المحرر موضوع: جلباب العراق ، أكبر من أن يلبسه المالكي !  (زيارة 1095 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Thamir Qillo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جلباب العراق ، أكبر من أن يلبسه المالكي!
ثامر قلو

مثلت التصريحات والمواقف المعلنة للسيد نوري المالكي رئيس الوزاراء العراقي من مجمل الاحداث في الازمة العراقية مصدر ارتياح كبير لدى فئات واسعة من الجماهير العراقية المتشوقة للتغيير عندما تسلم مقاليد الامور في العراق، فقد أحتوى خطابه السياسي على نبرة وطنية، هدفه لملمة جراح العراقيين ، وبعث الاستقرار في ربوع الوطن، كما برز للعيان في حينه ، بعد أن بلغت مآسي العراقيين في عهد سلفه الدكتور ابراهيم الجعفري  أوجها.
لم اشك يوما أن الرجل يتطلع لتحقيق وتنفيذ ما يعلنه، كما لم يشك في الامر كثيرون، فقد دخل المالكي الحلبة السياسية حامي الوطيس، واطلق من التصاريح والوعود ما فاق وعود الجعفري التي كان يطلقها، تلك التي امست محل تندر من المواطنين العراقيين في كل مكان .
ثلاثة أشهر مرت على استلام المالكي المهام العراقية المأزومة ، ولم يشع في أفق العراق بوادر خير مشجعة ، فالطاس هو الطاس الذي بلغه الجعفري  أيام حكمه، والحمام هو ذلك الحمام عينه ان لم يفوقه ضراوة ومرارة .
الاشهر الثلاثة التي حكم بها العراق، أظهر ت بجلاء أن المالكي ليس سوى نسخة اخرى من الجعفري، لا يختلف عنه بشي فكلاهما نتاج مدرسة حزبية واحدة تثبت الايام عجزها عن مواكبة روح العصر ومقتضياته ، مع أن فشلهما المبين في ادارة أمور المواطنين وحلحلة معضلات العراقيين لا يعود كله لدوافع ايديولوجية يعتنقانها، فأزمة العراق ان لم تكن أزمات، صارت تستفحل يوما بعد يوم، وهؤلاء السادة لا يكترثون للامر، والا ما جدوى بقاء السيد المالكي رئيسا للحكومة طالما انه لا يقوى على التقدم ولا خطوة واحدة في في كل المهمات التى وكلها له العراقيون عبر مؤسساتهم المنتخبة، معترفين في هذا الحين بهذه المؤسسات رغم انها لا تجلب للعراقيين غير الخيبة والخذلان !
ما الذي قدمه المالكي للجماهير العراقية في شأن توفير الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء وغيرها كثير ، وما الذي قدمه المالكي للعراقيين في شأن توفير الامن والحد من مظاهر العنف والقتل العشوائي والتعدي على حقوق المواطنين من قبل مئات من العصابات الاجرامية التي يعرف المالكي قبل غيره دوافعها ، ويعرف القوى والاحزاب التي تقف خلفها ؟
عندما قدم المالكي لحكم العراق، أعلن أن السعي لنزع  سلاح المليشيات التي تعيث فسادا وتعديا في كل مرافق البلاد  كما يعلم هو ضمنا ويعلم العراقيون وينشرونها على الملئ علنا ستكون من مهامه المقدسة، وليس ثمة ضرورة للمرور على بقية الوعود الزائفة التي اطلقها ويطلقها المالكي لايهام العراقيين جهلا أو عمدا ، طالما يخونه قدره ، أو يخونه عجزه عن تحقيقها .
وكما فعل الاخرون قبله ، طار المالكي مستنجدا بالسيستاني ، فهو أمر اعتاد مسؤولوا الدولة على القيام به كلما غطس حمارهم في الوحل ، وكأنما للسيستاني  عصا موسى السحرية ، فكيف لا يعلمون أن فوضى العراق تصنع كل يوم سيستانيا جديد ، فما بالكم بالحسني واليعقوبي والصدر ، وعشرات غيرهم يتولدون كلما تستفحل الاوضاع ، فما الذي يستطيع السيستاني فعله ، أمام بروز العشرات من القوى   والعصابات الكبيرة المتنفذة التي يؤمها عشرات الالوف من المرتزقة ، والمدعومة  سرا أو جهرا من قبل قوى متنفذة في الحكومة .
ان كان السيستاني وفيا للعراق ، والامر ليس محل شك ، فان الدعوة لنزع السلاح من العصابات والمليشيات ، كان الاجدر ان تكون مهمته الاولى ، ولا يكفي اطلاق التصاريح الباهتة حول الامر وانما التشديد عليها ومتابعة تنفيذها .
على أية حال ، لا يقر المنطق في عصر الديمقراطية الذي ينشده العراقيون استجداء الرؤساء بركات رجال الدين وعطفهم للبقاء في مناصبهم أو طلب رحمتهم للمساندة في تغيير الاوضاع ، لان النتيجة هي فقدهم لروح القوة ، والقدوة ، التي يتطلبها الرجل الاول في العراق ، وتعني أيضا الاستهانة بالروح العصرية للدولة ، فالشعب العراقي لا يسعده  الرئيس الذي يمثله أن يقبل أيادي رجال الدين ويتمسح بها كما يفعل نجاد ايران ، فهل فعلها المالكي ؟! 

 ثامر قلو [/b] [/size] [/font]