المحرر موضوع: الديمقراطية والسلام والحلم الكوردي المتجدد  (زيارة 2753 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Tevfik Altonchi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الديمقراطية والسلام
الحلم الكوردي المتجدد
[/b]

الدكتور توفيق آلتونجي

عندما انعقد مؤتمر الاتحاد طلبة كوردستان العراق بعد اتفاقية اذار عام 1970 كنت لا ازال على مقاعد الدراسة الاعدادية مناضلا ضمن صفوف الاتحاد تلقيت المنهاج الداخلي الذي اقره المؤتمر بفرح طفولي وكان على شكل كتيب صغير وردي اللون توسطها شعار اتحاد طلبة كوردستان الجديد وثلاث كلمات تحيط بذلك الشعار استحدثت واقرت في ذلك المؤتمر الذي انعقد تحت سيادة اجواء السلام النسبي و الذي جاء نتيجة لتوقيع اتفاقية اذار عام 1970 وكانت كلمة "السلم" احدى تلك الكلمات فاستبشر اقراني بعالم جديد يملئها احلام مستقبلية جميلة في جو واوضاع تسودها الامن والسلام بعد نضال مسلح طويل خاضها الشعب الكوردي في سبيل اعلاء كلمة الحق والحصول على حقوقه المشروعة في وطنه.
مر اليوم اكثر من ثلاث عقود ونيف على ذلك اليوم ولا تزال كلمة "السلام" لها رنين خاص في روح الكورد التواقة الى الحرية والاستقلال. لقد كان احد رواد حركة السلام في العراق يحلم دوما بعالم الغد عالم يسودها الامن والسلام والاستقرار واعني به الشهيد صالح اليوسفي "سيدا" الذي اغتالته الايادي الظالمة العنصرية حين ساد الفكر العنصري القومي السلبي المتطرف البغيض وطن الرافدين وكان من نتائج تلك الهجمة العنصرية الشرسة التي جائت بالحروب والنزاعات ودمار الانسان العراقي وهلاك دياره لا نزال نعالي من ترسباتها وصداها في الشارع العراقي وتعاني منها كذلك العديد من دول العالم لحد يومنا هذا متمثلا في الارهاب اللعين الذي يحصد اروح مئات الابرياء من ابناء العراق.
انعقد البارحة رغم غزارة الامطار في العاصمة بوخارست
المؤتمر التاسيس الاول للمؤسسة الكوردية – الرومانية من اجل الديمقراطية والسلام  بحضور عدد كبير من اعضاء المؤسسة والضيوف الكرام من سياسيين ورجال اعمال من الكورد والرومان  في قاعة بيت الثقافة ب شارع بلف ني 61 ,  بوخارست – رومانيا وفي الساعة الثامنة مساء من يوم الخميس وقد بدا المؤتمر بالنشيد الوطني الكوردي "ئه ره قيب".
وهذا اول مؤتمر يجمع بين ابناء الشعب الكوردي والشعب الروماني بوثاق مقدس يدعو الى الديمقراطية والسلام وقد افتتح المؤتمر برعاية كريمة من لدن السفير العراقي في دولة رومانيا الاستاذ "عادل مراد" حيث القى كلمة في الحضور مهنئا القائمين على اعداد المؤتمر ومتمنيا لهم النجاح والموفقية والجدير بالذكر ان الاستاذ السفيرمثقف كوردي و صحفي لامع كان رئيسا لاتحاد طلبة كوردستان عند انعقاد مؤتمرها الذي نوهة اليه اعلاه وقد اولى السيد السفير ومنذ البدايات الاولى للفكرة اهتماما ورعاية خاصة تمثلت في تشجيع المؤسسين والقائمين على تنفيذها.
 ان المؤسسة الكوردية- الرومانية من اجل السلام والديمقراطية مؤسسة  ديمقراطية من مؤسسات المجتمع المدني , مستقلة غير حزبية ,  تهدف الى تطوير وتمتين اواصر الصداقة والتعاون مع الشعب الروماني من اجل تفعيل الحوار الحضاري وتقريب وجهات النظر بين الشعبين الصديقين لما فية خير الجميع. ان التواصل عبر الثقافات المتباينة يسهل عملية التواصل والتبادل الثقافي وتعريف اعراف وعادات  وتقاليد وعقائد وفنون الشعب الكوردي للشعب الروماني ويعزز السلام العالمي.
وقد اكد المؤتمرون على  ايمانهم المطلق بمبادئ الاساسية للديمقراطية وحقوق الانسان  التي تكفل تحقيق الاهداف المرسومة للمؤسسة في نشر مبادئ الحرية والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب ورفض اللجوء الى العنف والارهاب في حل المشاكل المستعصية واستخدام اساليب الحوار الحضاري ونشر ثقافة التسامح والتعريف بعادات واعراف ومعتقدات شعوبنا من اجل زيادة التفاهم والتقارب بين شعوبنا.
كما تم تعين السبل  الازمة من اجل الوصول الى اهداف المرسومة للمؤسسة في العمل المشترك من اجل تعميق وتطوير وتمتين اواصر الصداقة مع الشعب الروماني والمؤسسات الرسمية والشبه الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني وفي كافة المجالات التجارية, الثقافية , الاجتماعية , التراثية , الفنية , التعليمية وحقوق الانسان والمرأة والقضايا الاعلامية مع التاكيد على روح العلاقات الاخوية السلمية بين الجالية الكوردستانية والشعب الروماني المظياف.


السلام ركن اساس من اركان استمرار وديمومة الحياة البشرية على المعمورة يعطي التوازن للعالم وبيئة صالحة للحوار الحضاري المبني على روح الاخوة والتسامح   في المجتمعات البشرية ومعها تسمر دورة حياة جميع الكائنات الحية منعمين  بالحياة والحيوية والنشاط.
هذا العالم السلمي يتجدد فيه روح الابداع والتطور الفكري والثقافي وصولا الى عوالم فكرية ومساحات ابداعية انسانية راقية اوسع.
دولة وشعب رومانيا لها طابع خاص واهمية تاريخية كبيرة لنا نحن العراقيين وبالاخص للاكراد حيث كانت ولا تزال تولي اهتماما خاصا للعراقيين وشاركت في حرب تحرير العراق بتقديمها العديد من المساعدات الانسانية والخدمات الطيبة للشعب العراقي الجريح.
وقد كنت قد كتبت عن شعبها وعن ثقافتها منذ فترة ليست بالقصيرة ويمكن للقاري الكريم الاطلاع على مقالتي البحثية تحت الرابط التالي :
http://www.sotaliraq.com/aliraq/Dr-Tevfik-Altonchi-26062005.htm
كانت رومانيا ولا تزال مدرسة لاعداد العديد من الكوادر العلمية والفنية العراقية وهناك عددة الاف من العراقيين من الاكاديميين ممن يحملون شهادات علمية درسوا في الجامعات والمعاهد العلمية الرومانية.

لا ريب ان هناك روح شرقية واضحة المعالم عند الشعب الروماني الذي يدل الاكتشافات الاثارية على اصول الشعب الجيت " الداك " المشرقية حيث يعتقد علماء الاثار الروس بوجود دلائل على نزوحهم من جبال كوردستان حيث حضارة شعب نمرود والحثيين وقد تمكن علماء الاثار من التوصل الى تلك النتائج بعد دراستهم لتماثيل الاله والمعدات والحاجيات البيتية ودراسات اثنوغرافية ولغوية وامور اخرى كثيرة. كانت رومانيا قلعة حصينة للطلبة الكورد ومنذ اوائل الستينيات وكان رواد الاوائل من مناضلي اتحاد طلبة كوردستان يعملون وبحرية كاملة في طبع المنشورات واجراء المؤتمرات والحفلات وبذلك ارسوا دعائم صداقة وعلاقة قوية مع الشعب الروماني.
هذا وقد واجه المناضلين الكورد ضروف صعبة وايام عصيبة ابان حكم النظام الفاشي العنصري العراقي السابق حيث حوربوا وبشراسة و قطعت عنهم المساعدات وغلقت ملفاتهم الدراسية او حتى رفض استمرارهم في الدراسة وطلب عودتهم فورا الى العرق كي ينالوا جزائهم ويزجوا في سجون ومعتقلات النظام السابق.

كان للمؤتمر صدى واسع في الاعلام الروماني حيث ورد خبر انعقادها في وسائل الاعلام الرومانية وكانت الصحف والمواقع العراقية قد اشارت الى يوم ومكان انعقاد المؤتمر قبل اكثر من اسبوع فجعل من المؤتمر تضاهرة ثقافية سلمية وحضارية شارك فيها العديد من العوائل الكوردية والرومانية رغم غزارة هطول الامطار الصيفية.
وقد تليت برقيات باللغة الكوردية والعربية والرومانية بعثتها منظمات وشخصيات وطنية. وقد انتخب لجنة ادارية مؤقتة للمؤسسة من تسع اعضاء بينهم سيدة كريمة وعدد من رجال الاعمال والطلبة الكورد وسيجري الاعداد للمؤتمر القادم في ربيع من العام القادم.
ستبقى ا روح رواد  و دعاة السلام  بين الشعوب من الاوائل ترفرف على رؤوس دعاتها وحملة راياتها اليوم منيرة الدرب لاجيال المستقبل نحو غد افضل ومجتمعات تسود فيها الامن والامان والوئام فسلاما لتلك الارواح الطيبة , سلاما شعب كوردستان وسلاما ايها الشعب الروماني المظياف.


الدكتور توفيق آلتونجي
050806[/font][/size]