المحرر موضوع: لمن تقرع اجراس مذبحة سميل  (زيارة 1137 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
لمن تقرع اجراس مذبحة سميل
« في: 12:04 29/08/2011 »
لمن تقرع الأجراس مذبحة سميل
                                                                                    بقلم
عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

في السابع من آب سنة 1933 وبالتحديد في قضية سميل في محافظة دهوك آنذاك والقرى الآشورية المسيحية المجاورة حدثت اكبر مجزرة في تاريخ العراق المعاصر قام بها جيش حديث العهد ضد الآشوريين يندى لها جيش الإنسانية وتدمى النفوس وتقشعر الأبدان راح ضحيتها الآلاف  من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وبشكل وحشي بربري لم يسلم من يديه قس أو شماس أو رضيع أو حامل او شرف فتاة لا بل كانوا حقل تجارب للجيش الفتي اختبر فيهم مهاراته القتالية وإمكاناته العسكرية . لقد خان الجيش رسالته السامية التي وجد من اجلها وهي الدفاع عن الوطن وحمايته من أي عدوان خارجي عندما قام بالاعتداء على احد مكوناته الأساسية ذو تاريخ وضارة غني عن التعريف . وتحت ذريعة التمرد ألصقت بأبناء شعبنا زوراَ وبهتانا لكي يبرروا عدوانهم الغاشم عليهم وفي نفس الوقت يتم التنفيس عن الحقد الدفين الذي يعتلج في نفوسهم نتيجة الاختلاف الديني والقومي هذه الذهنية المقيتة التي ورثوها عن الإمبراطورية العثمانية السيئة ++++++ والحاملة لفايروس الحقد والكراهية والتعصب والعدائية للآخر المختلف ولم تختلف هذه المجزرة عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون في مناطق هكاري وطور عابدين ونحن في القرن 21 وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 لازالوا ينظرون إلينا  نفس النظرة السابقة لسبب بسيط هو إنهم ينظرون إلى الإنسان من زاوية هويته الدينية ويتجاهلون باقي الهويات والاعتبارات وهذه هي الطاقة الكبرى . وقد قام بكر صدقي القائد العسكري في الموصل بالتعاون مع بعض العشائر الكردية والعربية والايزيدية بالانقضاض على الآشوريين وتدمي قراهم وسلب ممتلكاتهم وتشريدهم من ديارهم . وفي هذه الجريمة البشعة اختلط الحابل بالنابل حتى الناس الذين يسلموا أسلحتهم للحكومة بناءاَ على طلبها بالعفو عنهم ثم قتلهم وان دل هذا على شيء فانه يدل على النواية الخبيثة المبينة ضدهم . وفي الحياة الاجتماعية ساءت أحوال المسيحيين وخاصة الآشوريين من جراء العنصرية في المعاملة ويكفي ان تكون أشوري لكي يستحق النبذ والكراهية وأحيانا القتل .  يا ترى لماذا علنا أن نذكر هذا الحدث الجلل والمصاب الأليم في تاريخ شعبنا الكلداني _ السرياني _الآشوري أهل لأننا نعاني من مازوخية جماعية نتلذذ بالماضي ؟ أم لإذكاء روح الانتقام ضد الذين كانوا سبب جراحنا وماَسينا ؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك نحن نذكر الماضي لنستخدم منه الدروس والعبر تلهمنا في الحاضر والمستقبل . وإن الذين نالوا أكليل الشهادة مسترخصين دمائهم الغالية من أجل حياة حرة كريمة ونيل حقوقنا القومية والثقافية محفورين في ذاكرتنا الجماعية ونستمر في شعلتهم الوهاجة لنتبنى منهجهم في الحياة والبر على دربهم في النضال . بالرغم من ان الحكومة والجيش والصحافة كانوا ضد مطا ليبنا لا ننسى النزعات المذهبية والطائفية والعشائرية والفئوية كانت سبب ضعفنا وانكسارنا لان حزمة عصي  يستحيل كسرها أما منفردة يسهل كسرها . وما أشبه اليوم بالأمس لازالت المؤامرات تحاك ضد شعبنا من تفجير الكنائس وقتل وتهجير وتهميش وتجزئة وتفكيك ليسهل القضاء علينا .  ليكن يوم الشهيد الكلداني _ السرياني _ الآشوري عنوان وحدتنا ومصدر قوتنا وكرة نارية تذيب ثلوج الانقسام والتفرقة وتنير رغباتنا وأمانينا في تعزيز وتعميق الوحدة وتوحيد الخطاب السياسي والقضايا المصيرية التي تهم الأمة لأنها مسألة نكون أو لا نكون وبالتعاون مع باقي المكونات في ظل عراق ديمقراطي لإرساء قيم الحرية والمساواة والمواطنة وترسيخ المحبة والتسامح من اجل جبين مشرق للعراق خالٍِ من العار والذل .
EMMANUAL Y. ALRIKANI [/size]