المحرر موضوع: سبارتكوس طائر الحرية – اعداد/ سلوان ساكو  (زيارة 2410 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هذه قصة  أسطورة أ حكيها وانقلها لكم مع تمنياتي لكم بأن تقظوا اطيب الاوقات وانتم تقرأون هذه الاسطورة التي جسدها رجل صنع تاريخ العبيد وحولهم الى أخطر جيش يهدد الامبراطورية الرومانية ،كيف هذا وماذا فعل وكيف انتهت الاسطورة .
من هو سبارتكوس ؟
سبارتكوس هو روح الحرية النابضة وشعلتها التي يعلو نورها ويخبو لكنها لا تنطفئ ابداً.
سبارتكوس هو عبد عرف معنى الكرامة وعشقها اكثر مما تمتع بها السادة الاحرار .
سبارتكوس هو رمزلنضال شعوب عاشت وبادت ولكن ذكراها خالدة لن تموت وستبقى ملهمة لدينا على مر السنين .
يعود أصل سبارتكوس الى تراقيا وبما أن العبيد كانوا يعاملون معاملة أشنع من الدواب فقد ضاعت اجزاء مهمة من السيرة الشخصية وبدايات هذا الرجل العظيم وجل ما نعلمه عنه أنه كان صاحب مكانة رفيعة في قومه الا ان روما بجبروتها طغت على كل الشعوب واستولت على مقدرات الامم واستعبدت الرجال والنساء والاطفال وتقود الأقدار ذلك السيد العبد ليعمل في مناجم الذهب في صحراء النوبة وهناك يشتريه باتيانوس صاحب معهد المقاتلون ،ويصبح سبارتكوس وجيهاً بين المقاتلين بما عرف عنه من تواضع وحكمة ممزوجة بوداعة تؤكدها قامته المتوسطة وشعره الاسود المجعد وأنفه المكسور الذي يضفي على وجهه العريض منظراً اشبه بالأغنام فكان محبوباً بين العبيد يقصدونه للرأي السديد وعندما يقرر امراً يعملون بما يقول وهو رافع الرأس لم يطأطئه يوماً وذلك امر غريب على العبيد ولهذا كله فضل بانيانوس أن يتخلص منه فقرر أن يقيم قتالاً بينه وبين زنجي يفوقه قوة وحجماً. وفي انتظار بدء القتال سأل الزنجي سبارتكوس بماذا تؤمن فأجابه بك وبنفسي فقال له الزنجي لن اقتلك . وفي ذلك الصباح تغير التاريخ فقد قررا أن لا يقتل أحدهما الاخر من اجل متعة اثنين من السادة الرومان ، وهجم الزنجي على احد النبلاء ولكن رماح الحراس كانت أسرع منه فسقط والدم ينفجر من جسده ونظر لسبارتكوس وقال لماذا يولد الانسان ،ومات، كانت هي اللحظة التي بدأ يدرك سبارتكوس ما يجب عليه ان يفعل ، ويصرخ قائلاً ( هل انتم معي ) فأزدادوا التفافاً حوله ثم قال للشعب ( سنصبح رفاقاً  ،كلنا شخص واحد سنخرج ونقاتل ونتحرر من العبودية ). وهزم العبيد حامية كاموا ( المقاطعة التي تضم معهد المقاتلين ) ولكن روما لم تسكت وأرسلت كتائب من حراس المدينة وضباطها من المرفهين والنبلاء والتي لاعمل لها الاالقيام بالاستعراضات العسكرية وشرب الخمر وبيع الاصوات  في الانتخابات وبعد ستة أيام كان فيها العبيد قد قتلوا اكثر من ثلاثة ألاف جندي وأبقوا على جندي واحد محملً سبارتكوس أياه برسالة لمجلس الشيوخ جاء فيها :
قل لهم إنهم أرسلوا كتائبهم ضدنا وأننا قد حطمناها . ارو لهم أننا نحن العبيد قد ضقنا بمجلس شيوخكم العفن وبروماكم العفنة التي اغرقتكم بالثروة التي اعتصر تموها من دمائنا وعظامنا ، قل لهم اي جماعة انتم فاسدة انتم ، والى أي فوضي قذرة أحلتم الحياة ، إن مواطنيكم يعيشون على دماء الضحايا ويمضون أيامهم في ميادين السباق وساحات المصارعة .قل لهم أنتم تقتلون حباً في القتل ، ومتعتكم هي رؤية الدماء تتدفق وقد شيدّتم عظمتكم على سرقة العالم بأسره ، الان انتهى كل هذا. لم يكن يخفى على سبارتكوس أنه أصبح يقاتل  إمراطورية بأكملها ، وأن رجاله لا يسطيعون أن يصرفوا شؤن العاصمة بل الإمبراطورية كلها إذا استولوا عليها .
فلم يعرج في زحفه الى روما وواصل السير حتى بلغ ثوريان مخترقاً إيطاليا من شمالها إلى جنوبها لعله يستطيع نقل رجاله الى صقلية أو إلى افريقيا ، وظل سنة ثالثة يصد الهجمات التي يشنها عليه الرومان ولكن جنوده نفذ صبرهم وسئمو القتال فخرجوا عليه وعصوا أوامره وأخذوا يعيثون فساداً في كل مكان ، والتقى كراسوس بجماعة من أولئك الهاربين النهابين وفتك بهم . وكانوا اثني عشر الفاً وثلاثمائة ظل يقاتلون الى اخر رجل فيهم . في هذه الاثناء ، كان جند بومبي قد عادوا من اسبانيا وأرسلوا لتقوية جيوش كراسوس ، وأيقن سبارتكوس أن لاأمل له في الانتصار على هذه الجيوش الجرارة فانقض على جيش كراسوس وألقى بنفسه في وسطه مرحباً بالموت وقتل بيديه ضابطين من ضباط القوة . ولكن النهاية كانت قد اقتربت حين أصابته طعنة ألقته على الارض وأعجزته عن النهوض، وظل يقاتل وهو راكع على ركبتيه الى أن مات وتمزق جسمه حتى لم يكن من المستطاع أن يتعرف عليه احد . وهلك معظم اتباعه وفر بعضهم إلى الغابات وظل الرومان يطاردونهم فيها .
وتحقق النصر لكراسوس ، واحتفالاً بانتصاره، صلب ستة ألاف من الاسرى على طول الطريق من كابوا الى روما وتركت اجساههم المصلوبة لتتعفّن على هذه الحال شهوراً عدة تطميناً لجميع السادة وإرهاباً لجميع العبيد .