المحرر موضوع: العلاقة بين بغداد واربيل الى اين؟  (زيارة 1621 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ahmed2009

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لدى اكراد العراق حاليا حكومتهم الإقليمية وهي الأقوى منذ تأسيس العراق الحديث اضافة الى  دورهم  البارز في الحكومة المركزية العراقية في بغداد التي يتبوؤون فيها مناصب مهمة أهمها منصب الرئيس جلال الطالباني ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويش ونائب رئيس البرلمان عارف طيفور ووزير الخارجية هوشيار زيباريِ.
هذا الدور الكوردي الثنائي في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان يقف على النقيض من الوضع الذي كان قائما قبل أحداث 1991 و 2003 ، عندما كانت الحكومة المركزية تعامل الكورد كمواطنين من الدرجة الثانية أوحتى أسوأ من ذلك.
تبنى الدستور العراقي النظام الاتحادي (الفيدرالي) في العراق وهذا النظام يمنح سلطات واسعة للاقاليم على حساب سلطة المركز لكن توزيع السلطات الفعلي بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لا يزال محل خلاف.
القضايا المتنازع عليها تشمل صلاحيات ملكية الموارد الطبيعية والسيطرة على عائداتها ، دور البيشمركة والوضع النهائي لكركوك والعديد من المناطق الاخرى المتنازع عليها مثل سنجار ومخمور.
السيطرة على الموصل التي هي ثالث اكبر مدن العراق والتي يسكن شرقها كثير من الاكراد هي موضع خلاف آخر بين سلطة الاقليم وسلطة المركز.
للأسف الشديد لايزال هناك كثير من العراقيين العرب يشعرون بالاستياء من تمتع الاكراد بالحكم الذاتي فهم يعتبروه تحديا للأرث العربي في العراق وبوادر تاسيس دولة فيدرالية للاكراد العراقيين داخل العراق ، تمهيدا للانفصال مما ساهم في  توتير العلاقة بين أربيل وبغداد وتهديد الاستقرار في الدولة العراقية.
بعد أن تبناه الدستور العراقي الجديد, يواجه النظام الفيدرالي تحديا حقيقيا لذا فان احتمال حصول حكومة الاقليم على مطالبها من الحكومة المركزية المتمثلة بتطبيق مواد الدستور الخاصة بتطبيق الفيدرالية التي تعطي الكورد شبه استقلال يمر باضعف حالاته .
لااقول الكل لكن كثير منا ,نحن عرب العراق شيعة وسنة, يريد العودة إلى دولة أكثر مركزية حتى ولو تطلب ذلك تغيير الدستور وهذه الرغبة طبعا تقوي موقف حكومة المالكي التي طبعا ستعتبرها خطوة على طريق إعادة بناء العراق وانهاء العنف الطائفي بين الشيعة والسنة العرب.
 على الرغم من أننا نسعى جميعا للوحدة ونبذ الخلافات بين الشيعة والسنة من عرب العراق لما للوحدة من دور في تقليص احتمال عودة الصراع الطائفي في العراق لكن لايجب ان توظف هذه الوحدة  في تهميش اكراد العراق او تقليص دورهم في الحكومة المركزية لان هكذا سياسات قد تضاعف من فرص اندلاع صراع قومي بين الكورد والعرب في العراق.
على الرغم من ان هناك دلائل على نفاد الصبر العربي مع المكاسب "الدستورية" الكردية ومطالب الكورد المتزايدة ، لا يزال هناك توافق واجماع على قبول أقليم فيدرالي كردي بشكله الحالي في ضوء حقائق عراق ما بعد صدام.
المطلوب إذن هو الحكمة والنضج وتفسير منطقي للدستور وهذه الامور فقط من يستطيع ان يقود الجانبين ,العربي والكوردي, الى تبني حل وسط بين موقفيهما المتطرفين بعض الشيء من أجل تطبيق نظام فيدرالي يرضي الطرفين.
المقال بقلمي