المحرر موضوع: هل سأل؟  (زيارة 1220 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش تمرس

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل سأل؟
« في: 17:18 01/11/2011 »
هل سأل؟

هل سأل رب الأسرة نفسه عن سبب إستعداده للتضحية من أجل أفراد أسرته؟ هل سأل الأب نفسه عن سبب تفضيل الزوجة لفلذات كبدها على نفسها وعليه؟ هل سأل أفراد العائلة أنفسهم عن السبب الذي يدفعهم للأخذ برأي والدهم وأحترامه، علما بأن أي منهم لم ينتخبه ربا للأسرة؟ وهل سألت الأم نفسها عن سبب إستعدادها للتضحية بحياتها من أجل الجنين الذي أخذ يتكون داخل رحمها دون أن يأخذ رأيها؟ هل سأل الفلاح نفسه عن سبب قبول الثمار والبراعم أن تُدفَن في التربة، دون أن يستشيرها؟ ما الذي جمع هؤلاء على الموافقة المسبقة؟ أنها المحبة المحبة المحبة.
 أن كان هؤلاء قد نالوا بركة المحبة! اذا على المسؤول في أية حكومة، أن يسأل عن أحوال الرعية، وأن يتعامل معهم كما يتعامل الأب المحب مع عائلته! الأولاد ورود وزهور (مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فِي دِيَارِ إِلهِنَا يُزْهِرُونَ. أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ.)"مزمور92: 13و14".
لقد لجأنا كأولياء أمور في وسائل تربيتنا، إلى إهانة أطفالنا بشتى الوسائل؟ وكأننا فرشنا أرضية في التربية، حتى أصبحت قاعدة بها يبرر المعلم والمدرس والراعي لجوؤهم إلى أستخدام العنف. ما الذي يجري يا ترى؟ هل تحول رب الأسرة إلى دكتاتور؟ بل أجزم بأن الأم حتى لو جاعت فلن تُقدم على فطم رضيعها مبكرا؟ بل لا أظن بأن الفلاح قد غضب فأقدم على قطع مياه السقي عن بستانه! ليس من الصواب أن ينهال ولي الأمر على إبنه لأنه سأله عن مصروفه اليومي. لا يمكن لنا أن نبرر هذا العنف المستخدم ضد الشبان، لأنهم أقبلوا يبدون بآرائهم. علينا أن نصغي لهم ونحتضنهم ونتفهم قضاياهم ونسرع في تقديم الحلول الجذرية لمشاكلهم. كيف يهدأ لنا بال ونحن نرى محفظتهم خاوية من النقود، وأجسادهم تفتقر إلى الطعام؟ دعونا كأنظمة وحكومات نعيد صياغة الدستور ونعدل القوانين ونقوم بالإصلاح. ليتبع المسؤول الأساليب الحديثة في تنمية مواهب التلاميذ. لتتحول الدولة إلى حاضنة تنظر إلى الشعب كما تنظر الأم إلى فلذات أكبادها. ما الغاية من أعطائهم ثقافة التخلف ليشبوا غير واعين وغير عارفين التخطيط لمستقبلهم. كأولياء أمور، نخشى عليهم من حالات الهيجان الجماعية التي تقود إلى إستخدام العنف. علينا أن نعيد النظر في وسائل تربيتنا، فنربي أبناؤنا بمحبة وليس بعصى. عندها سيرى الفلاح ثمار جهده، والأم سترى الرضيع قد شبَّ، ومع غيره يكونون زهورا وورودا للوطن. الوقت لم يمض. دعونا نعمل كمسؤولين، بمقولة رب المجد الذي ترك كرسي السماء (أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:« دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ ».)"متى19: 14". يا رب أعطي الحكمة لكل ملك وحاكم وراعي ومسؤول كما أعطيتها للنبي سليمان، وأرعى وأحفظ أولادنا، وأحمي أوطاننا.
المحامي والقاص/
 مارتن كورش