المحرر موضوع: كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا !...  (زيارة 804 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
كلمات أدوارد شلدون ووعود عرقوب مدينتنا !...

خلدون جاويد
 
 في قصته "الصوت"، حوّل أدوارد شلدون الكلمات الى طاقة مادية . وإن من لا يقوى على ذلك ،  تكون أحاديثه مثل تلك الاُغنية الشعبية " حجْيَك مطر صيف ". وإن من ثرثر كثيرا مالئا ً رؤوسنا بالبلاغات النبيلة ونهجها النوراني المعروف  فانه كذاب دعي منافق يسقط في إمتحان إدارة مبادئه الذاتية : أولا في إطار شخصه وثانيا عائلته وثالثا وطنه . وينطبق عليه بيت الشعر القائل " " لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار ٌ عليك إذا فعلت عظيم ُ " . ولا أشد إيلاما من رجل يربي إبنه على حُب الورود وعدم قطعها لإنها فتنة للعيون على حد تعبير المطرب "عبد محمد "،  ومدرسة للمدارك الحسية في النظر الى هندسة الجمال وبذات الوقت يراه إبنه وهو يقطع وردة ! .
 
 لا أقسى شعورا من الذل الذي إنتهى اليه قس  ما ، كان في بداية قصة الصوت للأديب شلدون ، ترجمة وتقديم طه حسين ، كان قد نصح مغنية " ضالة " لكنه وقع في حبها آخر المطاف ! وبدلا من مثالياته السماوية راح ينتكس عشقا ويطيح بين يدي من نصحها على التقوى ! لم يدر أن موعظته قد حولتها من حالة الى حالة .
 أصرت هي أن يعود لجوهر كلماته ! ولذا عاد الى رشده واستوى واقفا ، وراح يمارس عمله مرة ثانية متجاوزا حالة إنسانية تمر بالملايين .
 
قالوا لنا : أن أشرف الأئمة كانوا زهادا في ملبسهم وفي مأكلهم . وعلمونا وأعطونا:  الكتب لنقرأ لنرى البهاء والنبل . مالهم ذاتهم قد إنتكسوا في الإمتحان الأول لإستلام السلطة فاذا بهم لايمتـّون بأية صلة لا للزهد لا للدروشة لاللتصوف  لا للنزاهة لا للمحبة لا للأمانة !.
 
 لكـَمْ ناضل الشهداء من أجل دولة الحق لكنْ ! عندما جاء بها "البعض" !! عادوا بخفي حنين ! أو عندما تولوا الأمر ، تراكموا كالذباب على الدسم . وانشغلوا عن حاجة الناس بحاجاتهم . عاد همنغواي الحالم بسمكة الحياة وهي خاوية من محتواها إذ أكلت أسماك القرش لحمها ، وعندما استيقظ همنغواي من حُمّاه رآها هيكلا عظميا على شاطئ . وعندما كان الشعار هو الشمعة كان التطبيق قطع الكهرباء ! وسرقة الأموال ! بينما كان الولي الأشم لا يجلس أمام ملح وزيت وقطعة رغيف الاّ وطلب برفع واحدة من ثلاثة . ولا يوقد شمعة من بيت المال الأ لمن جاء لشأن فيه مصلحة العامة وإلاّ يطفيء الشمعة لو كان الضيف قد جاء لأمر خاص . أما الإخوة الأعداء فلقد أسفوا وأسرفوا! . إنهم أعداء لأنهم عشقوا المال والقصور التي هي تراب ساقط متهاو ٍ في الأزمان لا محالة . إنهم يقينا أعداء والعِداء يأتي إنطلاقا من مبدئنا في الحياة : " إحنه وأهل المال  إزعال " ! . أعداء لأنهم لم يطبقوا أعظم مبدأ في الحياة " الناس سواسية كأسنان المشط ". نصيحة شلدون عادت عليه بالموعظة .  " فذكر أن نفعت الذكرى " وهؤلاء بماذا نذكرهم ؟ بالآيات : " أما اليتيم فلا تقهر " " وأما بنعمة ربك فحدث " ؟  والبلاد تعج باليتامى  والثكالى  والأرامل والمظلومين والمحتاجين؟ .
 
أنهم خير من يحفظه لكن المرائي معروف بكونه  من جهة يقرأ " تباركْ" ومن جهة "يستفخذ مباركْ ".
 
  عداؤنا ليس للعداء إنما للمحبة ! محبة الناس عموما بلا تطرف في حب فئة دون اخرى . لابد أن يدركوا بأن الناس في تمردها ومطالبتها بحقوقها تنطلق من الحاجة الماسة . وقد قرأنا معا :" لو كان الفقر رجلا لقتلته " أو " أعجب لمن ينام على طوى كيف لايخرج على الناس شاهرا سيفه " إن هؤلاء الثائرين والمتبرمين والمتظاهرين هم ليس بالضرورة من صنف الأعداء التقليديين المعروفين " بعث وقاعدة " " ريا وسكينة" !... إنه الشعب المكابد المستلب الحقوق والذي يرى حاكمه الذي يعمل على العكس من القرآن ونهج البلاغة وأبسط المبادئ العامة " أحب لأخيك مثلما تحب لنفسك "، لا بل يستحيل ـ الحاكم ـ مع مؤآزريه الى اُخوة يوسف جدد! . و"الجُب " في  كل حارة ومنعطف وطريق ! .
 
كان جيفارا الشيوعي الكافر في نظرهم ، يقول أن المناضل هو أول من يموت وآخر من يأكل . وكان المنبوذ من قبلهم فابتزاروف يقول " لن نضحك حتى  نضحك معا لن نغني حتى تجف دموع العالم " ، كان ناظم حكمت يقول " واحدنا من أجل كلنا ... وكلنا من أجل واحدنا " للأسف للأسف الشديد أن النظرية أصبحت خضراء بالأقاويل الطنانة والتسويف الكاذب المقيت بينما شجرة الحياة رمادية ترابية طينية وُحُوليّة "سيان ْ" ! . والوردة التي تخيلنا هي بعد طول عذاب ونضال وانتظار انما هي خضراء الدمن ! أي ـ زهرة الغائط ـ  وإياكم وخضراء الدمن !.
 
 بمن تؤمنون إذن ؟  بالقرآن ؟ بالإنجيل؟ بالتورات؟ بالزبور ؟ بكتب الأديان الاُخرى ؟ لا لا لا لا لا لا ... بجيفارا لا . بكارل ماركس لا ... بلينين الملحد الشيوعي الذي كان يعيش على العدس لا . بالحلاج بالشبلي بسفيان الثوري لا لا لا . ستقولون نحن نؤمن لكن سياستنا سياسة تيتو الذي يشعل يسارا ويتجه يمينا ! ونحن  نقول على عيننا وعلى رأسنا خذوا شمعتكم واعطونا الكهرباء خذوا قرآنكم والجنة والحواري والغلمان والخمور جميعها واعطونا الوطن . اعملوا معروفا خذوا كل ملفات الفساد معكم مع لجنة النزاهة . دعونا بلا فساد وبلا نزاهة . لا نريد جامعكم الذي يصدر الحقد على جامع آخر أو يحرق قرآنا في تكية أو العكس . لا نريد مسلما،  بأسمنا كمسلمين أبرياء أن يحرق  كنيسة ! .
 
 لا نريد حروبا دينية تقوم على أساس المهارشة والتحاقد وتلغيم القلوب بالمكاره ومفاضلة دين على دين  واُمة على اُمة ! ما هذا الذل ؟ المحبة أقوى لنا يأايها العقلاء ياخريجي الشهادات الأكاديمية  المزورة ! . يا من تأنقتم من الخارج بينما أنتم سقط متاع وأنتم ـ أقصد المفسدين والسراق ـ محض حثالة !تراب، طين، دود، سلابيح سيان ، نعلان ، يستنكف أوسخ  كشوان من وضعكم على رف لسويعات  .
 
 أنتم أعداء مع سبق الإصرار للشعب لا للدكتاتور . العراقي الأصيل هو هدفكم تريدون سحقه ! ولن تنفع بكم نصيحة شلدون ولا وعاظ السلاطين الذين قال عنهم علي الوردي بأن طبيعتكم هي الغزو والإستحواذ . ومهما قدمنا الوعظ للذئب بأن لايأكل الخراف فان أول لقاء حميمي راقص ذئبوي خرافي يذهب بها الخروف شر ذهاب ويجري تمزيقه بالحنان المُسَنـّن . أي بأسنانكم أنتم التي جزّتْ أموال الكهرباء والخدمات ومليارات التجارة وتخصيصات المواصلات . والكذب ! الكذب من أين تعلمتموه وأن لنا جعفرا صادقا عظيما يجمع القلوب ويوحدها وهو القائل " لاتبذر قطرة ماء حتى لو كنت على نهر ! ". والضحالة كيف هبطتم اليها بينما شعراؤكم أعظم شعراء التاريخ دعبل الخزاعي  والشريف الرضي وجواد الشبيبي  وعلي الشرقي والكاظمي والجواهري والرصافي والسياب .
 
 " من أين تأتي بالفصاحة كلها ... وأنا يتوه على فمي التعبير ُ "؟ من أين جئتم بهكذا تناقض ؟ ألأنكم أعداء القانون الديالكتيكي المحرك للمادة والتاريخ والحياة ؟ كل شيء كما تفقهون في تناقض  وتغاير وتضاد:  موجب وسالب خير وشر حرب وسلام جوهر وعرض فاذن لابد من صعود حضاري أين صعودكم ؟ وإذا كان ولابد من نقيض ذلك أي النزول الى الوحشية فالى متى والبلاد نازلة بلا توقف . إنها خرابة ومزبلة ومسلخ !. أن " القديم" لو قرأتم قليلا من الفلسفة هو واجب الوجود والممكن كل ماهو مصنوع ومخلوق . وأنتم لا وجود لكم البته ! وبما يفيد حركة اجتماعية أو تاريخية ! ماذا خلقتم ماذا صنعتم ماذا بنيتم ، كل شيء مستورد ومُنـَسَق بصفقات تذهب الى جيوبكم . حتى تديّنكم كذب . تقولون ما لاتفعلون . وفي كل يوم تظهر جحافل اللصوص من البيوتات الدينية ليس من أكواخنا !. أطفالنا الوسخون أكثر عفة من الكثير من وزرائكم اللفاطين ومدرائكم الشفاطين . وسخ أقدامنا أشرف من أساور نسائكم ومن جباهكم المحشوة بالفساء والطائفية والتحاصص .       
   
*******
18/ 8 /2011
ـ توق أخير : قال الحلاج :
 
" لأنوار نور النور في الخلق أنوار ُ
 وللسر في سر المسرّين أسرار ُ" 
 
 أين أنوار الخلق فيكم والظلام سائد ؟ ! والأسرار هه ، لقد انفضح سركم  وبانت حقيقتكم . لقد هززتم صورة الدين ! وما عاد أغلب الناس بسببكم مؤمنين ! . كل يوم تعدون بالأمن والدماء في الشوارع . وبالبناء والحطام في تزايد . عرقوب مدينتنا دائم الوعود حد الضحك الهستيري . وفوق ذلك تلاحقون الناس  بالسياط  وتغتالون أبسط الحقوق المدنية ، تتدخلون بطريقة مأكلهم ومشربهم وملبسهم ... ماذا تريدون منهم ؟ . كفى حقدا كفى سادية . كفى .