المحرر موضوع: آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...  (زيارة 2068 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatin Noor

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 138
    • مشاهدة الملف الشخصي
آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...

فاتن نور

... اما مقولة أينشتاين فهي جملة عديمة الفائدة!..." الحقيقة ليست سوى وهم، لكنه وهم ثابت "..تذكرتها فجأة فألهمتني...

..سايكلوجيا البشر باختلاف مشاربهم وألوانهم وبتنوع بيئاتهم الجغرافية،سايكلوجيا حاضنة للموروث العام وراعية له، ولا عوق او اشكال ممكن ان يرصد ضد هذه السيكولوجيا- كما ارى- فمن صفات الإنسان وطبيعته،الحرص على ما يمتلك وما يقع بين يديه،إلا ان الإشكال قد يكمن في المغالاة،الحرص الفائض والقاتل لشجاعة التفقد والمواجهة،والتخوف من قراءة الموروث بعقل الحاضر،وبتخوف كهذا-ايا كانت مسبباته ومعاييره وسواء كان مقصودا او مفروضا!- تمسي المعاصرة ومفهومها،في معزل عن التراث ومكنوناته،وبين فكي الإستهلاك التنكولوجي والعلمي،كما يبدو الموروث وكأنه ارشيف حياتي محنط ،مطلوب التعاطي مع عناصره ولكن دون قراءته!، او قراءته بلسان الأولين،الأحياء منهم والأموات،وفهمه من خلال ما فهموه، وحسب آفاقهم الفكرية ومداركهم العقلية وظروفهم الأجتماعية والحياتية العامة، وتلك حالة تعجيزية /عجائبية،لا ترفد الواقع بمستجداته ولا تدفع بعجتله نحو التطور..إلا انها قد تحافظ على الهوية! ..
-علما انه لا تراث او موروث يكاد يخلو من المفاهيم الخاطئة والمسوغات التاريخية التي قد تجعل من الفروع اصولا،ومن القشور لبا،هذا ناهيك عن التصورات الغيبية والممارسات الخرافية،والأوهام والرؤى الأسطورية،وما الى ذلك...
والسؤال الذي قد يعلق في العقل هو..
اية هوية تلك التي تعاصر الواقع ومتغيراته،لكنها لا تؤثر فيه،ولا تقوى على النهوض به، فلا قدرة لعتق ذاتها،ولا جرأة في مواجهة القديم والسائد،تلك الجرأة التي تغلق الثغرات وتردم المطبات،وتفتح نوافذ الحرية لرفد ذاتيتة الافراد،وخلق قوة من التسامي الفكري،تفتق طاقاتهم المحاصرة،وتنشط قدراتهم في الخلق والإبداع،وتحقق حضورهم الأجتماعي بكيانات فردية مستقلة ولكن ليس بمعزل عن المجموع او بصور مكررة منه أو مدغمة.... ..
لا سيما اذا كان الإفراد قد تبلورت هويتهم بتربية تقليدية،غرفت بأفراط منقطع النظير والتنظير من شوائب الدين ومفاهيمه، ومن مزاميرالعرف والتقليد،وتشبعت حد الإنتفاخ بمسلمات المجتمع والأيديولوجية كثوابت بخطوط حمراء،وكحقائق مطلقة لا يمس لها طرف،فبات انسان تلك الهوية غير قادر على الإنحناء لإلتقاط ارادته وذاتيته، او قل باتت تلك الهوية كصندوق العجائب يكتنز شتى الوان الإسفار والصور، إلا انه لا صورة لإنسان ولا سفر يرسم ملامحه......

يتداول الموروث الحضاري /الثقافي ،يمرر من جيل الى جيل كما هو- وما الإنسان إلآ كساعي بريد مثابر-، قد ينتقد وينقح ظواهره،هوامشه وفروعه، لضرورات ملحة يفرضها الواقع المتغير، لكن غالبا لا يلامس النقد والتنقيح جذور الموروث،فلا تشرّح بواطنه او تطرق جواهره،حفاظا على اصالته،وعدم تفتته عبر المراحل الزمنية والظرفية المتعاقبة،والأصالة هنا قد لا تعني اصالة موضوعية القيمة خارج الوعي الأجتماعي العام- لمجتمع ما-، فقد لا تعدو تلك الأصالة اكثر من تراكمات معرفية لمفاهيم متوارثة مبعثرة القيمة،ترسخت في الوعي الجمعي فأثرت بطرق معيشة الأفراد وسبل تفكيرهم،وبكل ما يعلو تلك المفاهيم من أغبرة، وما يتخللها من تصدعات، وما يختزن بها من زيف،وتقيحات افرزتها المراحل التاريخية بضغوطاتها وصراعاتها الأقتصادية والسياسية وملابساتها الأجتماعية المختلفة..


أما التراث العلمي فهو -غالبا- خارج تلك الحالة العجائبية آنفة الذكر، حيث ان الحقائق العلمية تفرض نفسها ويُسلّم بها بيسر،دون عنعنات جدلية ومقارعات حضارية،فقد صفق العالم بجله لإينشتاين- بلا خسائر- عندما اكتسح بنطريته كل اطروحات الفيزياء الطبيعية واخرجها من المفهموم المطلق-الذي اعتمده رواد الفيزياء الكلاسيكية- الى المفهوم النسبي الذي يشمل الزمان والمكان وكل صغيرة او كبيرة وما بين هذه وتلك،عدا سرعة الضوء...

لم يذكر لنا التاريخ بأن العالم قد تباكى او تنازع على أرث الأجداد العلمي،ونادى بالحفاظ على- المعارف الفيزيائية البطليموسية على سبيل المثال لا الحصر- وهي معارف ثبوتية موغلة في القدم والأصالة!، كما لم يحدثنا التاريخ عن جبهة مضادة وقفت بوجه الكهرباء،او بوجه مصباح اديسون،او سيارة فورد، وطالبت بالتمسك بمشاعل الأباء ذات السحب الدخانية، وعربات البغال التي كانت تقل الجدود،العظماء منهم والعوام،بل بارك العالم من اقصاه الى اقصاه تلك الأكتشافات والاختراعات، وتكالب على اقتناء ما طرح وما زال، من تقنيات متنوعة جاءت على اثر تفتق العقل الأنساني الملهم بالأكتشاف والأختراع وسبرالأغوار، فيما لو أتيحت له السبل!..
.. وفي يومنا هذا، هناك من يتصارع كي لا يقف مكتوفا بما بين يديه من طاقة، باحثا عن طاقات نووية لم يحلم بها اسلافه ولم يسطرونها في بطن كتاب او على متن تراث..
ما اريد ايضاحه هو،حجم التناشز الحضاري التي يثقل كاهل الكثير من المجتمعات ومن ضمنها مجتمعاتنا،حيث ان تراثها العلمي قابل للتحرك والتجديد وفق المعطيات العلمية الحديثة والمتطورة والتي تفرض نفسها تلقائيا،بينما ارثها الثقافي متوقف عند تخوم الموروث الأجتماعي، ففي الوقت الذي نقل العلم الأنسان من ظهر جمل الى متن طائرة - وهي نقلة نوعية- بقى عقله عالقا بالجمل،فلم يستطع المجتمع بسبله التربوية وبتركيبته الثقافية المعقدة أن يواكب مثل هذه القفزة ويرتقي بأفراده فكريا لينقلهم من فضاءات التفكير الصحراوي المقيد بموازين العشيرة والقبيلة،الى فضاءات وآفاق عصرنا الحديث ومتطلباته الفكرية- النهضوية...علما ان الزمن الممتد بين الجمل والطائرة،مقاسه قرون...

رغم ان كتب التراث تزخر بتكهنات واجتهادات شتى بملامح علمية،إلا ان منها ما تم اقصاءه لتقدم العلوم وتطورالمعارف البشرية، لذا لم يحظ الكثير من تلك التكهنات ومروياتها بالنقل والتداول على مر العصور كغيرها من المرويات الأرثية في المضاميرالأجتماعية والروحية والتي ما زالت قيد التداول، وتهيمن بتفاوت على عقول الأفراد والجماعات،ورغم ان الكثير من تلك المرويات وضع على رفوف الأساطير والخرافات والجهل، إلا انه وبالمقابل، الكثير منها مازال ينقل،ويثار حوله الجدل رغم غرابته، وتنافيه مع العلم والمنطق، وتراجعه امام الإدراك العقلي بمعدلاته المتوسطة...

.. من الخوارق العلمية التي دونها لنا البخاري في صحيح /كتاب الأذان/ باب أثم من رفع رأسه قبل الإمام، نقلا عن الرسول، هو ان رأس المسلم قد يتحول الى رأس حمار او يمسخ كليا الى حمار!!!
((حدثنا ‏ حجاج بن منهال ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏عن ‏محمد بن زياد ‏ ‏سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أما يخشى أحدكم أو لا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار))..

اما المرأة فهي ممسوخة في بطون التراث الى دابة، كما ورد في تفسير الجلالين وتفسير القرطبي للآية 23/ص " إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ"
قَالَ النَّحَّاس .. وَالْعَرَب تُكَنِّي عَنْ الْمَرْأَة بِالنَّعْجَةِ وَالشَّاة ; لِمَا هِيَ عَلَيْهِ مِنْ السُّكُون وَالْمَعْجِزَة وَضَعْف الْجَانِب . وَقَدْ يُكَنَّى عَنْهَا بِالْبَقَرَةِ وَالْحُجْرَة وَالنَّاقَة ; لِأَنَّ الْكُلّ مَرْكُوب...!!

ومن الخوارق الطبية.. - وهي كثيرة- دون لنا البخاري مشكورا في كتاب الطب/باب الدواء، حقيقة علمية حول فائدة شرب المسلم المتوعك لبول الأبل!!! إلا انه وعلى ما يبدو من سياق الحادثة المنقولة أن شرب البول له اعراض جانبية مهلكة..!....
‏((حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏عن ‏قتادة ‏عن ‏‏أنس ‏‏رضي الله عنه ‏‏أن ناسا ‏ ‏اجتووا ‏ في ‏ المدينة ‏ ‏فأمرهم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن يلحقوا براعيه ‏يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم، فقتلوا ‏الراعي ‏وساقوا الإبل، فبلغ النبي ‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ‏ ‏وسمر ‏أعينهم ‏))....

وتكشف لنا الخوارق الفلكية في التراث عن اسرار الكواكب والنجوم.... فالشمس مثلا من النجوم الناطقة والتي تحدث الله وتستأذنه الشروق او الغروب!!
(( ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن يوسف ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏عن ‏الأعمش ‏عن ‏ ‏إبراهيم التيمي ‏‏عن ‏ ‏أبيه ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأبي ذر حين غربت الشمس ‏‏أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم.))
هذا ما نقله لنا البخاري في كتاب بدء الخلق / باب صفة الشمس و القمر

الكثير من المرويات التي لا يتقبلها العقل، قد تفسر بمجازاتها اللغوية، حيث لا يعتمد التفسيرالحرفي لمعنى المفردة وحسب موقعها، كون الفهم الحرفي قد يعكس مضمونا او محتوى لا يتقلبه المتلقي لعدم توازنه مع ما متيسر من علوم ومعارف،فقد يقال ان مفردة السجود وحسب موقعها اعلاه لا تعني اكثر من الخضوع للخالق،وكل الكائنات الحية والمكونات الكونية تخضع للخالق بلا استثناء، وبالمقابل فان الكثير من تلك المرويات تفسر وتفهم حرفيا وكما نقلت لأمكانية تقبلها من قبل المتلقي،وهذا ينسحب على النصوص السماوية فهي تتأرجح بين التفسيرالمجازي وتجنب الفهم الحرفي وبين الفهم الحرفي وتجنب المجاز وحسب الضرورات وقواعد التوفيق ومحاولاته بين العلم والنص، او بين وعي المتلقي ومعنى النص او فحواه..

اما الحمل في الموروث، فله حكايات ظريفة في بطون التراث وقد كشف بعضها عن اختلاف فقهاء القوم وتنازع علماءهم حول اقصى مدة للحمل!! فقد نقل في تفسير القرطبي/الجامع لأحكام القرآن،عن السيدة عائشة .. قَالَت :
(( يَكُون الْحَمْل أَكْثَر مِنْ سَنَتَيْنِ قَدْر مَا يَتَحَوَّل ظِلّ الْمِغْزَل)) ....
(وَقَالَتْ جَمِيلَة بِنْت سَعْد - أُخْت عُبَيْد بْن سَعْد , وَعَنْ اللَّيْث بْن سَعْد - إِنَّ أَكْثَره ثَلَاث سِنِينَ . وَعَنْ الشَّافِعِيّ أَرْبَع سِنِينَ ; وَرُوِيَ عَنْ مَالِك فِي إِحْدَى رِوَايَتَيْهِ , وَالْمَشْهُور عَنْهُ خَمْس سِنِينَ..وَعَنْ الزُّهْرِيّ سِتّ وَسَبْع.. قَالَ أَبُو عُمَر : وَمِنْ الصَّحَابَة مَنْ يَجْعَلهُ إِلَى سَبْع ; وَالشَّافِعِيّ : مُدَّة الْغَايَة مِنْهَا أَرْبَع سِنِينَ . وَالْكُوفِيُّونَ يَقُولُونَ : سَنَتَانِ لَا غَيْر..)

.. اما الرواية ادناه- من نفس المصدر- فقد تخرجنا من دائرة اليقين- فيما لو فسرت بشقاوة- الى الشك في كل ما له علاقة بالأرحام والأنساب والشجيرات العائلية بأصولها وبطونها للأقوام التي عاشت آنذاك!...

(( وَرُوِيَ أَيْضًا أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ! إِنِّي غِبْت عَنْ اِمْرَأَتِي سَنَتَيْنِ فَجِئْت وَهِيَ حُبْلَى ; فَشَاوَرَ عُمَر النَّاس فِي رَجْمهَا , فَقَالَ مُعَاذ بْن جَبَل : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ! إِنْ كَانَ لَك عَلَيْهَا سَبِيل فَلَيْسَ لَك عَلَى مَا فِي بَطْنهَا سَبِيل ; فَاتْرُكْهَا حَتَّى تَضَع , فَتَرَكَهَا , فَوَضَعَتْ غُلَامًا قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ ; فَعَرَفَ الرَّجُل الشَّبَه فَقَالَ : اِبْنِي وَرَبّ الْكَعْبَة ! ; فَقَالَ عُمَر : عَجَزَتْ النِّسَاء أَنْ يَلِدْنَ مِثْل مُعَاذ ; لَوْلَا مُعَاذ لَهَلَكَ عُمَر . وَقَالَ الضَّحَّاك : وَضَعْتنِي أُمِّيّ وَقَدْ حَمَلَتْ بِي فِي بَطْنهَا سَنَتَيْنِ , فَوَلَدَتْنِي وَقَدْ خَرَجَتْ سِنِّي . وَيُذْكَر عَنْ مَالِك أَنَّهُ حُمِلَ بِهِ فِي بَطْن أُمّه سَنَتَيْنِ , وَقِيلَ : ثَلَاث سِنِينَ . وَيُقَال : إِنَّ مُحَمَّد بْن عَجْلَان مَكَثَ فِي بَطْن أُمّه ثَلَاث سِنِينَ , فَمَاتَتْ بِهِ وَهُوَ يَضْطَرِب اِضْطِرَابًا شَدِيدًا , فَشُقَّ بَطْنهَا وَأُخْرِج وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانه. وَقَالَ حَمَّاد بْن سَلَمَة : إِنَّمَا سُمِّيَ هَرِم بْن حَيَّان هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْن أُمّه أَرْبَع سِنِينَ . وَذَكَرَ الْغَزْنَوِيّ أَنَّ الضَّحَّاك وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ , وَقَدْ طَلَعَتْ سِنّه فَسُمِّيَ ضَحَّاكًا..الخ))
ومن مجمل تلك الرواية نرى..
أن نساء بني العجلان ولدن لثلاثين شهراً
أن هرم بن حيان والضحاك بن مزاحم حمل بكل واحد منهما سنتين
أن مولاة لعمر بن عبد العزيز حملت ثلاث سنين.. أما الإمام مالك ولد لثلاثة أعوام... وقد روي عن مالك أنه قال: بلغني عن امرأة حملت سبع سنين!!

افتراض صدق مروية كهذه يعكس حجم الآهلية العلمية لوجهاء تلك الأقوام،التي لا ترتقي الى آهلية رجل الشارع في يومنا الحاضر،والذي بات يدرك بأن الحيوانات المنوية لا تصمد اكثر من يوم واحد خارج جسمه،كأقصى مدة، فلا أمل ان يسبت حيمن سنين طوال في رحم امرأة!، لينتفض بعدها غازيا قناة فالوب لتخصيب بويضة متدحرجة قد تصبح رجلا،او سبي بويضة قد تصبح نعجة فيما بعد،لا سبات ممكنة علميا لتفسير مثل تلك المرويات، كما ان المشيمة تصاب بالشيخوخة بعد تسعة اشهر او اكثر بقليل ليموت الجنين بموتها، أرى ان التفسير الوحيد هو انقطاع الدورة الطمثية لسنين- وهذا لا يتنافي مع العلوم- ثم عودتها مجددا، إلآ انه قد يحدث الأخصاب قبل نزول دماء الحيض لأول دورة بعد الإنقطاع،، فتتصور المرأة آنذاك بأنها قد مكثت بحملها طيلة السنوات التي انقطت خلالها دورتها الشهرية وحتى الولادة!..
اما لو افترضنا بأن تلك المرويات زائفة وشككنا بصحتها فأن ذلك سيضع علامة استفهام امام حجم اللغو الموجود في بطون كتب التراث، ومسببات مثل هذا اللغو، والغاية من وراء الجهود المبذوله لتدوينه...

والغريب هو اني كنت قد قرأت قبل ايام بأن قاضي احدى المحاكم الشرعية في مكة المكرمة قد الحق- بإلهام تراثي- نسب طفل حديث الولادة الى ابيه الذي وافاه الأجل قبل خمس سنوات من تاريخ ولادة الطفل!!،وكان هذا في القرن الهجري الرابع عشر، ولا استبعد صحة هذه الرواية التي ذكرت اسم القاضي الرباعي، ما ذكرت تاريخ الحكم،فأن التراث ما انفك بغثه وسمينه يلقي بظلاله الوارفة على واقع اليوم وقضاياها ..

مرويات لا تعد ولا تحصى،أطنان فوق اطنان مرصوفة، إلآ اني اود ان اختم برواية من كتاب "سلوني قبل ان تفقدوني"/للشيخ محمد رضا الحكيمي - من مواليد كربلاء 1937م.....
قيل..(( كان الإمام علي يخطب يوما فقال ،ايها الناس سلوني قبل ان تفقدوني عن طرق السماوات فانا اعرف بها مني بطرق الأرض.. قام رجل من القوم فقال، يا امير المؤمنين أين جبرائيل هذا الوقت، فأجاب علي،دعني انظر،فنظر الى فوق،والى الأرض، ويمنة ويسرة، ثم قال عليه السلام، انت جبرائيل،فطار الرجل من بين القوم وشق سقف المسجد بجناحيه فكبر الناس وقالوا الله اكبر!! يأ أمير المؤمنين من أين علمت أن هذا جبرائيل،فقال عليه السلام، ،أني لما نظرت الى السماء بلغ نظري الى ما فوق العرش والحجب،ولما نظرت الى الأرض خرق بصري طبقات الأرض الى الثرى، ولما نظرت يمنة ويسرة رأيت ما خلق،ولم ار جبرائيل في هذه المخلوقات فعلمت انه هو...))

تلك الرواية تكشف عن معجزة ة عاصرها حشد من الحضور وحسب ما هو منقول!.. وهي لا تختلف بتصوري عن معجزة الحمل طويل الأمد، او معجزة الطب النبوي والعلاج بفضلات الدواب، او معجزة الشمس الناطقة بلغة الضاد..

ولا يسعني إلا ان اقول جملة قد لا تبدو مفيدة!!.." آه ايتها الحقيقة،يا اكبر كذبة في التاريخ".. علها تحلق..علها ترقد بسلام حيث يرقد... نيتشه!

فاتن نور
06/08/17[/b][/size][/font]