المحرر موضوع: المالكي وتناقضاته السياسية والادارية ، الى متى؟!  (زيارة 973 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
المالكي وتناقضاته السياسية والادارية ، الى متى؟!
أعتاد المالكي أن يخرج كل مرة ، بتبريرات جديدة وتصريحات نارية ، لمعالجة الامور الحياتية والخدماتية للشعب ، في دورته السابقة منذ عام 2006 ، واللاحقة بعد 2010 ، وقبل أكثر من مائة يوم التي منحها لنفسه وحكومته ، بما تسمى (حكومة الشراكة الوطنية) التي تمثلت بالائتلاف الوطني العراقي(الشيعية بأمتياز) والعراقية(السنية ومخلفات البعث بامتياز) والتحالف الكردستاني (القومية بأمتياز) ولحد اللحظة لم يتمكن من تشكيل حكومة متكاملة ، كونه يقود ثلاثة وزراء امنية مهمة (الدفاع ، الداخلية ، الامن الوطني ) بكل الاجهزة الامنية المختلفة منها . يلاحظ المواطن باختلاف مستوياته داخل الدولة وخارجها ، كل شيء متعلق بالامن ، هو في تراجع ، ماذا يعني هذا !!؟؟ من يتحمل الاخفاق ، الدماء ، الدمار ، القتل ، النهب ، السلب ، الدموع ، الآلام ، الهجرة والتهجير ، الصفقات المشبوهة ، السماسرة وادوارهم المشينة ، في الابتزاز والاختراق ، ونهب الملايين من دولارات واموال واراضي ، وتخريب اقتصاد البلد والشعب ، ان لم نقل المليارات من دخله ، هل يبقى النفط والغاز والكبريت والفوسفات ، مصادر دائمية للعراق وشعبه المظلوم ، طيلة عقود خلت لسياسة البعث الفاشي ، لتكتمل آثارها القاتلة لما بعد 2003 ،؟؟ اين هي الوعود التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات وبعدها ، وقبل مائة يوم وبعدها؟!! أمام شعبه المنتفض في ساحة التحرير في بغداد وبقية ساحات المحافظات العراقية ، والتضحيات التي قدمتها تلك الجماهير ، رغم سلمية المظاهرات ، مستندين للدستور الدائم ، الذي ينتقده رئيس الحكومة باستمرار ، وهوحق مشروع لانتقاده كفرد عراقي ورئيس دولة ، لكن سيادته لم يوضح الخلل في الدستور وكيفية المعالجة ، ولماذا لا ينطلق من فقرات الدستور التي تخدم شعبه ووطنه ، ايعقل جميع فقرات الدستور مليئة بالقنابل ، والالغام وهو يعمل وفقها؟! انه حقا تساؤل مشروع يا سيادة المالكي ، اين كنت منذ صياغة الدستور ولحد الآن ، وحزبك مشارك فعال في صياغته ، وانت في قمة القيادة ،؟؟!! هل كنت خارج العراق ،؟ الم تكن في قمة السلطة التنفيذية ، كان لك الدور الكبير والمؤثر ، في صنع القرار وتغييره ، بما يخدم الوطن والشعب؟ أذن كيف تبرر فعلتك بموجب اقوالك ، وانت الممارس الفعلي والمشارك ، في صنع القرار وتنفيذه؟ وهنا نقول : عجيب أمور غريب قضية.
الانتفاضة والاعتقالات:
الم تكن على رأس السلطة ، التي نفذت اعتقالات شعبنا المسالم في ساحة التحرير؟ وأضيّقت الخناق على شعبنا الاعزل ، بمشاركته في التعبير عن رأيه ، وهو حق مكفول دستوريا ، ام انك تريد دستور تتحكم ، وفق أرادتك الفردية ، لتمارس استبداد جديد ، ودكتاتورية من نوع خاص؟؟ تروق لاجهزتك ممارستها ، وفق تدريبات خاصة لأجهزتكم الامنية ، ساهمت بها انت ، وساعدتك قوى الاحتلال المنظم ، التي تدعمك بعد التغيير 2003 ، كما فعلته مع النظام الفاشي صديق الاحتلال الحميم قبل 2003 ، ولعقود عديدة من الزمن العاصف ، القاتل لشعبنا والمدمر لوطننا.
انها اسئلة محيرة حقا ، بموجب الوضع الفريد والعسير والمعقد ، الذي لا يمكن لشعبنا المسكين المغلوب على امره ، الذي تحمل المآسي والويلات ، تحمل أرهاب الدولة الاستبدادي القمعي الفاشي العروبي الاسلاموي الدموي ، تحمل خراب الانفس وضياعها في شتات العالم اجمع ، وانت يا مالكي وحزبك ، واحد من ضحايا شعبنا المقمع ، في نظام ارهابي ترغيبي جائر ، بعيدا عن ابسط القوانين التي شرعتها تلك السلطات الجائرة القاهرة ، المتسلطة والمتعسفة ضد هذا الشعب المبتلي ، بتداول السلطات الدكتاتورية الهمجية ، صلفة مسيرة لعملائها الغربيين ، لتستلم بعدها سلطة غاشمة ، مرادفة للاحتلال ، سائرة في ركابه منفذه لسياسته ، فاسدة ومفسدة ومخادعة ومراوغة ، وسارقة للسلطة باسم الديمقراطية المهمشة ، لتمارس انتخابات وتستلم السلطة ، من مفوضية غير مستقلة مزيفة ، غير قانونية باعتراف قائمة ما تسمى (بدولة القانون) ومع كل هذا يستلم المالكي زمام الامور ليقود السلطة كاملة ، وهو متشكك بنتائج الانتخابات ، وناعتا المفوضية بالتزوير ، وتحريف النتائج الانتخابية ، التي جرت في 7\3\2010 ، وللاسف لحد الآن لم تكتمل قوام الحكومة التنفيذية ، والامن متذبذب والهجرة مستمرة ، وكاتم الصوت متفاعل ، والاعتقالات والتغييب مستمر ، والارهاب يعمل وينفذ ، والميلشيات قائمة ، وانتهاك حقوق الانسان واجد ، وهلم جرا .. ورئيس السلطة التنفيذية ينتقد الدستور وفقراته لينعتها بالغام تتفجرعليه ، كل لحظة ولحد الآن ، قوانين الدستور لم تكتمل صياغتها ، رغم ممارسة دورتين انتخابيتين ، ولاكثر من ستة سنوات مضت على صياغته ، وصاحب الحظ السعيد ، لاستلامه السلطة لا يريحه الدستور ، الذي كتب على عجل ، بمشاركته ورفاقه من حزب الدعوة الاسلامي والمجلس الاعلى الاسلامي والكرد ، وهم الفعليون لكتابة الدستور ، وجميعا في قمة السلطة التشريعية ، ومعهم العراقية على قمتها ، وحتى القانون الانتخابي الاخير في الدورة السابقة ، فصّل على مقامهم ومزاجهم  ونواياهم الخاصة ، لاستلامهم السلطة مجددا ، اليس ذلك صحيحا يا سيادة المالكي ؟؟ هناك مثل عراقي يقول ( ليس للعراقيين قناعة بعد اليوم) فهل من مزيد ، لان الانانية طغت ، وحب الذات عمت ، ومحبة الانسان غيبت ، والحرص على الوطن وصيانته ، لا وجود له .. وهنا نقول (خراب الدار اهون بكثير ، من خراب نفوس اهله).
الدستور وتعديلاته:
انا مع تغيير الدستور بما يخدم الوطن والشعب ، وباعتقادي غالبية شعبنا مع التغيير ، فهل انت فعلا مع رأي شعبنا ، من اجل التغيير حقا؟!! كيف تبني دولة قانون ومؤسسات دولة تعمل للصالح العام ، وفقرات الدستور متناقضة ، بين التشريع الديمقراطي في بناء دولة مدنية ، وبين التشريع الاسلامي ، بموجب القوانين الاسلامية ، كيف تبني وانت تناقض ، وفق آلية وأيديولوجية حزب الدعوة نفسه ،؟؟ ونحن نعلم تلك الايديولوجية مبنية على اساس الدعوة الاسلامية ، في حين لو تصفحنا التاريخ وطنيا ، بلاد الرافدين منذ القدم لم تكن اسلامياّ ، بل كان مسيحيا وقبلها وثنيا ، وطن الكلدان والآشوريين عبر آلاف السنين ، وبعد الغزو الاسلامي للعراق ، تم احتوائه وتغيير معالمه التاريخية ، لتتحول الاقلية الى الاكثرية وبالعكس ، وعلينا ان نذكر دولة الرئيس ، في العراق ديانات اخرى متعددة ، المسيحية والازيدية والصابئية والكاكائية وغيرها ، فهل يصح تقييد التشريع ، بموجب القوانين الاسلامية يا رئيس وزراء العراق؟ أعتقد اول خطوة تقدم عليها السلطة التشريعية ، ان تكون منصفة ومحترمة لجميع الاديان ، والمكونات العراقية بدون تمييز ، وهو مبدأ صادر من الامم المتحدة ، وضمن قوانين لوائح الانسان ، والمساواة والعدالة الانسانية والاجتماعية وضمانهما ، فهل فكر دولة الرئيس بهذا ، والعراق عضو فاعل في الامم المتحدة يا ترى؟! لا نريد لك الفشل يا دولة الرئيس ، ليس حبا بك كفرد ، بقدر حبنا بالشعب وانت واحد منه.. لانه يعكس على شعبنا سلبا ودمارا مستمرا ، ليس لجيلنا فحسب بل لاجيالنا القادمة.
تعلمت من والدي المرحوم الشبه أمي ، لا يفيد المال والجاه ، بل السمعة الممتازة والاولاد الصالحين ، وهو خطنا الدائم ، فلا تنسى مقولة سيدنا المسيح  حينما قال : لا يفيد الانسان ، ملكه للمال والجاه والسلطة ، ليخسر نفسه في هذه الدنيا والآخرة ، فخير له ان يخسر كل شيء ، من اجل سمعته وتاريخه واولاده واجياله ، ليكسب آخرته الانسانية والروحية .. نذكرك بقول الامام علي (ر) ما من مائدة ميسورة ، الا ومن ورائها حق مهدور . ومقولته الميمونة : لو كان الفقر رجلا لقتلته ، التجارب العملية في البلدان العربية المجاورة ، دروس وعبر حية ، لتستفيدوا منها آنيا ولاحقا ، لمعالجة امور شعبكم ووطنكم.
اذن كيف تتجرأ وتحارب وتقمع وتعتقل وتكم الافواه وتقطع الطرق على اصحاب الرأي ، لمن يتظاهر ويطالب ، بازالة الفقر والضيم والقهر والجوع وتوفير حاجة الشعب الحياتية ، الماء والكهرباء والسكن والعمل والدراسة والضمان الاجتماعي والصحي؟؟!! ، اليس عملك منافي لقيم الامام على (ر) ولنهج حزب الدعوة الاسلامي؟! ، الذي ناضل وعلى لسان مرشديه ، الامام محمد باقر الصدر واخته واخيه محمد محمد صادق الصدر ، ومعهم  الآلاف من المناضلين الوطنيين الديمقراطيين واليساريين ، ليقدموا حياتهم رخيصة ، من اجل خلاص شعبهم ووطنهم ، من الاستبداد والفاشية العفلقية الصدامية ، التي عبثت في الارض فسادا ، وانتم اليوم تقلدون النظام السابق ، بالفساد والمنسوبية والمحسوبية والوجاهية والعشائرية وحتى التحزب والاسلمة السياسية وأدلجتها الدينية ، بعيدا عن روح الوطن والمواطنة؟!! بعيدا عن احترام الذات الانسانية العراقية ، وكانكم بعيدين عن محن ومعاناة ومآسي شعبكم عموما ، بل ركزتم واهتميتم بأموركم ومنافعم الخاصة ، نسيتم بقدرة قادر ، تشردكم في منافي ايران وسوريا لعقود مضت ، عليكم مراجعة الذات ، لتصويب طريقكم ونهجكم ونظامكم وبرنامجكم ، ماذا قدمتم وماذا بقى لتقدموا ، استفادوا من دروس التاريخ  لمن سبقوكم ، استفادوا من تجربة قاسم ، القائد النزيه ماليا ، المسامح الكريم ، لم يوفر شيئا من المال والجاه والدار ، لم يملك شيئا في حياته ، طيلة عمله وفترة حكمه بما فيه القبر ، همه من هموم شعبه وهموم وطنه ، استفادوا من أخطائه العفوية ، الداعم للانسان العراقي ، عمله الصالح ضد الطالح ، القائد الحقيقي من يمارس الحق ويحمي حقوق الآخرين ، ويبني دولة القانون ومؤسسات دولة مدنية ديمقراطية حقيقية ، ليحقق العدالة والمساواة ، وخلق مقومات الامن والامان والاستقرار والسلام الدائم ، ليس باللجوء الى القوة وعسكرة المجتمع الغير المنتج ، بل بالقضاء على البطالة والبطالة المقنعة ، بتوفير العمل للجميع ، مع ضمان صحي واجتماعي ودراسي مجاني لجميع العراقيين ، وضمان واحترام الطفل ، ومنع تسربه الدراسي ، وضمان الشيخوخة وحقوق المراة ، ومساواتها مع اخيها الرجل ، والقضاء على الامية والجهل المتفشيين ، والعمل كعائلة عراقية واحدة ، في بقعة واحد مستقرة هو العراق ، أذا وفرنا ذلك لا نحتاج لشرطي ولا لجندي في العراق ، لنحافظ على تربة وخيرات وبشر البلاد ، وما يحتويه من خيرات جمة ، تفوق جميع بلدان العالم الأخرى ، ولا ننسى ( الانسان العراقي ، هو أثمن رأسمال للعراق)  تلك هي مهامكم يادولة رئيس الوزراء ، عليكم تنفيذها بعناية فائقة ، لاتغمضوا جفنا ، من اجل شعبكم ووطنكم ، تصونون واجباتكم كما تصونون حدقات عيونكم ، اعملوا في الممكن ، دون ان تنسوا المستحيل ، نذكركم .. في خلاف ذلك ، سيرفضكم شعبكم ، بما فيهم المقربون منكم ، كما رفض غيركم من قبلكم ، وقد وضعنا الكرة في ملعبكم ، فهل تجيدون اللعبة يا دولة الرئيس ، بصفتكم رئيسا للفريق العراقي اللاعب من اجل الفوز؟؟!!.
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
nassersadiq@hotmail.com
29\08\11