المحرر موضوع: "الواقع حَقّ مُجَرد ، لا هو بالمذكر ولا هو بالمؤنث"  (زيارة 1449 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أدور روول

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
         "الواقع حَقّ مُجَرد ، لا هو بالمذكر ولا هو بالمؤنث"

رحم الله المونولوجست عزيز علي حين قال " يا ناس مصيبة مصيبتنا ، نحجي تكتلنا علتنا ، بس وين نولي وجهتنا ، دلينا يا-----------.   يا جماعة تهجولنا. زرافات تتراكض من سانت جون بولنج كلوب الى ماونت بريجارد او الى ديكر كلوب وخاتمة المطاف في نادي الماركوني. فلم يبقى سوى أن يعطفوا علينا الهيئة المسؤولة عن نادي بابل وانا واثق  ضمن الخطة المستقبلية لتوسيع مرافق النادي ، حتما الهيئة الادارية  قد وضعوا نصب اعينهم أن يجدوا لنا ركن من اركان الفسحة الواسعة ضمن جدرانه لنكون بين اهلنا واحبابنا شرط التمسك بالسلوك والهدؤ المتبعة في الاندية التي ذكرناها والتي نأمها ، لا أن نكون كما قال المرحوم شاعر العراق معروف الرصافي ، ولا اود أن اسرد البيت باكمله ، بل اكتفي بالعجز فقط حين قال " وهم على ابناء جلدتهم اسود." هكذا كنا  ولننظر الان ما حّل بنا . لم يتم تزويدنا حتى ببطاقات الانتماء. كأننا مقلوعين من جذع شجرة.

بعد القتل والتشريد والاضطهاد الذي لاقاه شعبنا  منذ عام 1914 ولحين وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها اقتنعوا قادة شعبنا بأن الانكليز هم الذين سيجدون لهم الماوى والمسكن ويخططون لمستقبلهم في ارض اجدادهم. وظل شعبنا المغلوب على امره من أن يلتجئوا الى حماية الانكليز مما اضطروا الى ترك ديارهم وممتلكاتهم والهروب من الظلم وطيش العدو الذي كان يلاحقهم لحين وصولهم الى ارض اجدادهم ارض الرافدين. هنا اصبحوا تحت رحمة الحكومة الانكليزية  حيث نصبت لهم الخيام واسكنتهم في المنطقة القريبة من الرستمية  بعد اندحار قوات المحور. خلال فترة بقائهم في الخيم كانت الحكومة البريطانية تزودهم بالمؤن والمواد الغذائية. لقد ادركت الحكومة البريطانية ان مدة بقائهم في الخيم  لفترة اطول ستكلف خزينة الدولة مصاريف باهظة ،  لا سيما فترة الحرب قد كلفت ميزانية الدولة مبالغ طائلة ، لذا قررت حكومة الانتداب باخلاء سبيل اللاجئين الساكنين في الخيم واطلاق سبيلهم من أجل أن يفتشوا عن العمل لايواء عوائلهم. معظهم فضلوا السكن في بغداد والقسم القليل سافر الى الالوية الاخرى.

القسم الاكبر كما ذكرنا سكن في بغداد والبذات في منطقة الكيلاني التي كانت تسمى كمب الارمن بالقرب من ساحة الطيران. الارض كانت تعود الى عائلة الجوربجي. اما والدي اليتيم ووالدته سكنوا في محلة السنك منطقة الفنهرة تلك المنطقة التي ولدت فيها وترعرت فيها لحين بلوغي الحادي عشر من العمر وانتقلنا الى كمب الكيلاني. البيوت كانت جميعها عرصة. وعائلة الجوربجي كمؤجر كانت تفرض شروطها على المستأجر بما تبتغيه. ومدة العرصة كانت لاول الامر خمس سنوات. وبعد ثورة 14 تم تمديدها الى عشرة سنوات وذلك ليس حسب  لارادة المؤجر ، بل تدخل سلطات الحكم أنذاك. ان كانت هناك اية محاولة لاية جهة بأن يتم البحث في تحويل العقد الى ملكية خاصة ، فهذا كان من رابع المستحيلات. اي بعبارة اخرى وبكل الاعراف والقوانين على المستأجر أن يتمسك ببنود العقد ، لا سيما اذا كانت الملكية تعود الى من يملكها.

في مثل هذه الحالة يجب أن يتم التشاور والنقاش من ابعاده الشتى من أجل أن يتم الوفاق وليس فقط فئة معينة تبت في الموضوع ومتناسية فئة اخرى التي كانت قد خدمت واضحت وأن يكون دورها مهمش وعدم مشاركتهم في الاخذ والنقاش. علينا أن لا نرى الموضوع من طرف واحد ، أخذين بنظر الاعتبار جدية الموضوع بحيث أن تكون نظرتنا اكثر شمولية لمصلحة شعبنا. " العظيم حقا هو الذي لا يبغي أن يسود أحدا ، ولا يحُب أن احدا يسوده."+