المحرر موضوع: رسالة مفتوحة الى قادة الاحزاب العراقية الكبيرة  (زيارة 1540 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

  رسالة مفتوحة الى قادة الاحزاب العراقية الكبيرة

يوحنا بيداويد
18/8/2005

يحز في قلوبنا كعراقيين ان نرى ما تقوم به بعض  القيادات من  احزابكم باسم الدين والوطنية عن طريق رجال ميليشياتكم  على ارض العراق الزكية، تملؤنا المرارة حينما نرى دولا لم يكن لها اي وجود في التاريخ، لا بل نشأت  قبل 500 سنة او اقل تتربع الان على قمة التطور العلمي والحضاري والاقتصاد العالمي  بينما ارض العراق التي اوجدت حروف الكتابة ،واتت بحضارة وادي الرافدين ، تلك الحضارة التي ابدعت في وضع المعادلات الاولى في الرياضيات  وعلم الفلك والجبر وشقت جداول الري وبناء الجسور  تعيش اليوم عصر الانحطاط  و الظلام والقتال العشوائي . كأن اسطورة عشتار وتموز فعلا تحققت  في القرن الحادي والعشرين، فعوضا عن نزول عشتار الى عالم السفلي ، نزل الشعب العراقي كله الى العالم السفلي ،عالم الاموات، فاصبح  اسيرا لارهاب ميليشياتكم  المتعطشة لسكب الدماء والاجرام وقيادتها السيئة الصيت التي اصبحت اسوء من صدام حسين في حبها لسرقة اموال الشعب العراقي وفي ممارسة روح الدكتاتورية والاجرام  .

لم يعد مخفيا لاحد الان ان خارطة العراق في نقطة حرجة ، تلك النقطة التي تفقد المادة خاصيتها او هويتها الاصلية لتتحول الى شيء اخر حسب تفسيرها الفيزيائي . نعم العراق شئنا ام ابينا اصبح الان في النقطة الحرجة ، نقطة الضياع ولم يعد  سهلا ايجاد الحل بسبب الدور السلبي لهذه القيادات.

لا اعتقد حينما يجتمع اثنان من الشعب العراقي اليوم اينما كانوا لا يتحدثون عما يجري من جرائم لا تغتفر باسم الدين الاسلامي في العراق اما انتم فلازلتم غير مبالين بخطورة الامر، غارقين في اوهام وامراض نفسية.

كلنا يعرف هناك اخطاء كثيرة حدثت في طريقة التحرير او احتلال العراق (كيفما تريدون تسميتها )  وكلنا له  الكلام الكثير حول هذا الامر، لكن اليوم نحاول فرز هذه الاخطاء وتقسيمها ، فهي تقع في ثلاثة اصناف حسب مصادرها:
القسم الاول   هي الاخطاء التي اتت من الخارج من الولايات الامريكية وايران وبريطانيا  والدول العربية الاخرى ضمن مخططاتهم او بسبب جهلهم ، لان لكل واحد منهم كان له رؤيته الخاصة في مستقبل العراق حسب ما تقتضي مصلحته و لا زال يعمل لاجل تحقيق ذلك.
القسم الثاني    هو ما جلبه الفكر الوهابي السلفي من رجال القاعدة وذلك لا يحتاج الى الشرح والتطويل.
القسم الاخير      وهو الاهم  الصراع القائم بين الصيادين (قادتنا السياسين) على اشلاء الفريسة (ارض العراق وشعبه)، بعضهم ان لم نقل كلهم يوما ما كانوا يعيشون في دول الجوار غرباء، لاجئين ، بطونهم فارغة يحلمون بطعام زهيد من المنظمات الانسانية العالمية ، يملئ قلوبهم الحنين الى الوطن ونسيمه .

لا نستطيع ان نلوم امريكا على ما تفعله في العراق اليوم، لانكم كقادة عراقيين انفسكم طلبتم الرحمة من البيت الابيض، ووقعتم على البياض لها، والعراقيون انفسهم وانتم معهم،  اليوم لستم مخلصيين لبلدكم فكيف تطلبون من المحتل ان يحميه ويبنيه لكم، الخراب الذي يحدث الان ليس كله من صنع امريكا ، بل من مواقفكم ومواقف العراقيين  انفسهم، نعم العراقيون فتحوا ابوابهم للمرتزقة القادمين من اربع اركان المعمورة من جماعة القاعدة واسكنوهم بين اطفالهم وعوائلهم ، ففي بيوت العراقيين تُركب السيارات المفخخة وتٌخبئ الاسلحة ، وتُركب الاحزمة بالمواد المتفجرة، وتُخطط العمليات الاجرامية، بعض منكم من قادة العراق السياسيين تشجعون عصاباتكم ومرتزقتكم على الاعمال الاجرامية، ولا حاجة بنا للتذكير باسمائهم، البعض منكم يفضل الغريب من دوا المجاورة على العراقي ، فاي حل تتوقعون يحصل لكم.

لا نكثر الكلام اكثر عن المجرمين من القاعدة الذين يقتلون انفسهم من اجل فكر شاذ غير عقلاني وغير اخلاقي وهو الاقدام على الانتحار من اجل قتل بعض ابرياء لانهم لا يؤمنون بفكرهم،  فهم لايريدون  ان يعيشوا حسب ذلك المبدأ وانما يعملون من اجل ان يعيش غيرهم بحسبه، ّّّ فاي تناقض وخرف هذا؟ّّّ!.
 اي اله هذا  يستطيع ان يخلق البشرية ولا يستطيع معاقبة الخاطئ منهم، فيطلب من شخص اخر ان يقتله كي لا يزيد الشر في العالم او يقتل نفسه بعملية تفخيخ سيارة كي يقتل الخاطئ الذي يرفض الايمان بخرافته ؟!!. اليست الحياة هبة مجانية معطاة من الله لكل شخص ، اذن لماذا يستحقرونها، وهل هذه هي الطريقة الناجحة للانتقام من امريكا؟ وهل لان امريكا دولة لها امكانيات اقتصادية كبيرة في هذا العصر تريدون سحقها وهدمها، الم يكن للشرق حضارات اقوى واقدم واعظم من حضارة امريكا ، فلماذا زالت واندثرت؟ ،ولماذا سقطت الحضارة الاسلامية التي كانت اخر هذه الحضارات  بعدما كان حدودها من الصين الى جبال البرانس؟. اليس من الافضل دارسة هذه الاسباب بعقلية ومنطق متفتح كالتي يمتكلها الانسان الحاضر اليوم وليس كما كانت عقلية ومنطق لانسان  قبل 1500 سنة؟

الان لننقاش بعض من قادة الاحزاب المشتركة في الحكومة العراقية، الذين لهم اعضاء في مجلس النواب، اليس من المضحك مشاركتهم في الحكومة ولديهم ميليشيات  خاصة بهم ، تقوم بقتل وخطف وسحق وترهيب كل من يريدون او يعاكس رائيهم، الا يعني هذا انهم لا يؤمنون بهذه الحكومة وليسوا مخلصين لها، اية ازدواجية هذه ؟. بالله عليكم الم يكن رجال الامن الخاص والمخابرات و..... كافة اشكال القوى المجرمة في عصر صدام حسين تعمل ما يعملونه هؤلاء الان، فاذا كان صدام و اعوانه، اليس رجال ميليشياتكم اشد  اجراما منه ومن رجاله ؟!!
الم يكن من الافضل لكم كلكم ان تدعمون الحكومة ورجال الشرطة العراقية وتعملون على تقوية الجيش والامن وتسخرون كل طاقات احزابكم ومؤسساتكم من اجل ولادة عراق جديد؟ الم يكن من الاسهل تغيير نهج التفكير لدى الناس البسطاء عن طريق اقامة المؤتمرات و الندوات والمحاضرات لمنتسيبكم والتابعين او الموالين لكم وتعليمهم مبادئ احترام الاخر وحفظ حقوقه وعدم الاعتداء عليه والتخلص من التمييز على الهوية؟ . الم يكن من الاسهل استخدام وسائل الاعلام المختلفة في توعية الشعب العراقي في وطنيته التي خسرها بسبب الحكم الاستبدادي لصدام وعائلته المجرمة بدلا من جعلها تنقل الاخبار المشؤومة من القتل والخطف والسلب والاختصاب وقطع الرؤوس ؟ الم يكم من الاحسن مد الجسور وروح الثقة بين مكونات الشعب العراقي جميعا واقامة مصالحة وطنية حقيقة بعيدة عن الطائفية والعددية ؟ وتشجيع المعاهد والمدارس والجامعات كي تخرج وجبات جديدة من جيل متحضر ذو فكر عراقي وطني بعيد عن الطائفية الدينية والقومية والقبلية كي يستلم امور ادارة البلد وتستريحون وضمائركم مرتاحة كما فعل كل الثوار الشرفاء في العالم عبر التاريخ ؟ لكن يبدوا انكم قد تعلمتم دروسا من صدام حسين في حب السلطة والروح العدوانية بدون وعيكم، والا كيف تفسرون  وضعكم شخصيات غير كفوءة في مناصب وزارية؟ اهذا هو حرصكم على العراق الجديد؟ كيف تفسرون حالة الحرب الاهلية التي يعيشها العراق اليوم؟ .
 
هل كنتم تريدون من امريكا ان تبني لكم قصورا وانتم غارقون في اوهامكم وجدالاتكم  الطائفية الغير الواقعية البعيدة من روح الوطنية،اذا كان هدفكم مستقبل العراق و اجياله  حسب  شعاراتكم المعلنة قبل ان يسقط صدام، فلماذا اليوم اردتم تمزيق مكوناته ؟ فاذن انتم خربتم العراق وليس غيركم، العراق كان  بلدكم والشعب العراقي كان شعبكم ولم يكن جزء من الشعب الامريكي او الايراني او غيره.

يجب ان تعترفوا بالحقيقة المرة ، انتم جعلتم العراق قي النقطة الحرجة التي لا يحسد عليها، النقطة التي لن تستطيعوا بعد الان ايقاف المصيبة الكبيرة التي اتيتم بها للشعب العراقي المسكين مهما فعلتم .

الم يكن هذا الشعب يتحمل جرائم الدكتاتور والحصار الظالم ويقبل العيش بكرامة ولا يقبل التعدي على جاره، متى كان هناك  روح الكراهية بين مكونات الشعب العراقي ، اليست  ثلاث سنوات فقط هي فترة ازالة شبيهكم من الحكم؟ فكيف ظهرت هذه الاعمال المشينة في ممارسات هذا الشعب المسكين المنكوب بثلاث حروب كبيرة. الا يوجد قوى خفية تعمل لتنظيم وتشجيع لهذا الخراب؟ اليس معظم هذه القوى الخفية عائدة اليكم؟ اليست انقساماتكم او رغباتكم في امتلاك السلطة والمال وانتم غير مبالين بعوائل اكثر من 2.5 مليون شهيد ومفقود واسير لازال في ايران.وكم مليون متشرد في العالم سببا لهذه الوضعية المؤلمة التي يعيشها الشعب المسكين؟

شهادة للتاريخ،  بينكم  هناك من ضحى من اجل العراق وشعبه ومن مات او استشهد قبل ان يرى الدمار الذي حل بالعراق ومن له فكر سياسي معاصر يحب بناء المجتمع العراقي الجديد لكنه مشلول الايدي بسبب دور الميليشيات المرتزقة ،  عدد كبير منهم تم اقصاءهم من الحكم بسبب عدم امتلاكه الميليشيات الخاصة به باسم الدين ، مثلا الدكتور احمد الجلبي الذي كان المخطط الاول  لتحرير العراق  حسب اقوال المحتل نفسه ، واليوم هو خارج السلطة التنفيذية وهنالك الكثير مثله، ان التاريخ سيكتب لهؤلاء الفضل الكبير في تاريخ العراق المعاصر. اما انتم الذين تمزقون المجتمع العراقي يوما بعد يوم بسبب عدم اتفاقكم على العمل الوطني الصادق،  سوف يزول اثركم عاجلا ام اجلا اذا لم تغيروا فكركم ومنهجكم ، ها هي  خيوط الا مل قد قدمت ان لم تكن اليوم يكون الغد، تلك الخيوط التي طال انتظار الشعب العراقي لها ، فزمن حرية الفكر والديمقراطية والعدالة ودولة القانون سيحل محل البندقية والدبابة وكافة انواع الاسلحة ، حتى  ان كنتم لا سامح الله قد نجحتم في تقسيم العراق اليوم الى  دويلاتكم الطائفية القبلية. حينها اخشى انا تهربوا من النور والحقيقة  الى البراري مثلما عمل معلمكم الكبير صدام حسين.