المحرر موضوع: نحو الذكرى العاشرة لرحيل المناضل توما توماس (1)  (زيارة 1316 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحو الذكرى العاشرة لرحيل المناضل توما توماس
(1)
نبيل يونس دمان

لدي الكثير من الذكريات والصور والاوراق للراحل الخالد ، كلما سنحت الظروف انشر بعضها ، يراودني امل جمعها وتوثيقها يوما ما ، وبالتنسيق مع اولاده الطيبين . اود الان نشر احدى رسائله ، والتي لها علاقة بوضعنا الحالي ، لا زالت تحتفظ بحيويتها ، فالى الرسالة التالية :
  العزيز نبيل المحترم
تحية حارة
     املي ان تكون بصحة جيدة مع كفاح والاولاد ، شيء مفرح حصولكم على الاقامة وسيحل هذا الكثير من اموركم ليس فقط السفر وانما امور اكثر اهمية اخرى ، بالحقيقة لم اجرِ اية عملية ولكن دخلت المستشفى لمدة يومين للفحوصات هذا في القامشلي والان صحتي جيدة . جواب رسالتك ما قبل الاخيرة ارسلته منذ عشرة ايام املي ان ان يكون قد وصلك. استلمت رسالة من الاخ ابرم شبيرا بعد ذهابه الى لندن وقد ارسلت له جوابها ، ان الدانماركيين يبدون متشددين تجاه الزيارات لبلدهم لحد الان وقد مضت اكثر من ستة اشهر على الطلب ولم يجاوبوا على الطلب سلبا او ايجابا .
     اطلعت على مقالك حول محاضرة ..... والتي اثار انتباهي هو ما ذكرته عن تركيز الجدال حول " التسمية " وهي اساس الخلافات وحلقة صعبة تحتاج الى دراسات ووقت طويل لحلها ، لماذا لا ننطلق من اسهل نقطة في عملنا القومي ونترك موضوع " التسمية " حتى يتفق فيه " الفهماء " من ابناء شعبنا على تسمية له ، نحن شعب مهدد بالنقراض ولسنا كالشعوب الاخرى ولا نستطيع ان نسمح لانفسنا بالانقسام والتشرذم والتعددية والا فلا مستقبل لنا ، ان اشكالية التسمية تدخل في المجال الذي يدرسه علم التاريخ وليس غيره ، وربما التاريخ تطول دراسته لهذا الموضوع ، فهل نحن ملزمون بايقاف كل شيء حتى يحسم امر " التسمية " ام نتفرق الى فرق جديدة ، هوية الشعب تتضح من سياق عملنا القومي . من الخطا ان يكون الاتفاق على الهوية او اقناع الناس بتسمية معينة هو شرط ضروري لنهوض العمل القومي ، الواقع ان العمل القومي هو الذي يؤدي الى تحديد الهوية والتسمية عندما يؤدي الى نهوض الشعب وبلوغ غاياته القومية . يجب ان لا نتمسك بالماضي دائما في في خلق اسس جديدة لولادة شعب جديد ، يجب ان لا نتشبث بالماضي التليد علينا ان ننطلق من واقعنا الحالي وامكانياتنا ووضع شعبنا المشتت في العالم . ان من يتمسك بالتسمية فقط ولا غيرها حتما سوف لا يستطيع تقديم شيء لهذا الشعب عدا ما يعمل من اجل سمعته الشخصية .
     ان موضوع الكلدان وأمَلُك ان ترى هذا الوسط " الذي يحلو له ان يسمي نفسه بالكلداني " هذا اعتبره تمني لك وليس الدعوة الى العمل ، ان من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى اشوريين كما يحلو للاخوة الاشوريين ذلك ، انها تعقيد للعمل القومي والوحدة وانها امال البعض باحداث انقلاب في التاريخ ، ان اصرار الاخوة الاشوريين على هذه التسمية كما قلنا هي استحالة العمل ووحدة الشعب ، الا يمكن ان يعمل الاشوريين في اتحاد اختياري لفترة حتى نضوج موضوع التسمية من اجل التوحيد الجذري ، لماذا لا ندعوا الكلدان بتشكيل مثلا " الاتحاد الديمقراطي الكلداني " وتضعوا برنامج التعاون مع المنظمات القومية الديمقراطية وغيرها من الاتحادات العراقية الديمقراطية لانشاء محور ديمقراطي يضم الجميع ويوضع له برنامج التوحيد ( الاندماج ) .
      ان شبابنا يدور في حلقة فارغة وهو اكثر رغبة في العمل السياسي القومي ولكنه ليس له قيادة من اجل توحيد جهوده ، لماذا نستحي من اسم الكلدان في الوقت الذي هو واقع حاليا ، دعونا نعمل حاليا تحت اي تسمية يؤيدها كل جزء وفي نفس الوقت نعمل من اجل الوحدة والاندماج هل معاركنا حول التسمية نفعت عملنا ام اخرته وخلقت الجفاء ان لم نقل التفرقة بيننا ، لنكن واقعيين .
     في هكذا وضع ومن اجل ايجاد مفتاح حل تلك المشاكل المستعصية بطريقة النقاش الحضاري ، نقاش واسع النطاق توضع له آلية للنقاش وتنظيمه كي يكون نافعا ومثمرا وان لا يؤدي الى عداوات ولي الثقة بان كلما تتوسع هذه النقاشات تظهر مواضيع واسئلة جديدة في سبيل عملنا القومي وسيجعل بعض المخالفين يتفقون مع اراء الاخرين وتختلط الطاقات في البحث عن التفاهم والثقة المتبادلة التي نفتقدها .
     كنت قد التقيت مع الاخ ..... في كندا وعقدنا جلسة مشتركة مع الاخوة مسؤولي المنظمات الاشورية ودامت عدة ساعات وكنا قريبين الى بعضنا البعض ، لاحظت ان الاخ .....  يركز على " اشورية " كل الشعب والاصرار على عدم وجود الكلدان والسريان خلاف ما هو معمول به الان وبهذه الطريقة من الصعب له كسب الاخرين الى ما يصبوا هو اليه ان لم يبعدهم عن العمل المثمر .
     ان ما اؤكد عليه ان نعمل على حل اشكاليات التسمية ومن اجل توحيد الشعب ان نبتدئ من الحلقة الضعيفة والسهلة دون ان نبتدئ بالحلقة الصعبة وحتى المستحيلة الحل كما نقول وبذلك نقضي على كل تفاهم بيننا وقد تؤدي الى القطيعة وهذا ما يعمل بعض الاخوة الاشوريين وانك تلاحظ ذلك بين اوساط الكلدان وحتى بعض شبابنا ان لم نقل اكثريتهم لهم مواقف متشنجة تجاه الاخوة الاشوريين .
     اننا بحاجة الى وحدة شاملة وقيادة موحدة للجميع ( الطوائف ) كما يسمون انفسهم الى هيئة على شكل صيغة " المجلس الوطني الفلسطيني " او البرلمان الكردي الذي تشكل حديثا، يمثل الشعب في المهجر والوطن يمكن انتخابه مرة كل سنتين او اكثر من قبل الشعب وقد يؤدي تكرار الانتخاب الى ظهور ممثلين حقيقيين عن الشعب .
     ارجو لك كل الخير والعمل المثمر واتمنى لك وللعائلة مزيدا من الصحة والعمل المثمر، ارسلت رسائل التعزية لكل من عوائل المرحومين عبد الوسي ورحيم القس يونان وكانت الزيارة فرصة للقاء بهم وما كنت اعتقد ان تكون الزيارة الاخيرة لهم .
    سيصل اليوم فائق بطي وحتما سيكون الكاسيت معه ، شكرا على جهودكم .
    تحياتي الى الاخوة جورج جبوري واشكره على مكالمته ولو لم اكن موجودا ، انني اتمنى له حياة سعيدة وعمر مديد مشتاق لرؤيته . تحياتي للاخوة ، نبيل جولاغ ، نجيب جلو ، وجرجيس كتو ، وقيس يونان ، وابو موفق وباقي الاخوة عندكم ، تحيات الاولاد لكم جميعا ً .
    ارجو ان تكونوا قد قضيتم اوقاتكم الجيدة في عيد القيامة مع الاهل والاصدقاء .
دمتم سالمين
ابو جوزيف
22 - 4 - 1995 [/b] [/size] [/font]