المحرر موضوع: انتفاضات بطعم الثورة الشعبية  (زيارة 1148 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 194
    • مشاهدة الملف الشخصي
                          انتفاضات بطعم الثورة الشعبية لكن البعض
          يظنها مزن طارئة على موعد مخطط

انتفاضات تقرر مصير الشعوب في الوقت الذي عجزت احزاب مناضلة بتضحياتها الجسيمة من الوصول الى ما يحققه الشباب المنتفض
دأب حائرا وقلقا الكثير من السياسيين في تعليل طابع الانتفاضات التي غيرت وجه السلطة او اقتلعت انظمة حكمت عقودا طويلة او كادت في غيرها , فعلا انه امر عظيم خصوصا حين تنبت الانتفاضة من مظاهرة يثيرها شباب لا يجمعه تنظيم سياسي اووحدة سياسية او فكرية , والاهم ان تلك المظاهرات نمت واتسعت لتشمل جماهير مختلفة في اهدافها وارائها ومستوياتها الفكرية او من لا رأي لها(وهذا ممكن تعليله كرد فعل عام لمعاناة طويلة المت بالشعب عموما)فاستثمرته الانتفاضة خطوة مباركة, لكن الاغرب الذي يجلب الشكوك  هو ان دولا كبرى كانت انظمتها واجهزتها القاهرة حتى البارحة داعمة لاستدامة الانظمة القائمة بطغيانها ومخططة لمناهجها القهرية للمعارضة الوطنية , تسخر اليوم اعلامها بل وتمد المنتفضين باعانات اعلامية معنوية وحيثما يتطور الامر الى مقاومة فعلية تمد يد المساعدة بالسلاح, كما يحصل في ليبيا وما يحصل في سوريا , والسياسي التقدمي المؤمن بحقوق الشعوب يقف حائرا في تعليل ما يجري في تلك البلدان يقف مباركا الانتفاضة وفي ذات الوقت خائفا وقلقا من ان تسرق جهود اولئك الشباب الثائر  .
منهم من يعلل ان الانتفاضات هذه ما هي الا مسرحية مكتوب سيناريوها بدقة واتقان , وهذا التعليل تتبناه الانظمة الايلة للسقوط فتصفها بمؤامرة يدبرها ويديرها الاستعمار والقاعدة والفكر الرجعي بطرق خفية تمكنت من استغلال الشباب واستثمار كره الشعب لسلطته. مؤلم ان نحكم على هذه الانتفاضات الثورية بهذا المقياس, ومهما كان دور هذه الدول ومساعدتها الاعلامية فمن الظلم ان ندرج ثورة الشباب الواعي بعملية شبه تآمرية على سلطة رجعية باسم الشعب, لان معظمها ينطلق من الجامعات مستفيدين من الجوامع كملجأ آمن للتجمع ثم الانطلاق ,عليه من الخطأ ان ندرج هذه الاعمال النضالية في منهاج وخطط الدول التي تستغل كل خطوة من حركة الشعوب ,حتى ان كانت النيات مخطط لها لكن دور الشباب وموقعهم الثوري والنتائج التي يحصلون عليها والمثابرة الثائرة مع التضحيات الجسيمة التي لا تردعهم ,تلك ظاهرة ثورية تعطينا الاندفاع للثقة بتلك الجموع الثائرة وذلك الاصرار والتحدي الشجاع  . مع ذلك لا يمكن نكران غايات تلك الدول التي تكون قد قدرت بدقة عدم جدوى بقاء تلك الانظمة  وخمنت ان هذه الشعوب تتململ وستنفجر , فمن الحكمة ان تختصر الطريق تستغل التذمروتؤيد التغيير باسم الانسانية والديمقراطية وحقوق الشعوب هذا من اجل مصالحها فلا غرابة ان تفعل جهدها لايصال من تثق بهم لتأييد الانتفاضة والبروزفي المجابهات ليكون له الموقع في قيادة تلك الانتفاضة و موقع مهم في قياة المراكز المهمة   .
هنا نعود الى السؤال المهم, ماهو دور الاحزاب اين موقعها وهي تتابع بل تسعى خلف الثائرين لا قائدة آنية لهم لانهم ليسوا القادة الحقيقيين للعملية الثورية كذلك لان الجماهير فقدت الثقة بالسياسة وبالسياسيين لطول الاضطهاد والتهميش الذي مارسته السلطة واحيانا بذل اعلام السلطة الرجعية جهودا ناجحة في تحميل تلك الاحزاب المناضلة مسؤولية الاخطاء والمشاكل الحاصلة . قد تستغل بعض الاحزاب جماهيرها , وقد يقف الجانب المحافظ معرقلا او مراوغا او مساوما رجالات السلطة المندحرة كي لا تنطلق الحركة الثورية الى ثورة شعبية ديموقراطية علمانية , في هذه الاجواء تجد تلك الاحزاب مجالا لاشغال المواقع الامامية للثورة مبدية انفتاحها على ما كانت تتحفظ عليه بل تحاربه , لذلك على الثائرين صيانة اهداف انتفاضتهم وعدم التفريط بها, وعلى الاحزاب ان يكون دورها توعويا وتحذيريا من اية مطبات و دون الايحاء بالطمع في القيادة لان الصراع على القيادة مبكرا يضلل الثوريين ويشغلهم في وقت هم بحاجة الى انجاز التغيير المطلوب في القيادة رأس النظام والمحيطين المؤثرين .
والاجابة على السؤال الذي يطرح نفسه دوما(والتساؤل مشروع)هل الذي يجري في البلدان العربية مخطط مشبوه ام انتفاضات شعبية احدثتها الحياة القاسية والمظالم التي مورست مع شعوب تلك البلدان؟؟؟؟؟؟؟ فقط نؤمن من الظلم
من الظلم ان يذهب هدرا كل هذا العمل الثوري الذي توج بتضحيات ودماء , اعمال تجاوزت الاعمال التي تحصل لهذه الكتلة بخبرتها السياسية اولذلك الحزب بتاريخه او برنامجه المدعوم من الاخر او لاي انقلاب يقوده العسكر بدباباته ,انه عمل متميز بوسع المشاركة الشعبية, فعلى الشعب وعلى كل وطني ان يتحمل مسؤوليته في دعم هذا العمل العظيم ويصونه من الانحراف او السرقة .
طبعا ليس باستطاعة هؤولاء الثائرين ان يشغلوا كل مؤسسات الدولة ان حققوا الهدف المنشود , عليه مطلوب منهم ان يشخصوا رجال يستحقون تحمل المسؤولية, ليس بمستطاع الثائرين ان يشغلوا كل المسؤوليات لكن عليهم الحذر من الانصياع لاراء من لا زال مواليا للنظام القديم ليتسلم  من كانوا في المسؤولية المسؤوليات الجديدة والحاجة اليهم واردة ولهم خبرة الادارة لان هؤولاء سيعودون الى مواقعهم وهم يحملون الحقد والفساد وتدمير اي منطلق وطني مخلص يخدم الشعب , لاباس ان يعود البعض الى الخدمة لانهم بالملايين ولا يمكن الاستغناء عن شاغلي كل المؤسسات ولكن الاعتماد على من لم يكن مشتركا في مظالم النظام السابق , كما على القادة ان يكون الاشراف دقيقا ومخلصا والحذر من ان ينساق الثوار وهم يتسلمون المسؤوليات في بداية طريقهم وراء مصالحهم تغريهم السلطة الجديدة التي يتمتعون بها , ايضا هناك موقع الجيش وان كان محايدا خلال الانتفاضة , فبعض رجاله تستهويهم الفرصة والفراغ  ليتسلم موقعا سلطويا خارج مجال الجيش ومهماته , الافضل الحذر من القادة الكبار لانهم كانوا من اصطفاهم الحاكم السابق فابقائهم قدر الامكان خارج المسؤولية بل الاستعانة بالطاقات الفتية ورعايتهم ليكونوا رجال التغيير الوطنيين لا موالاة لهم الا للوطن والشعب و  للتغيير .
ستكون القيادة الثورية ايضا بحاجة الى علاقات دولية ترعى المصالح المتبادلة ,و ستكون الحاجة ايضا الى وعي وبعد نظر يحدد العلاقة مع الدول الكبرى بتوازن مدروس يصون استقلال وسيادة الثورة الفتية ويمكن لتوازن ذكي ان يكسب النظام الجديد فرصا ثمينة في العلاقات الدولية دون المساس بموقع انظام الفتي ولا بكرامة شعبه .
مباركة كل انتقالة شعبية نزيهة تحمل اهداف الشعب وكرامة الوطن , لتكون تجربة يحتذى بها .

                                                                           
                                                                                  سعيد شامايا