المحرر موضوع: ألأسلاميّيون قادمون والربيع العربي قد يتحوَل الى شتاء قاسي  (زيارة 1288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي

ألأسلاميّيون قادمون والربيع العربي قد يتحوَل الى شتاء قاسي
نافع البرواري
انّ الثورات  في العالم العربي كانت في بداياتها ثورات شبابية تحمل أفكارا ليبرالية علمانية منفتحة على العالم الحر وكانت لها مبادئ قيّمة  نستطيع تلخيص هذه المباديء الرئيسية بالحرية والديمقراطية والمساوات ، ولكن الأحزاب الأسلامية قفزت على أكتاف هذه الثورات لتنفرد بقيادتها ويتم تهميش أدوار الشباب  والنخب المثقفة من الطبقة الوسطى ، لا بل تم خطف نجاح هذه الثورات  وتم سلب ارادتها وقتل طموحاتها وخنق اصواتها وتشتيت جهودها بأنقلاب الأحزاب الأسلامية على هذه الثورات ، وعلى رأسهم الأخوان المسلمون ،  وبهذا حدث ما كنا نتوقع حدوثه منذ البداية .
يقول الدكتور وسيم السيسي وهو باحث في علم المصريات:"ألأخوان المسلمين ومنذ 80 سنة موجودين تحت السطح ولهم أعمال غير سليمة من تحت ولكن ظاهريا يقومون بأعمال خيرية ...انهم صناعة بريطانية  أوجدها الأنكليز لأحداث شق في الشعب المصري  تحالفوا مع الملك فاروق وأسماعيل باشا صدقي في حين كان الشعب يتظاهر ضد الأخير وبعد ثورة 1952  وقفوا ضد حزب الوفد  انّهم يتلاعبون بالألفاظ ويتحالفون مع الحكام  واحيانا كثيرة يلجؤون الى الأرهاب ويغتالون ألأشخاص  الذين يفضحون أعمالهم ...سبب قوّتهم هو غياب القانون وهي ضعيفة عندما يكون هناك حكم مدني ....اليوم الناس تلجأ الى هذه الأحزاب ليس حبا بهم بل بسبب القمع العسكري  ....مصر في عهد حسني مبارك (نظام عسكري) لم تفهم بالسياسة  وتم في عهد الحكومات العسكرية  استقطاب التعليم ، ففي سنة 1952 كان هناك 800 معهد أزهري  أمّا اليوم فهناك 1800 معهد أزهري   حتى أن الطلبة لا يعرفون عن وجود المسيحيين الأقباط  في البلد  وانّ العالم كله كافر  ..... ألأحزاب ألأسلامية ممولة من الخارج ومن الداخل ....انّها ليست أحزاب اسلامية بل تتسربل بالدين  . ويضيف قائلا انّ الحالة الدينية في مصر (والدول العربية ) تشبه الحالة الدينينة في العصر العباس الثاني  حيث أصبح الدين رياء (أي مظاهر خارجية)".
أمّا المؤرخ والكاتب السياسي عبدالعظيم رمضان فيقول: "انَّ الأخوان المسلمين ومنذ ايام جمال عبدالناصر  معروفين بمناوراتهم وخبثهم السياسي فمرة  كانوا مع جمال عبدالناصر ومرة مع محمد نجيب  ، وكانوا يحاولون ألأيقاع بين ألأثنين و ينتظرون  الفرصة للوصول الى الحكم والأنفراد به " .
 نعم ها هو اليوم الذي كان ألأخوان  ينتظرونه  ولن يهدروا الوقت والجهد وسوف يحاولون الأيقاع بين الأحزاب الأخرى بكل الطرق والوسائل القذرة . التنظيمات الأسلامية وخاصة الأخوان المسلمون قد غيّروا ولو في الظاهر تكتيتكهم السياسي السابق الذي كان مبنيا على التعصب والعنف وتكفير من لا يأيدهم واصبحوا يتّقنون لعبة السياسية التي تقول"الغاية تبرر الوسيلة" حتى بالتحالف مع ألأقباط المسيحيين وحتى مع الشيطان ألأكبر أمريكا، والذي تابع أحداث الثورات العربية  سيصل الى هذه الحقيقة  في أنّ الأحزاب الأسلامية  كانت تقف احيانا كثيرة مع الأنظمة الدكتاتورية  بل الغالبية كانت بوقا لهذه ألأنظمة وكانت  تمجّد الحاكم في منابر الجوامع والأعلام لا بل كانت حتى في بدايات ثورات الربيع العربي تقف امّا مع النظام او احيانا محايدة وعندما كانت ترى ميزان القوى لصالح الثوار كانت تقف معهم  أي بمعنى آخر ألأحزاب الأسلامية وعلى مر التاريخ كانت كالطفيليات التي تعيش على حساب الآخرين و تتملق احيانا للحاكم ولم نسمع على مر السنين وقوفها بجانب الشعب ضدّ الحكَّام ، بل احيانا كثيرة كانت تمثل الحاكم وتدافع عنه بل كانت بوق الحاكم ، فمعظم حكام العرب استعانوا بالأحزاب الأسلامية ودعموها ماديا ومعنويا بعد تحالفات وعهود بينهما لضرب الحركات العلمانية والنخبة المثقفة وكل الأحزاب الليبرالية ، وكان نتيجة ذلك تفكيك الأحزاب العلمانية واختفائها لا بل غياب هذه التنظيمات وهجرة الكثيرون من مؤسسيها الى خارج اوطانهم هربا من بطش الحكام  وتكفير ألأحزاب الأسلامية لهم .
هناك عوامل وأسباب كثيرة أدّت الى صعود نجم الأحزاب الأسلامية وسيطرتها  على ساحات الثورات الشبابية يمكن تلخيص أهمَها بالنقاط التالية:
1- أعتمادهذه ألأحزاب على الدعم المالي والفكري من قبل دول الخليج العربي وخاص السعودية لنشر الفكر الوهابي في العالم العربي ، وتمَّ كلِّ  هذا بمباركة أمريكية لصد المد الشيوعي على الدول العربية والأسلامية منذ بداية السبعينات لغاية تفكك الأتحاد السوفيتي ، وهذا ما تجلّّى في أفغانستان عندما حاول الأتحاد السوفيتي تحويل افغانستان الى الشيوعية فكان لا بد لأمريكا أن تدعم الأحزاب الأسلامية للحد من تأثير الأحزاب والفكر الشيوعي في هذه المجتمعات.
2- بعد فشل الأحزاب القومية والأشتراكية العربية ، وبعد انقلابات دموية حتى بين تلك الأحزاب للوصول الى السلطة  الشمولية  بدأت الأحزاب الأسلامية بالظهور في الساحة العربية من جديد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ، ولكنها قدمت هي ايضا صورة سيئة  وبشعة للعالم العربي بما قامت به من الأرهاب والمجازر الوحشية وخاصة في مصر والجزائر فقدمت بذلك خدمة للأنظمة الدكتاتورية لقمعها وتشتيتها وزج قياداتها في غياهب السجون أو النفي  .
3- حين ظهر أنّ الأنظمة الحاكمة في الدول العربية أصبحت انظمة شمولية واكثر من ذلك أصبح الحاكم يورث ابنائه الحُكم  وكل هذا يتم باسم الديمقراطية والحرية والضحك على شعوبهم  ، أنقطعت العلاقة بين الشعب والحاكم ، بسبب طغيان الحكّام ، وتم تشييّد سورا عاليا بين  هؤلاء الحكام  وبين شعوبها  فعانت الشعوب العربية ويلات هؤلاء الحكام الدكتاتوريين لعشرات السنين . أستغلّت  الأحزاب الأسلامية هذه الظروف ولجأت الى أقوى سلاح لنشر فكرها الديني وهوالغسيل الفكري للأنسان العربي وهو في حالة ألأحباط واليأس والهزيمة   نتيجة الظلم وأستبداد الحكام فلجأت ألأحزاب الأسلامية الى عامل الدين (كما هي عادتها) لتستغل الشعوب العربية  خير استغلال . من الجانب الآخر  وجدت الشعوب العربية  أنَّ خير ملجأ يلجؤون اليه هو الدين للهروب من هذا الواقع المرير بدل الثورة على هذا الواقع ، فارتدوا الى الدين  ، وان ّ هذا الأرتداد  لم يكن مبنيا على القناعة الأيمانية بل نتيجة القهر والحرمان والأحباط  حالهم حال المدمنين على المخدرات ، وهنا ينطبق عليهم قول ماركس "الدين افيون الشعوب" .
وألأمثلة عندنا ، عن كيفية تحوّل ألأنظمة الأسلامية والعربية من العلمانية  الى أنظمة دينية  نتيجة (ما ذكرناه من الأسباب ) مثال على ذلك ايران ، بعد سقوط  الشاه  وسيطرة الأحزاب ألأسلامية الشيعية الثيوقراطية ، والعراق ، بعد سقوط صدام حسين وسيطرة حزب الدعوة وغيرها من ألأحزاب الأسلامية ، وتركيا ، ما بعد  اتاتورك ومن جائوا بعده ، حيث فاز حزب العدالة والتنمية ألأسلأمي  . وها هي تونس وبعد سقوط زين العابدين بن علي ، يفوز حزب النهضة (ألأخوان المسلمون ) في الأنتخابات وسوف نشهد صعود ألأحزاب ألأسلامية لأستلام السلطة  في كل من مصر وليبيا وسوريا  واليمن  ....  وووالخ . ولا ننسى انّ أمريكا هي التي اطاحت بنظام الشاه الأيراني حيث أتت بخميني ( الذي كان حينها في باريس!!!) والذي أقام الجمهورية الأسلامية في ايران وهكذا شجعت أمريكا تركيا بكبح جماح العسكر والأتيان بحزب العدالة والتنمية ألأسلامي  الذي يقود تركيا اليوم ، وكذلك بعد أسقاط صدام حسين  أتت امريكا بالأحزاب الأسلامية  على رأس  السلطة.
4-في  أيّام ثورات الربيع العربي ضخّت السعودية وغيرها من دول الخليج مليارات الدولارات لكسب المواطنين وخاصة الفقراء والمعدومين وشراء ذممهم (كما حصل في مصر ايّام  ثورة 25 مايو) والدعاية الداخلية للأحزاب الأسلامية من على منابر الجوامع والأعلام المسيّس وخاصة القنواة الفضائية الممولة لهذه الجهات  حتى رأينا رفع العلم السعودي في شوارع القاهرة ايّام الثورة .
5-انتشار الجهل والأمية في البلاد العربية وهذا ساعد الأحزاب  الأسلامية  لكسب الطبقة الفقيرة والأميّة  بسهولة بالترهيب حينا وبالترغيب حينا اخر، أضافة للمساعدات المالية وشراء ذمم هذه الطبقة (وهي تشكّل نسبة عالية من الشعب العربي حيث نسبة الأميّة في الوطن العربي حوالي  40-50% من نسبة السكان) . مما سيعزِّز فوز الأحزاب الأسلامية لأعتمادها على أسواط هذه الفئة من الشعب.
6- لايمكن لأيّ حزب علماني ينادي بالديمقراطية والحرية ( ومنها في سبيل المثال حرية العقيدة وحرية المرأة وحقوق الأنسان ) أن ينجح في ألأنتخابات بنسبة تأهله لقيادة هذه الشعوب طالما هناك كما قلنا نسبة عالية من الشعب الذي لم يذق طعم الحرية ولا يعرف معنى الديمقراطية ، فالبيئة الحالية للمجتمعات  العربية ليست  مؤهَّلة لقيادة الأحزاب العلمانية والنخب المثقفة لتطبيق مبادئها في هذه المجتمعات المتخلفة ثقافيا وعلميا وسياسيا واجتماعيا  وحضاريا. انَّ ما نقوله مستند الى الواقع فها هم قادة الشباب التونسيين وعلى رأسهم الأحزاب العلمانية يتفاجئون بفوز حزب النهضة الأسلامي ليحصد لوحده حوالي نصف نسبة الأصوات في الأنتخابات التي حدثت قبل أيّام في تونس. وهكذا كل الدلائل تشير في ليبيا بأن الأحزاب الأسلامية هي القادمة لتستلم القيادة في ليبيا  بعد ان تفوز في الأنتخابات المقبلة والدليل  هناك مزايدات بين القادة الموقتين بالمنادات بدستور يخضع للشريعة الأسلامية وكذلك في مصر حيث الأخوان وبقية الأحزاب الأسلامية متمسكين بأنّ وضع الدستور سيتم بعد الأنتخابات ،  لثقتهم بنجاحهم في الأنتخابات القادمة ، ليضعوا الدستور المستمد من الشريعة الأسلامية على أساس الفوز بالأغلبية ، وليس على اساس توافقي لكل فئات الشعب.
السؤال الذي يتبادر الى ذهن القاريء هو لماذا تساعد السعودية ودول الخليج العربي الأحزاب الأسلامية في الوطن العربي وخاصة حزب الأخوان المسلمون؟
الأجابة بكل بساطة هو انّ  الأخوان المسلمون هم من خلفية وهابية وهناك اتفاق قديم بين حكام السعودية مع الوهابيين على موالات الأحزاب الأسلامية لآل سعود بالمقابل آل سعود يدافعون ويتمسكون بالفكر الوهابي ، ولا ننسى من ناحية ثانية انّ السعودية  لها طموح في خلافة أسلامية على جميع الدول العربية والأسلامية وتكون السعودية هي ألأرض المقدسة لهذه الدول  ويطمح آل سعود ليصبحوا خلفاء على المسلمين . والأهم من كل ذلك هو أنَّ الأحزاب ألأسلامية هي ضد الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان فلم يكونوا يوما من الآيام ديمقراطيين لأنَّ مبادئهم تتقاطع مع الحرية والديمقراطية ، فالمبادئ الأنسانية هي  العدو اللدود للمملكة العربية السعودية ، بينما ألأحزاب الليبرالية العلمانية التي تنادي بالأنفتاح على العالم الحر وشعارها الحرية والديمقراطية وتطبيق حقوق الأنسان  وهذا الفكر تخاف منه المملكة لأنّه قد يطيح بعرش آل سعود  اذا استلمت الأحزاب الليبرالية العلمانية انظمة الحكم في الدول العربية بعد الربيع العربي .
السؤال الأهم وهو ما هو مصلحة أمريكا بمجيء الأحزاب الأسلامية واستلامها الحكم في الدول العربية؟
في الحقيقة  الأجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف أنَّ السياسة الأمريكية مبنية على المصالح وهي تبني سياستها الأستراتيجية على ضوئها ، وهي عندما رأت أن ألأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي أصبحت عبئا على كاهلها نتيجة جشع وطمع هذه الأنظمة وتمردها على أمريكا ، رأت ألأخيرة (كمافعلت مع شاه ايران وصدام حسين) أن تأتي بالأحزاب الأسلامية خدمة لمصالحها وليس خدمة للشعوب العربية ، فأمريكا تفاوضت مع الأحزاب ألأسلامية وخاصة حزب الأخوان المسلمين حتى قبل الربيع العربي وهي كما تقول كلنتون وزيرة الخاريجة ألأمريكية " أن لا مانع من وصول التيار الأسلامي طالما الشعب العربي يختارها في الأنتخابات !!!." ولكن في الحقيقة هي تفضّل ألأحزاب الأسلامية على الأحزاب العلمانية ، لأنَّ الأحزاب العلمانية تؤمن باصلاحات شاملة في بلدانها بدءا بالدستور ليكون دستورا مبني على حقوق الأنسان والحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة ، بينما الأحزاب الأسلامية لا تؤمن بالحرية والديمقراطية والمساوات بين ابناء الوطن الواحد وهذا يُسهّل على أمريكا لخلق دكتاتوريات من نوع اخر، حيثُ تكرِّس الطائفية  وتخلق صراعات دينية في المنطقة للحد من زحف المد الشيعي الأيراني وأدخال المنطقة في دوّامة من الصراعات الفكرية بين الأصلاحيين والأسلاميين (كما يحدث الآن في ايران والعراق) لهدف اضعاف هذه الدول ، وسهولة التدخل في شؤونها الداخلية. كما انّ امريكا بهذه الخطة( خطة الشرق ألأوسط الجديد) سيتسنى لها  وجود دائم في المنطقة بحجة حمايتها من النفوذ ألأيراني المتزايد والحد منه  كما يحدث ألآن في الخليج العربي. ومن المعلوم ان من يأتي بهذه الأحزاب (الأسلامية )عنده ورقة الضغط عليها في حالة  خروجها عن دورها المرسوم سابقا ،  كما حدث للأنظمة الدكتاتورية عندما حاولت التمرد على أمريكا (نتيجة هشاشة القانون لهذه الدول) ، الأمثلة على ما نقول هي كُلِّ من ، نظام البعث في العراق وسورية وكذلك نظام حسني مبارك ونظام معمر القذافي .....الخ)
الخلاصة
انّ الثورات الشبابية العربية نجحت وفشلت في آن واحد
فهي نجحت في الأطاحة بالأنظمة الدكتاتورية وفشلت (الى الآن على ألأقل) في الوصول الى أهدافها بسبب وصول الأحزاب الأسلامية التي ستبقى كابوسا على صدور شعوبها كما حدث في ايران ، فقد أطيح بنظام الشاه الدكتاتوري ولكن الثورة الأسلامية أتت بما هو أبشع من نظام الشاه بما لايقاس حيث ولاية الفقيه الذي يستمد سلطته من الله ولا يستطيع الشعب التخلص من هذا النظام المرعب بالرغم من محاولات الأصلاحيين دون جدوى ، حيث أستطاع هذا النظام أن يحكم  الشعب الأيراني بالحديد والنار منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وهكذا هو أيضا النموذج العراقي بعد سقوط صدام حسين ، حيث كلنا يعرف كيف حاربت الأحزاب الأسلامية بعضها البعض ، وهل سننسى الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة ولا زال العراق يعيش على فوهة بركان الحروب الطائفية ، والتي اشعلتها هذه الأحزاب بمساندة سعودية (للسنة) وأيرانية(للشيعة) وبمباركة أمريكية (لهذه الفوضى الخلاّقة) ؟ . هكذا قد تتحوّل ثورات الربيع العربي الى شتاء قاسي قد يطول عشرات السنين ،  وهكذا قد تتحوّل  أحوال الشعوب والمجتمعات العربية الى الأسوء  ان هي قبلت حكم الأحزاب الأسلامية ، وستكون هذه الأحزاب مثل النار في الهشيم تحرق وتدمر وتعيث فسادا في الأرض ،  وستعيش الشعوب العربية  حالة من الرعب والخوف والتخلف في كافة ميادين الحياة ،  وستكون الكارثة لهذه الشعوب لامحالة . فهل يتعلم الشعب العربي دروسا وعبر من التاريخ؟ سؤال نطرحه للشعب العربي عسى ولعلَّ أن يفيقَ من نومه العميق  وينتفض على واقعه المرير ويختار لنفسه الحياة بدل الموت والحرية والكرامة بدل الذل والخنوع لأي قوة مهما كانت جبروتها طالما أنكسرَ حاجز الخوف لدى هذه الشعوب .