نشرت جريدة صدى السريان في عددها العاشر مقالاً إفتتاحيا بقلم صاحب الامتياز السيد (يشوع مجيد هداية) فيما يلي نصّه:
السريان ولعبة إشكالية التسمية..!!
هل ينزع الانسان جلدهُ ... أو ينسى إسمهُ ؟؟ أم هل يمكن ان يبيع أهلهُ .؟؟ تساؤلات أخلاقية لا علاقة لها ظاهريا بموضوع (القومية) ولكن الاجابة عنها تحدد كينونة الانسان ووجودهُ، فنحنُ (السريان) ومنذُ مئات السنين كنا ضحية لشتى أشكال التمييز ومحاولات الصهر وتغيير الهوية، والتي فشلت في تحقيق اهدافها، إلا اننا ومنذُ 9/نيسان/ 2003 نتعرّض لمحنة قاسية، حيث غدونا رهينة بيد من يدّعون بأنهم أخوان لنا ، فقد دخلوا مدننا وتاجروا بمصيرنا.. (وجيّروا) وجودنا لمصلحتهم الخاصة، فبعد بضعة أشهر من التغيير (وفي غفلة من الزمن)عقدوا ما سمّي زوراً وبهتاناً (المؤتمر الأول الكلداني السرياني الآشوري) والذي مثل منتهى الغدر وطعنةٌ نجلاء (للسريان) حيث خرجوا بصفقة سياسية مشبوهة تمثّلت بالتسمية (الكلدواشورية) والثقافة (سريانية) قافزين فوق الواقع ومتناسين بأن (السريان) مجموعة بشرية متمكاسكة (من لحم ودم) لهم (مدنهم العامرة) والتي ستعصى عليهم كما عصت على غيرهم ..!! ولم يكتفوا بذلك بل إستغّلوا موقعهم في مجلس الحكم فأدخلوا تلك التسمية الى (قانون إدارة الدولة المؤقتة) وبهذا إغتصبوا حقوق (السريان) القانونية .. ومما يؤسف له ان يكون هناك بعض المحسوبين على (السريان) ممن باعوا انفسهم وغيّروا جلودهم بقبولهم لتسمية (كلدواشور) وترويجهم لها لاعبين دور (حصان طروادة) واليوم بعد الرسالة الواضحة والصريحة التي وجهها غبطة البطريريك (عمانويل دلي) الى السادة المسؤولين في الدولة .. والتي كشف فيها بأن تسمية (كلدوأشور) كانت إتفاقاً سياسياً مرغوباً فيه في حينه بين الكلدان والاشوريين، أي ان السريان لم يكونوا طرفا فيه.
ان ذلك يؤشر الطريقة المخادعة والغير مهذبة التي عومل بها السريان، مما يكشف طبيعة المحنة القاسية التي تحدثنا عنها بسبب التهميش والغبن وسلب الحقوق المشروعة ومحاولة تغيير الهوية، إن تخلي غبطة البطريريك عن تلك التسمية المركبة.. ومطالبته بتثبيت تسمية( القومية الكلدانية) قد أسقطَ في يد الطرف الاخر من الاتفاق المشبوه، وأضعف موقفه ودفعه الى التحرك (بتحريك أدواتهِ) في مختلف الاتجاهات دفاعاً عن مركزه وإمتيازاته.
أننا في (حركة التجمع السريان المستقل) الفتيّة والتي تمثل بوادر(الوعي القومي لدى السريان في العراق) عملنا ومنذ البداية بشعار (وحدتتنا القومية ضمان لحقوقنا القومية) ..
ولكننا جوبهنا بالخداع والمناورات وتحول شعار (الوحدة القومية) و (مصالح شعبنا العليا) الى أوراق للمتاجرة وجنى المنافع الشخصية، لذا فإننا أذ نؤمن بأننا شعب واحد .. فأننا لا نقبل بان تكون تلك الوحدة القومية على حساب حقوق السريان، كما كانت ولحد الان، بل ان تكون تلك الوحدة مبنية على اسس سليمة من الاحترام المتبادل والقناعة الداخلية التامة من قبل الجميع وأن تأخذ بنظر الاعتبار الواقع القائم لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري). عنذ ذلك لن تبقى هناك إشكالية أسمها التسمية ...!!