المحرر موضوع: عندما تستدرج السلطة بعض من أصحاب القلم الحر .  (زيارة 873 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل BASIM DKHUKA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 397
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
        عندما تستدرج السلطة بعض من أصحاب القلم الحر .

 باسم دخوكا

المشكلة الكبيرة التي تواجه كل الذين يملكون فكرا ً سواء إن كانوا كتاب , أدباء , صحفيين أو نقاد ...إلخ , هي المناصب و المواقع التي تحاول الأنظمة السياسية أن تكبلهم بها وخصوصا ً الذين لهم باع طويل في التعبير عن أرائهم حول الواقع السياسي أو الأجتماعي المتردي الذي تحكم من خلاله تلك الأنظمة شعوبها , فتحاول أن تستدرجهم كما يستدرج الأخطبوط فريسته ليضعها كلقمة سائغة  في فمه .
تجد من كتب عن الحرية يوما ً و قدسها ... أصبح اليوم عبدا ً و رضي أن يكون موظفا ً لدى نظام الحكم الذي يكبل الحريات !
تجد من أضاع نصف عمره في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ... لا رأي له اليوم , لكون المركز الذي يشغله يمنعه من ذلك !؟
فمن دافع عن دماء الأحرار يوما ... يبيع دمه اليوم .
من كتب على الحيطان ( بالطباشير ) تسقط الدكتاتوريات ... يمجد بعضا ًمنها اليوم .
من علمنا ان للحرية مذاق و لا ألذ منه مذاق.. حتى وإن كانت على حبال المشانق ... نجده اليوم قد أصبح عبدا ً لمن يدفع له .
من كان صوته إذا ما صرخ يخيف كل الفاسدين ,
من كان صوته إذا نطق يقنع كل السامعيين ,
من كان صوته إذا تحدى لا يخشى سلطة الحاكمين , ضاع صوته , ضاعت صرخته , و أصبح من المنتفعين .
عجبي كيف يبيع المرء قناعته و فكره و عقيدته ؟
عجبي كيف يخذل المرء رفاقه و تاريخه و أيمانه ؟
عجبي , أن يسكت قلما ً ولد حرا ً !
عجبي , أن يموت فكرا ً , لم يرضى بالعبودية فيما مضى !؟
عجبي ممن لم يخشى الموت يوما ً ( كما يدعي ) أن يصبح عبدا ً للمغريات .
 عجبي ممن يدعي بأن الحرية هي :- أن تقول ما تؤمن به , أصبح كالصخر لا ينطق أمام من يستعبد الأحرار  .
عجبي من هؤلاء و أسفي عليهم أكبر ... فكل ما عرفناه عنهم بالأمس كان وهما ً . أما نحن فقد تعلمنا منه درسا ً .. أن نحترم ما نؤمن به و نحترم إيماننا بالحرية أبدا , حتى وإن كان الطغات اليوم أسوء ممن عرفوهم هم قبلنا  .
تعلمنا بأن لا نساوي بين الظالم و المظلوم .
تعلمنا أن نكتب عن الهموم و المعانات و لا نسكت عن الخطايا أو الأخطاء .
تعلمنا بإن الحبر الذي ندون به هو أغلى من دمائنا و أرواحنا ... و من خلاله نعبر عن صرخة عجز أن يطلقها المظلوم , تعلمنا أن نكتب عن صاحب حق  يسلب حقه و يذبح بوضح النهار .
تعلمنا , إن متنا فنحن أطول عمراً من أعظم الدكتاتوريات , فكلمتنا تحيا أبدا ً و هم يدفنون باللعنات .
تعلمنا .. أن نؤمن بالغد و نجعله يوم أفضل لأطفالنا ... فالأمس كان مرا ً لنا و لا نودهم أن يعيشون غد لا يكون أفضل من يومنا  .
تعلمنا .. أن لا ننهزم  في معركة مع من يملك كل مقومات النصر ... السلاح الفتاك , المال , السلطة ... فنحن نملك حق الدفاع عن و الحرية و السلام , وهل يخشى من يملك أعظم ما في الحياة  ؟  
  
dkhuka@hotmail.com