المحرر موضوع: الهوايات  (زيارة 1177 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل George Shabo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الهوايات
« في: 00:21 15/08/2006 »
     
  الهوايات                                                       
 
 في الصغر..كنت اهوي لعبة كرة القدم،مع اصدقاء المحلة ،وهي لعبة شعبية مشوقه بجانب الالعاب النضامية الاخرى فتعد مكان اختبار المهارات والابداع والتفنن والرهان على الفوز مع قضاءالوقت في اجمل حالاته ،لتقوية الجسم وتنمية العقل والمدارك.بالاضافة الى انماء الغرائز وادخال الامل الى النفس وتقوية الارادة والمناسفة الشريفة ووضوح  ا لهدف الشعور بالتكابر والفخر مع حب الاصدقاء،وفتح افاق المعرفة والتعاون مع بقية اعضاء الفرق ، لاجراء سبقات ودية ،ومع العمر يكبر الطموح ليصل الى التخطيط للمستقبل.والهواية تتغير وتتبدل حالها حال بقية الامور الحياتية،حيث تخضع للمزاج والذوق ،وحكم الزمن .

   لقد احببت صيد العصافير والتي تعلمتها من جدي عن طريق نصب الفخخ الذي يوزع في الحقل في بداية موسم الزرع قبل ان ياتي الشتاء واثناءحراثة وزراعتها ،حيث تكثر الطيور ويتزاحم الصيادون للمبارزةبالصيد والمتعة وقضاء وقت الفراغ،وما للحم الطير من طعم لذيذ وسوق رائج. ينصب الفخ بساعات قبل بزوغ الفجرفي الحقل ،وعند الصباح الباكر يتعلق الطيور للبحث عن مكان الزرع لالتقاط الحبوب،وبعد مرور ساعات يكشف الفخاخ المصيبة ،ويجمع الطيور الهالكة ،ويستمر الحالة الى المساء. يرجع الكل الى البيت مفتخرا بما اقسمه الله من خير.  اما مصيبة الحيوانات البرية الاخرة فكانت تصطاد بواصطة فارس مع مجموعة كلاب الصيد ليوقعوا غزالا بريا او ارنبا تائها ،يبحث عن الاكل في بطون الوديان ،حيث تحكم شريعة الغاب . 

  وبعد ان تعينت معلم في ناحية شيوان مازن سنة 1968 في كوردستان ،لم يكن الصيد مسموح لاهالي مع كثر  السلاح ووفرة الحيوانات البرية في الجبال ،مع الحالة الاجتماعية الضعيفة للناس الذين كانوا  بامس الحاجة الى الصيد ،الا ان الالتزام بالنظام واحترام الكلمة للبرزاني الخالد ،يمنع الصيد بالبارود والسم وخاصة  مع اوقات التزاوج،الا ما سمح به القانون بواسة الخيط  او الفخ لصيدطيور القبج والاسماك حفاضا على الثروة الحيوانيه من الانقراض.

   كذلك يمنع قطع الاشجار الخضراء حفاظا على جمال الطبيعة وعدم انجراف التربة من الجبال ،واعتماد الاهالي على الاشجار اليابسة في التدفئة والطبخ والبناء.  لقد احببتهم كثيرا ،لانهم شعب مطيع يكرمون الظيوف ويقدرون الغريب ومن صفاتهم الاخلاص والصدق والامانة .

   وفي عام 1999 هجرت الى دولة السويد ،وتعرفت على عادات الشعوب الاوربية ،بان الحياة لا تكمل جمالها بدون الطيور ،على البحر مع الناس بجانب واحات الورود والاشجار الخضراء والانوار وساحات الثيل والحيوانات التي تربى معهم في البيوت ،لقضاء وقت الفراغ والتمتع بوفائها ،وهي جزء من حياتهم ،تربوا على احترام حريته  ،تخدمهم في الحراسة والحماية والكشف عن الجريمة وعن مهربي الحشيشة ،لها معامل لانتاج الاكل الخاص بها ،وان اسمائها وارقامها المسجلة في دوائر الصحة التي يكشف عنها دوريا ،لضمان صحتها اضافة الى مقابرها الخاصة ،يزورونها ويضعون الورود  على مقابرها وفاء لها وحفاظا على بيئة نظيفة ،ليس كما هو في بلداننا حيث ترمى في العراء او على ضفاف الانهار فتصبح مصدر لتكاثر الحشرات الظارة وانتقال الامراض الى الانسان.

وحال العراق اليوم يذكرني بايام عشناها نصيد الطيور البرية ،والان يصيب شعبنا الغارق في الدماء وضرب الرقاب بالجملة على الهوية ومن اجل المصلحة والمنصب ،انه زمن يرثى له ،وهم يفتخرون ويحسبون نفسهم منجدين للبشرية بتراثهم وتاريخهم وحضارتهم التي اخرجت الناس من الضلمات الى النور...وحاضرهم المبكي والمرتجل.   


  جورج يوسف شابو برخا 
    السويد نورشوبينك