ماذا جرى للعرب
غالي غزاله - سدني
من خواطر نزار قباني .......
انا اراقب حال العرب
وهم يرعدون – ولا يمطرون........
وهم يدخلون الحروب – ولا يخرجون
وهم يعلكون جلود البلاغه علكا
ولا يهضمون..........
واليوم بعد ان دارت السنون دورتها نرى الدنيا وقد تغيرت شكلا وموضوعا ولم تعد احوال الناس كما كانت امس فاختفت الصداقه المنزّهة عن الغرض واعتل الودّ وساءت المعاملة بين الناس . ولم يعد للحياة مذاقها الماضي بعد ان انقلب كل شىْ راسا على عقب وان كان ما يجري على ألسنة الناس بقي على ما كان عليه من الفاظ وعبارات غير انها فقدت صدقها وصارت خداعا في خداع .قد نتكلم اليوم حقا بلغة الماضي القريب ولكن بعد ان تجردت اللغه من صدقها . فما من شك في ان لغة الامس كانت تتفق وما كنا نحس ونشعر . وكانت صادقه في التعبير عن هذه الاحاسيس وتلك المشاعر . واذا الفساد يعم والرشوه تستشري وزاد الطين بلّه ان رأينا الانتهازيه تتفشى والاضطراب في توزيع الدخول بعد ظهور الانتهازيين على سطح الحياة . واذا هم يجمعون ثروت ضخمه فروا بها هاربين – وهكذا اضطرب مسار الحياة سياسيا واقصاديا وادبيا واجتماعيا وسلوكيا وخلقيا,
يا ترى من نكلم اليوم ...........؟
اولا – الاخوه لا خير فيهم والاصدقاء لا يركن اليهم
ثانيا – القلوب تضمر الخيانه والجار يعتدي على الجار
ثالثا - غاب بين الناس من معروف
رابعا- لقد غدا الاشرار باثامهم مهابين مرموقين
خامسا –لقد اصبح الخائن يسمى امينا والامين يسمى خائنا
سادسا- فليس ثمة رجل عدل – وليس على الارض ثمة مكان الا لظالم جائر
