المحرر موضوع: ألحماية الدولية لمسيحيي العراق ... واجب انساني  (زيارة 1523 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Farouk Gewarges

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 610
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألحماية الدولية لمسيحيي العراق ... واجب انساني
بقلم : فاروق كوركيس



يدور الحديث بين أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني في العراق وفي المهجر حول مسألة الحماية الدولية للمسيحيين في العراق بعد أنسحاب القوات الامريكية في غضون الاسابيع القليلة القادمة  ....، الهاجس الاكبر الذي يقض مضاجع بعض كتابنا ومفكرينا يكمن في عامل الانتقام الذي قد تلجأ اليه القوى الاسلامية المتطرفة  ... وهي نفس القوى التي تطاردنا ... في حال تدخل المجتمع الدولي لحمايتنا منهم ، حيث يغيب عن بال الكثير في حالات كهذه ، أن مسألة حماية حقوق الأقليات والافراد المغلوبة على أمرها باتت دولية ومن صلب مهام منظمات الامم المتحدة والعالم المتمدن . عند تقاعس او رفض قوى الامن في أي دولة في حماية أي فئة أو شريحة في مجتمعها ، يكون لمنظمات حقوق الانسان الدولية الحق في التدخل وفرض مساعدتها لهذه الفئة او تلك لتخطي الضروف الصعبة التي تمر بها ، وهذا ما نراه على شاشات التلفاز كل يوم .

على سبيل المثال عندما تعرّض مسلمو البوسنة والهرسنك في البلاد الاوربية الى حرب أبادة من قبل الصرب في الفترة بين عامي 1992 -1995 ، بعث الاتحاد الاوربي بجيوشه لمساعدتهم وكذلك الجيش الامريكي في حقبة الرئيس كلينتون تعبيرا عن التزامهم الاخلاقي لمساعدة المسلمون في تخطي أزمتهم ، وهذا ما حصل، حيث ينعم مسلمو البوسنة والهرسنك الأن بالامان والاستقرار في دولتهم مع جيرانهم من غير المسلمين .

حصل شئ مماثل مع أخواننا الكرد في العراق ، حاول صدام الفتك بهم بعد أسابيع من غزوه للكويت عام 1991 ، فما كان على المجتمع الدولي غير بسط الحماية لهم وأعلان مناطقهم فوق خط العرض 36 آمنة . الآن ينعم أخواننا الكرد باقليمهم وهو الان من أكثر مناطق عراقنا الحبيب استقرارا ورفاهية .

مسؤولية حماية مسيحيي العراق وأقلياته الاخرى من أيزيديين وشبك وصابئة وفيليين وغيرهم من صلب وواجب الدولة العراقية والمجتمع العراقي ، لكن من الواضح أن الدولة والمجتمع هنا غير قادران على ذلك في الوقت الحاضر ..... ماذا ننتظر ؟

من واجب القوى الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية أحزابا وأفرادا ، مساعدة أخوانهم مسيحيي العراق في تخطي واقعهم المزري والقضاء على القوى الارهابية التي تطالهم وتروم أخلاء البلاد منهم ، وعدم التشكيك في نوايا تدخل المجتمع الدولي الذي يروم مد يد العون والمساعدة لهذه الشريحة العراقية الاصيلة كما حصل في البوسنة والهرسنك وكذلك الاكراد ،بحجة الوطنية وتدخل الاجنبي في شوؤن البلاد ، لقد عانينا الامرين في الحقب الماضية وكذلك فترة دخول قوات التحالف الاجنبي وتحرير البلاد في نبسان عام 2003 ولحد الان .