المحرر موضوع: المجزرة ...... في عامها الاول  (زيارة 994 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد شعيا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 95
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                   المجزرة ...... في عامها الاول
مرت قبل ايام قليلة الذكرى الاولى لمجزرة كنيسة سيدة النجاة , تلك المجزرة الرهيبة التي هزت العالم بمأسيها ووحشيتها , ولطالما ترددت كثيرا في الكتابة ثانية في هذا الموضوع لما لهذا الموضوع وهذه الذكرى من حساسية ومرارة كبيرة تركتها في نفوس كل من سمعها وشاهد احداثها ( علما باني كنت قد تطرقت لهذا الموضوع في حينها في مقالة سابقة ) الا انني وجدت نفسي ثانية امام قلمي واوراقي وانا اكتب مجددا واتذكر تفاصيل المجزرة مثلي كمثل باقي الاخوة الكتاب الذين تناولوا تفاصيل هذا الموضوع بين النقد والاستهجان.
تناولوه بين مرارة الحدث ووحشية التنفيذ, تناولوه بكل ابعاده السياسية والاجرامية ولكن الجانب الانساني كان بعيدا ولو كان لهذا الجانب من وجود لما حدث كل هذا,
وهنا سؤال مهم يطرح نفسه وهو لماذا اختار هؤلاء الخفافيش هذه الكنيسة وهذا المكان بالذات هل اخافهم اسمه ؟
أم أنهم قرروا بشريعتهم الغابية ان لا يكون لهذا البلد نجاة وسلام فراحوا يقتلون ويدمرون كل ما يمت للنجاة والطمأنينة بصلة فقتلوا وجرحوا ودمروا في هذا المكان الامن صنوفا واشكالا .......فمنهم من كان طفلا رضيعا ملتصقا بصدر امه يلتمس منها الدفء والحنان اضافة الى امان وسلامة المكان ومنهم من كان شيخا وقورا تقاعد بعد عمل وجهد ومثابرة قضى فيها حياته ليوفر ما تحتاجه اسرته من رمق وعيش ولم يجد بعد هذا العناء سوى هذا المكان ليقضي فيه ساعات من يومه متأملا خاشعا يلتمس من الله سبحانه وتعالى وسيدة النجاة كل امان ورحمة , ومنهم من كان شابا اوشابة وسيمة تنظر للحياة بعين الامل والتفائل وتستمد من سيدة هذا المكان الثقة والقوة ليكون لهم نبراس حياة وطريق خلاص للنفس والجسد , واصناف اخرى الكل اجتمع في ذلك المكان وذلك المساء يقودهم رعاة نذروا انفسهم ليعدوا طريق الرب ويجعلوا سبله مستقيمة لمن اختار السير فيه , اجتمعوا جميعا بروح واحدة وايمان واحد وقلوبهم مثل عيونهم تنظر الى سيدة النجاة لتنجوا بهم وتقودهم الى برالامان في بلد تلاطمته الرياح الصفراء وشتته الانانية وحب الذات وفي لحظة من هذا الصمت وهذا التأمل جاءت الغربان وجاءت الخفافيش لتحارب النجاة وتحارب السلام وتعيد الوطن والمكان وتأخذه بعيدا عن الامان وترسم له خارطة للطريق ..... طريقا مليئا بالظلمة والسواد , طريقا بعيدا عن الله ورسالته وتهز بذلك مشاعر العالم اجمع لما لفعلهم من وحشية واجرام وهم بذلك  يفتخرون ويجاهدون ولكن اي جهاد هذا واي طريق الذي يصور القتل والدمار سبيلا للوصول الى الله والكل يعرف ان الله محبة ورحمة وعدل فكيف لهذان الطريقان ان يلتقيا وكيف لهذه المعادلة ان تتساوى وكيف للعالم ان يقبل بها , انها حقا شريعة وطريقا لا يقبله سوى من اختار طريق الظلام  بدل النور واختار الموت بدل الحياة اما الذين اختاروا طريق سيدة النجاة فانهم كالشموع والقناديل تحترق لتنير طريق الاخرين وتموت ليحيا الاخرين, اذ لا خوف من الذي يقتل الجسد لكن الخوف كل الخوف من الذي يقتل الروح لان الروح باقية اما الجسد فزائل . انه عام مر على تلك المجزرة وتركت ما تركته من ألم وحسرة على البعيد قبل القريب لكنها ستبقى  رغم مرارتها علامة مضيئة ووساما ناصعا على ذلك المكان وأولائك الناس وستكون احداثها شاخصة الى حين تحكي للاجيال قصة الحياة, قصة النور, قصة السير في طريق النجاة.
فأرقدوا ايها الاعزاء بسلام لان روحكم بقت سالمة وأمنة لم تستطيع يد الغدر ان تلمسها او تلوثها ولم تستطيع جراثيم الارض ان تعبث بها لانها من الله وهنيئا لمن عادت روحه بهكذا مكان وهكذا طريق رغم صعوبته وقسوته.... ولكنها ارادة الله ومشيئته........ فلتكن كذلك كما في السماء كذلك على الارض .
                                                                                   
                                                                                        خالد شعيا
                                                                                    ساسكاتون - كندا