المحرر موضوع: فلسطين: بداية الطريق....!  (زيارة 1019 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: بداية الطريق....!
« في: 10:20 25/09/2011 »
فلسطين: بداية الطريق....!

باقر الفضلي

لقد أثبت خطاب الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، الذي ألقاه من على منصة الأمم المتحدة يوم 23/9/2011، بأنه الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، وأنه فقط البداية الواثقة والرصينة لمسيرة الكفاح القادمة من أجل تحقيق أمل الشعب الفلسطيني في إسترجاع حقوقه المسلوبة، وفي مقدمتها حقه في إعلان دولته الحرة المستقلة والإعتراف بها دولياً، وتثبيت حق العودة على صعيد الممارسة الميدانية، كما وأنه قد رسم الطريق بإتجاه إنهاء الإحتلال الإسرائيلي المنبوذ دوليا، وإسقاط " مشروعية" الإستيطان في الأراضي الفلسطينية، وما يماثلها من تهويد القدس الشرقية..!


لقد ترجم هذا الخطاب، الغني في مدلولاته والعميق في معانيه، حدسنا وتقديرنا؛ من كون خطوة الذهاب الى الأمم المتحدة التي أقدمت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، كان لها ستراتيجيا؛ الكثير من دلائل الحكمة والتبصر والبعد السياسي الموضوعي والواقعي، ومن الإتعاظ بدروس التأريخ والتجربة النضالية العميقة..!(*)


ويكفي تأكيداً لهذه الحقيقة، ما أفرزته ردود الفعل وطبيعة التلقي الذي واجه خطاب الرئيس محمود عباس من قبل ممثلي دول العالم، والذي عبرت عنه بمصداقية وإيجابية عالية، عاصفة التصفيق المدوية وقوفاً للمندوبين، بشكل أذهل في الحقيقة، كل من عارض هذه الخطوة الجريئة في ذهاب الرئيس أبو مازن الى منصة الخطابة والإعلان عن تقديمه طلب إعتراف الأمم المتحدة بقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة الى السكرتير العام للأمم المتحدة، الأمر الذي عكسته وللأسف، مواقف البعض من قادة إحدى الفصائل الفلسطينية..!


فقد فضح الخطاب، أمام الرأي العام العالمي والشرعية الدولية، وبكل شجاعة، حالة الإزدواجية والنفاق في الخطاب والحراك السياسيين، الذي دأبت عليهما الدولة الإسرائيلية في مواقفها من قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية، في نفس الوقت الذي فضح فيه خططها المتواصلة والمراوغة في إفشال كل محاولات المفاوظات المباشرة، التي أوصلتها في النهاية الى طريق مسدود..!


الأمر الذي أكد حقيقته؛ الموقف الإسرائيلي المتغطرس ورديفه الموقف الأمريكي، في خطاب كل من السيدين أوباما ونتنياهو، ومن على نفس المنصة التي إنطلق منها صوت الحق المشروع للرئيس ابي مازن في نفس اليوم؛ حيث وبدون حاجة للدخول في التفاصيل والتكرار، فقد عبر الخطابان المعنيان عن حقيقة سياسة الدولتين إزاء القضية الفلسطينية، وهذا ما سبق وأشرنا اليه في مرات عديدة..!


المهم في الأمر، وبعد هذه الخطوة الجريئة، وموقف التحدي المشروع الذي أقدمت عليه القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة السيد عباس محمود، يصبح من البدهي، بل ومن المسلمات المبدئية، أن تتظافر جهود جميع أبناء الوطن الفلسطيني، الذي تلقى هذه المبادرة الشجاعة للقيادة الفلسطينية بالترحيب والإستبشار، في إنجاح وتفعيل هذه البداية الموفقة، عن طريق توحيد ورص الصفوف الوطنية؛  فبقدر ما تكون البدايات أكثر رسوخاً وتماسكا، بقدر ما تأتي الخطوات التالية أكثر ثباتاً وتوازنا، فالطريق الذي إنتهجته منظمة التحرير الفلسطينية  في الثالث والعشرين من أيلول 2011، سيظل خالداً في مسيرة الكفاح الفلسطيني، بإعتباره  البداية المنظمة لولوج الطريق الصحيح في حل معادلة الصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي، ومن خلاله لابد أن تتجلى وحدة الصف الوطني، وتجاوز أي خلافات تقف عائقاً أمام هذه المسيرة..!


 وما موقف التحدي المشروع لمنظمة التحرير الفلسطينية، معبراً عنه بخطاب الرئيس محمود عباس، إلا نقل للكرة الى الملعب الإسرائيلي _ الأمريكي من جانب، ووضع الشرعية الدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي، أمام مسؤوليتها التأريخية؛  فهي مطالبة اليوم قبل أي وقت مضى، أن تقول كلمتها بإعلان الإعتراف بالدولة الفلسطينية، طبقاً لنصوص القرارات التأريخية للشرعية نفسها، وبذلك تكون قد رسخت أسس السلام في المنطقة، ومهدت الطريق للتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، وهذا أقل ما يمكن أن تفعله اليوم، بعد كل هذه الفترة الطويلة من التسويف والتمييع لحق الشعب الفلسطيني في الإعتراف الدولي بدولته الوطنية المستقلة أسوة بشعوب العالم الأخرى..! 
24/9/2011
__________________________________________________________   
(8) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=276601