المحرر موضوع: ذكريات  (زيارة 882 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذكريات
« في: 19:32 14/08/2006 »
ذكريات
فرج الياس
دونت كثير من الذكريات في حياتي المتسلقة فوق الستين عاماً ، كنت شاباً في الثامنة عشر من عمري وكان جدي بمثل عمري حالياً تقريباً . كان حكيماً كما قيل عنه تعلمت منه الكثير في مناقشاتي معه . كان هادئا جداً معي يبتسم لي ويسمع كلامي جيداً . ثم يجيب برزانة الرجل الوقور : ليكن الله في عونكم أيها الجيل القادم . فسوف لن تلحقون كلمة زنانير ظهوركم . ولاتظهر ابتساماتكم لبعضكم ولن تعرفون راحتكم لأنكم تقولون ما لا تتمكنون منه نحن أفضل منكم حياتنا أهدأ . أرزاقنا تلغينا أحلامنا حقيقية وأيماننا أقوى منكم مشاكلنا قليلة لأننا لم نبحث مثلكم عن اليسار واليمين ولا عن الشرق أو الغرب ولا نريد معرفة من على السطح أو على الأرض ولا المصطلحات الحزينة التي تصيبكم بالدوار يابني سوف تدخلون أنفسكم في متاهات لن تخرجوا منها بسلام كما تتخيلون . لأن الذين يريدون لكم الخير بهذه الطرق إنهم يكسون لكم الشر وهم أذكى منكم .
كان دائماً يقفل للخط أمامي ببراعة وحكمة ولم أكن أصدق آنذاك من كل قلبي كنت بعيداً عنه في دراستي مسافة إثنا عشر يوماً مشياً على الأقدام . يوماً ما يبعث إلي رسالة أبوية فرحت بها لكني غضبت أخيراً لأنه كتب المرسل جدك الحقير فلان . بقيت غاضباً كيف يكون جدي حقيراً . أجبته بمدح على صورة قصيدة شعر واستنكرت هذه الصفة بعد سنة زرته . ولما جلسنا سوية أخرج رسالتي وهو يبتسم كعادته قال هذه رسالتك واكرر كلامي لك ولجيلك ليكن الله في عونكم . لأنك لم تفهمو عبارة كلمة الحقير . يا حفيدي فكيف تتمكنون من تحقيق أمانيكم ولما علمني معناها فجلست من نفسي وحدث ما حدث وكأنه كان معنا ولأننا لازلنا نستجدي من الآخرين حلاً لمشاكلنا الداخلية .