المحرر موضوع: قضيتنا والقضية الوطنية ( سعيد شامايا )  (زيارة 1862 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المنبرالديمقراطي الكلداني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
قضيتنا والقضية الوطنية

دأب العاملون في مجالنا القومي الكلداني السرياني الاشوري ان يربطوا قضيتهم القومية بالقضية الوطنية , وكانت مساعيهم دوما تصب في المسعى الوطني مؤمنين ان مكاسبهم تكون ايسر تحقيقا في الظروف الوطنية الجيدة  , حتى الظروف الصعبة يجب ان لا تقعدهم عن المسعى الى المطالبة بحقوقهم.
اليوم باتت الاوضاع في بلادنا سيئة وصعبة مما يقلق مكوننا الساعي لمعالجة اوضاعه والمطالبة بحقوقه , فبلادنا اليوم تعاني من ازمات تتوالى وتتراكم دون اية محاولة لمعالجتها لان القوى السياسية في السلطة صاحبة النفوذ منشغلة بترسيخ مواقعها وصيانة مكاسبها , الامر الذي خلق اجواء من الصراع الذي الهاها عن مصلحة الشعب ومعاناته , وتصم اذانها عن الاصغاء الى الاصوات المخلصة التي همشت و التي يدفعها حرصها على سلامة الوطن وهي تعرض الحلول التي تعالج الازمة بحوارات سياسية مجردة عن الذاتية تشخص العلل وتضع الحول التي يتعهد الجميع بتنفيذها.
 هنا يتساءل الكثيرون من ابناء شعبنا عن جدوى مساعينا الرامية الى تحسين اوضاعنا ونيل حقوقنا في هذه الظروف , مما تسبب في خلق  اجواء من الياس والخمود والايمان بالواقع وكانه قدر تتقبله  جماهيرنا خصوصا لدى البسطاء منهم , بينما المطلوب ان تبقى  القضية الوطنية شاغلنا و نكون نحن صوتا منها محذرا مع الاصوات السياسية الحرة , ومع قضيتنا القومية وان كانت بعيدة اوقريبة عن المنال , فالمطالبة بالحقوق ليست مسألة  موسمية تنتظر الفرص الملائمة وانما قضية انسانية ووطنية يجب عدم اغفالها مهما كانت الظروف , والمطالبة في هذه الفترة مفيدة ومسايرة للمصلحة الوطنية مادامت تشارك في تنبيه الجهات المسولة الى اهمالها وتقصيرها .
هناك محاولات لبعض المحافظات ونتيجة عدم التوافق السياسي وفقدان الثقة بالاخرتسعى الى الابتعاد اوالانزواء اوالاستقلال اداريا بتطوير المحافضة الى اقليم , بالرغم ان هذا المطلب مشروع يقره الدستور الا ان الظروف الانية قد لا تخدم قيام مثل هذه الاقاليم بما عرف عن هذه المحافظات كمراكزملتهبة بالارهاب واماكن يلجأ اليها بقايا النظام السابق الذين لم يتآلفوا والتغيير, لذلك تلقى هذه الطلبات الرفض من قبل جهات سياسية مسؤولة , وهذه الاشكالية يحاول البعض زحفها الى مطلب الاصلاحات المطلوبة واستحداث المحافظة التي تطلبها المكونات التي تضمنا واياها في سهل نينوى , بينما لا وجه للشبه بين قضايا تلك المحافظات وبين ما يرمي اليه شعبنا والساعين معه , فهذه المنطقة(سهل نينوى بمكوناته القومية ) ما كانت يوما مصدر قلق اومشاكل امنية انما كانت دوما مظلومة ومضطهدة ومغبونة في حقوقها الادارية والخدمية , مهملة منذ عقود ولم تتطور كما في الاماكن الاخرى في الوطن , فعلام يتخذ اخوة منا اصحاب هذا احق من مسألة المحافظات الاخرى لتزج قضيتنا بها و تجعلها قضية مستحيلة او تثير اليأس في نفوسنا؟
ان التوجس من مستقبل تلك التحولات في تلك المحافظات بظروفها الملموسة وامكانياتها القائمة ,لاتشابه مطلب مكوناتنا في سهل نينوى ,عليه يجب ان لا تكون قضيتنا ضحية قضايا الاخرين وضحية المتنافسين سياسيا على السلطة والمصالح الخاصة  .
كما يجب ان يرفض الساعون من اجل قضيتنا قي سهل نينوى اية مبررات يطرحها البعض بمفهوم ان الوقت غير ملائم والظروف السياسية في الوطن مرتبكة , كأنهم يهمسون ان نركن ونؤجل مطالبنا الى ان تستقر الاوضاع وتصلح كل المشاكل  متناسين ان اوضاعنا ظلت مهملة في كل الظروف التي مرت بالوطن , لا , والاهم ان حاملي المسؤولية في السلطة اليوم بحاجة الى ارضاء الناس المسالمين الامناء ليكونوا انصارا لقضايا وطنية نزيهة واستقرار تحتاجه القوى السياسية صاحبة القرار , ومطلبنا لا يشبه مطالب الاخرين لانه اداري اصلاحي اكثر مما هو منغمر بالصراعات  السياسيية .
تطرح بعض الاراء التي تحاول الارباك في طلب استحداث المحافظة بتحويل الانظار الى جهات واتجاهات اخرى كأن تختبر اخلاص الساعين والجادين من اجل حقوقنا بأنهم يهملون شعبنا في كوردستان ولا يطالبون باستحداث المحافظة هناك , وهذا حق وضعه سياسيونا في منهاجهم ولم يهملوه وهو قيد الدرس والمتابعة , مع العلم ان المبادرة جاءت من الاقليم بادراج حق شعبنا في الحكم الذاتي في دستوره, وقرانا مصانة هناك يعيشها ابناؤنا بامان وكذلك من يعود الى الوطن فداره مؤمنة , فالمصائب قائمة في سهل نينوى ونحن نلمس محاولات التشويه الديموغرافي هنا , لذا تصب المساعي الجادة في معالجة اوضاع شعبنا في سهل نينوى ويعطى اهمية خاصة.
وهناك من يتساءل مذكرا قوانا السياسية ان من يشاركوننا في المحافظة (الايزديين والشبك) غائبين عن المشاركة في النشاطات القائمة(وهذا رأي صائب)وقوانا تطمئن السائل بان العلاقات قائمة والمحاولات جارية للمشاركات الفعلية في تلك النشاطات وسنقرأ في الايام القادمة عن نشاطات مشتركة, والتجاوب من قبل اخوتنا حاصل لايعكره قول او تصريح ما دام تقبل اللقاء والحوار قائم .
وارتباطا بما تقدم , على اصحاب المصلحة  في طلبات الاصلاح والرعاية لمنطقتنا منها استحداث المحافظة الخاصة بها  ولمن يقطنها , ان يكون لهم الوعي  والالمام بواقعهم وما يستحقونه في وطننا كمكونات اصيلة ما فرطت يوما بوطنيتها ولا بما يتطلبه الوطن من واجبات , بينما كانت دوما مغبونة في مستحقاتها الوطنية وانها تستحق الحقوق المطروحة وهي ليست مغتصبة ولا مؤثرة على حقوق الاخرين او متناقضة مع المصلحة الوطنية , وان وحدة الرأي والمسعى المشترك بين هذه المكونات القومية  يعطيهم القوة ليلمسها اصحاب المسؤولية ووتلمسها القوى السياسية الديمقراطية النزيهة في الوطن لتكون عوناوصوتا يساندها وان لا تؤثر سلبا الكتابات او الدعايات المتشككة بل نجعل منها موضوعا لتوضيح مكمن الغموض والشك.
كما ان استحصال هذه الحقوق سيعطي للمنطقة بشعبها المسالم موقع استقرار وتآلف يربط شمالها الكوردستاني بجنوبها العربي , ويكون جسر امان والفة وفرص وطنية للعمل والانتاج بازدهار المنطقة واستثمار قدرات وقابليات اهلها وما فيها من موارد لم تستغل بسبب الاهمال الدائم .
فالى العمل متعاونين متآلفين فكرا وبشراكة موثوقة في الجهود المبذولة والاعلام المطلوب في داخل وطننا وفي خارجه .

                                                                                سعيد شامايا
                                                                              10/11/2011