
كـُنْ ومضة ً او شمعة ً او نجمة ً
كي توقدَ الكونَ الرحيبَ وتـُشعلا
نيرانُ "بوعْزيزي"  نواقيسُ الضيا
منها أطلّ الفجرُ والليل انجلى
كالنخل  إشمخْ  في الحياة  مُبَجّلا
واذا  أتاك َ الموتُ  مُتْ  مُستبسلا .
 

*******
12/6/2011