رسالة حبٍ إلى سيميل
تناديني حدائقكِ
لأعانق الله من
فوقِ أغصانها
فأطيرُ مع نسماتِ
الصبحِ إليكِ
محملاً باشتياقِ
الأرض العطشى للمطر.
و أمسحُ كل الدموعِ
من عينيكِ
و كل الويلاتِ أغسلها
بدمائي التي…
يسكنُ حبكِ فيها.
يوقظني صراخُ الأطفالِ
في شوارعكِ الحزينة
و تبللني دماءُ الشهداءِ
و كل المنهكين
فأستلُ سيفكَ سركوني
و أرسم فوقَ عيونِ
الإشعاعِ القادمِ
من عمقِ التاريخِ
قلادةً…
و غصن ريحانٍ أخضر
و أجلسُ قرب
شواطئِ النهرينِ وحيداً
أترقبُ فجراً قادماً
و قلبي ينبضُ
حباً آشورياً
لكلِ السنابلِ الممتدةِ
من أصغرِ حبةٍ
في ترابِ الرافدينِ
إلى عرشِ اللهِ.
يغتالني هذا الصمتُ
الجنائزيُ المخيمُ
فوق السواسنِ
و تحرقني الدموعُ
الطازجةُ التي ما زالت
تنزفُ من
عينيكِ عشتاري
و أسألُ طيور الشمالِ
المسافرةِ عنكِ
و يأتيني الردُ حزيناً
مع رفرفةِ الأجنحةِ
المتكسرةِ من
إعصارِ القهرِ
فأموتُ وحيداً..وتحولني
آهاتُ الجياعِ واستغاثاتُ الأطفالِ
الذين قُتلوا
في أحشاءِ الأمهاتِ
قبل الولادةِ
إلى شرنقةٍ هزيلة
أتلمسُ بإصبعي
عفن الموتِ فوق
أنهارِ الحياةِ
و أفتحُ قلبي
لقوافلِ الحزنِ و الموتِ
و الهزيمة
و أسقطُ صريعاً
مثل عصفورٍ اغتالهُ
سهمٌ أكبرٌ
من قلبهِ آلاف المراتِ
و تتناثرُ أشلائي
هنا و هناك….
عيوني فوق بابل
و قلبي فوق نينوى
فأتحسسُ لهيبَ الحقيقة
و تعيدني أحلامُ الأرضِ
إنساناً جديداً
و أُبعثُ حياً
كإلهٍ بابلي…
و تلحقُ بي كل القوافلِ
فلا أتوهُ من جديد.
م.أبدل أبدل