المحرر موضوع: شهداءنا وأوفياء العهد  (زيارة 857 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شهداءنا وأوفياء العهد
« في: 17:35 09/08/2011 »
                                                                 شهداءنا وأوفياء العهد
ها ونحن نستذكر معا الذكرى الثامنة والسبعون لتلك المذبحة الشنيعة التي أرتكبها الغاشمون الشوفينيون عام 1933 بحق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الآمن في منطقة ( سميل ) بشمال العراق لتمتد وتشمل الكثير من مناطق سكناه , هذا الشعب العريق الذي يعتبر المكون الأساسي للعراق ولبنته الأصيلة قد طهر أرض الحضارات بدماءه الزكية ومقدما على مذبح حرية العراق وسيادته وحقوقه القومية الآلاف المؤلفة من الشهداء الأخيار الذين كانت في ذواتهم تتجلى كل صفات القوة والجبروت ونكران الذات وأيضا  وما للشهادة من رفعة كونها قمة الوفاء والتضحية ..
أن الشهادة داخل البيت الكلدوآشوري السرياني لم تكن وليدة عام 1933 بل هي بابعد من ذلك التأريخ أذا ما عدنا بعجلة التاريخ الى الوراء لنرى قرابين وقرابين روت أرض الجدود لكن يبقى السابع من آب عام 1933 هو المنعطف التاريخي الأشد ألما في تاريخ شعبنا المعاصر هذا من جانب وأما من الجانب الآخر كانت نتاجا هاما في التمسك بالهوية القومية بعكس ما كان يرموا أليه المتآمرون وسفاكي الدماء أبتداءا بالأستعمار الأنجليزي ومخططاته الدنيئة والمتواصلة بحق أبناء شعبنا مرورا بالطغمة الحاكمة الموالية والمستفيدة من ما ستحصل عليه من أمتيازات عروشية مذلة  وأنتهاءا بالرعاع الأخسّاء الذين تبنوا جميعهم ومن دون حياء أو وجل وقتئذ عملية التطهير العرقي في الربع الأول من القرن العشرين , وعلى الرغم من جسامة هذا الحدث المروع ( الجيونسايد ) وبشاعة صورته والذي سيبقى وعن حق وصمة عار في جبين المنفذين ولطخة سوداء في تاريخ البشرية جمعاء لكنه لم يلاقي أي صدى لدى وسائل الأعلام رغم محدوديتها لا بل وموالاتها أيضا ناهيك عن عملية حصر الحدث والتكتم عليه , ليس كما هو الحال في يومنا هذا عصر التكنلوجيا والأعلام الحر والسرعة في نقل الأحداث وفضحها للجرائم والمؤامرات المهددة لمصائر الشعوب ...
أذن فما عملية أعتماد السابع من آب ( يوما للشهيد ) كان بناءا لما ورد أعلاه ومنذ ذلك الحين وحتى الساعة لم يتوقف الزيف بل ضل قائما ليقدّم شعبنا كوكبة تلوا الكوكبة من أجل الأقرار بهويته وحقوقه الوطنية والقومية برغم أفتقار الساحة الكلدوآشورية أو خلوها من تنظيمات سياسية قادرة على أستلام  زمام أمور هذا الشعب ولملمة كل الجهود الخيرة ووضعها على الطريق الصحيح أي بما معناه له القدرة على ترتيب البيت الداخلي سياسيا وفكريا وتوجيهه صوب الهدف الذي لا يسموا عليه أي شيء حتى وأن أختلفت الوساط , أذن فكانت الحاجة الى تنظيمات وملتقيات تقافية وسياسية وفكرية ضرورة حتمية لتكون منابر تعمل على ايصال صوت هذا الشعب المخنوق وتطلعاته الى المحافل الدولية وبالفعل تم التجاوب والواقع المؤلم من جهة واما من الأخرى كان وفاء للعهد لتلك الدماء الطاهرة المراقة على مذبح الحرية لكن مع ذلك ضل التقوقع على الذات يلازم التنظيمات تنقصها الثقة التي افقدتها القدرة على التفاعل والأنسجام والحالة الوطنية للتعريف بذاتها لتبقى بالنتيجة وكتحصيل حاصل خارج العملية السياسية العراقية ومتغيراتها مما أدى ألى توسيع الهوة بينه وباقي المكونات العراقية ليتعكس ذلك بالسلب على أرادة شعبنا وتطلعاته وليعمق من فسحة التهميش والأنعكاف وفقدان الثقة لدرجة أودت بالكثيرين الى الأنخراط داخل أحزاب أو تنطيمات ذات توجهات مغايرة تماما لما كان يؤمن به لربما حسب أعتاقده عله يسدي خدمة لابناء قوميته المظطهدة وليسقط على أثرها العديد من الشهداء لكن في الأتجاه المعاكس لتطلعات شعبهم الكلدوآشوري السرياني ..
وبمجيء حزب البعث السيء الصيت عام 1968مرتقيا سدة الحكم على حساب الاف الجثث وأنهارا من الدماء والتي كان لأبناء شعبنا المسالم اولى الحصص فيها فقرية ( صوريا ) التابعة لمحافظة نوهدرا ( دهوك ) خير شهيد على ما أقترفته الأيادي الآثمة بحق أهلها الأمنين حيث تم أبادة القرية بمن فيها عام 1969 بأستثناء من حالفه الحظ ممن كان خارج القرية  لينال الجميع أكليل الوقار, وهكذا عزيزي القارئ هلم وجرا لتتوالى الويلات على أهالينا وليشتد سعير الأوباش من حيث التنكيل والتهميش والتهجير القسري والضغط النفسي والعصبي والتشكيك بأصالته من خلال ممارستهم لعمليات التعريب والتجريد من الهوية ... ألخ من الممارسات اللأنسانية التي لم يكن بأستطاعتها القضاء على الجذوة المتقدة المكسوة بالرماد لتتوهج ثانية ويزداد لهيبها منيرة الدرب النضالي صوب الأهداف المنشودة والحق القومي والوطني الذي طال أنتظاره من قبل أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني الغيور وبحلة جديدة موشحة بالثورية ومسلحة بالنهج الفكري الموضوعي المنفتح وكله ثقة على الساحة الوطنية والأقليمية والعالمية منخرطا بالعملية السياسية داخلا أليها من أوسع أبوابها وبالفعل هذا ما قد تم من لدن تلك الصفوة المتصفة بنكران الذات من مناضلي الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) والتي ولدت لتتمم ما ما أقدم أليه الأولون وليوفوا بالعهد لهم ولتستمر مسيرة الشهادة على أيادي الابطال من مقاتلي ( زوعا )  بعد أن توقفت ردحا من الزمن والذي لم يزيدنا سوى فخرا وصمودا وتمسكا بقضايانا الجوهرية وليعيدوا الثقة الى نفوس أبناء شعبنا مبرهنين أنهم فعلا أوفياء للعهد وللمسيرة , حيث وكما هو آخذ به داخل مدرسة الحركة الديمقراطية الآشورية على أن دماء شهداءها الأبرار هي التي حمت الحركة ولم تزل , ووفاء لتلك الدماء الحرة الطاهرة قطعت حركتنا الديمقراطية الآشورية عهدا مع تلك الدماء ومع الشعب الكلدوآشوري السرياني الوقور بأن تواصل مسيرة الفداء والتحدي من دون أن تبخل جهدا , فمباركا على ابناء شعبنا وعلى زوعا وعلى كل المؤسسات والفصائل النزيهة يوم السابع من آب يوم الخالدين ..
 أويا أوراها
ملبورن
Ramin 12_79@yahoo.com