المناداة بالحقيقة تأتي من قبل الذين يمتلكون بذواتهم ايماناً وثقة معزّزةً بثقافةٍ ومعرفةٍ اكيدة، أما الذين يطلقون الصراخ لإثبات الباطل فيأتي بسبب افتقارهم الى الحجج والأدلّة، ممّا يولّد لديهم الشعور بالضعف والمذلّة، فيطلقون العنان لألسنتهم لتنطق ألفاظاً نابية باسلوبٍ همجيّ سليط مشوبٍ بالتهديد والوعيد وفي هذا العصر الذي وصل فيه إنسانه الى أسمى درجات الرقي والتقدم، ولايقبل بغير الحوار الحضاري والنقاش المنطقي اسلوباً للتفاهم،
ليس هنالك قومية آشورية وإنما كانت تسمية موطنية وثنية لدولةٍ قامت في قديم الزمان وبادت أبدياً وطواها النسيان، كما ليس هنالك بقايا يمتون بصلة الى اولئك المبادين، وإن هؤلاء المنادين هم أحفاد كلدان الجبال الذين صنع منهم (وليم ويكرام) آشوريين.
نقولها وبصراحة لكل منتحلي الآشورية والمتأشورين من أبناء الكلدان المعدودين، كفاكم الجري وراء السراب، فليس هنالك في الواقع إلاّ القومية الكلدانية التي يحتمي بظلال خيمتها كافة أبناء شعبها بكل انتمآتهم وتسمياتهم، أما من يريد منهم أن ينكر عليها هذا الحق، فهو حرّ شرط أن لا يتجنى عليها بحبكه لها الدسائس وطعنها بالإفترآت.
