المحرر موضوع: الـــديــــمُـــقـــرا تــــوريــــــة  (زيارة 1054 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ثامر صباغ

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 15
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


 

الـــــــديـــمُــــقــراتــــــوريــــــــة
ثــامــر صــبّــاغ
 

 يُعـتَـبَر يوم  ( 22  نوفمبر ) ذكرى تسلّم (إنجيلا ميركل) المستشارية كأول مستشارة لألمانيا ، بعدَ أن قرر(غيرهارد شرورد ) وبطريقة مفاجئة تعجيل اجراء انتخابات نيابية قبل موعدها الرسمي بعام، علل شرودر خطوته هذه بأنه يريد أن يتأكد من ثقة الشعب الألماني فيه وفي سياسته الإصلاحية وإلا فأنه لا يستحق هذا المنصب.وفعلا وبالرغم من تقارب النتائج بين حزبه والحزب المعارض في حينها فأنه وجدَ نفسه وبعدَ قول الشعب كلمته، بأنه ليس الشخص الصحيح على الأقل في وقتها للأستمرار في منصبِهِ فأعلن إعتزاله الحياة السياسية والتفرغ لعمله كـمُحامي من جديد .
قبل أيامٍ معدودة فاجئنا أيضاً رئيس الوزراء اليوناني( باباندريو ) بتقديم إستقالته فاسحاً المجال لِــمَــن يُعـتَقـد بأنه قد يُنقذ المركب المُهدد بالغرق ليحملهُ إلى شاطئ الأمان ، ثم سمعنا بخبر رئيس الوزراء الإيطالي ( بارلوسكوني ) الذي تعرض كثيراً للأنتقادات اللاذعة في الفترة الأخيرة الأمر الذي جعلهُ وبعد التصويت على إعادة الثقة بالتـنحّي عن منصبهِ ، والنتيجة هي أيضاً إنقاذاً لما قدمهُ لهذا البلد وإنقاذاً لبلده لما يمر بهِ من أزمة إقتصادية .

لربما تكون هذه الامثلة لشخصيات يُعَــبّـرون حقيقة عن المعنى الحقيقي للديمقراطية بمفهومها الجوهري وليس الظاهري ،بالنسبة لنا كشعب لم يُـخطأ من أسماه بشعب العالم الثالث ليست بذات قيمةٍ أو أهمية وليس لها أي مدلول أو تأثيرعلينا ، بالرغم من اننا والحديث لايَشمل الجميع طبعاً نعيش في دول الغرب نسمع عنها ونلمسها ونتعايشها بين فترة وأخرى ، إلا أننا وللحقيقة أقولها نعيش في هذه الدول بأجسادنا فقط تاركين عقولنا مُجمّـدة الى حد اليوم الذي غادرنا فيه البلاد على أمل العودة إلى تلك الديار مُتناسين أننا يوم تُسنح لنا فرصة العودة فأننا وكما هو حالنا الذي نعيش فيه في هذه الدول غير منسجمين مع الوضع الذي نعيشه فأننا وللأسف لن ننسجم مع الوضع الذي سنراه في بلداننا ، لأن التقدم وبالذات التقدم الفكري وإن كان بطيئاً فأنه حصل وسيحصل ويستمر حتى على تلك ألارض التي غادرناها منذ سنين والكل يسير ومع عجلة الزمن وما يدور من حوله من فكر حديث وأخص بالذكر هنا وكنقطة اساسية فِكر الحركة الديمقراطية ، هذا المُصطلح الذي لن يفهمه أو يدركه وإن أدركه من تربى ونشأ في بلد لايعرف غير الديكتاتورية فأنه سيغض النظر عنهُ حتى وهو يعيش في الدول التي تعرف المعنى الحقيقي لهذا المُصطلح ، لا ولن يكتفي بغض النظر عنه فحسب فأنه وإن سنحت الفرصة له وأستلم مهام أمرٍ معين لإدارتهِ فأنهُ وبدلاً من أن يظهر الصور الحقيقية لأبناء مجتمعه والمعنى الحقيقي للديمقراطية فأنه سيظهر لهم صورة الديكتاتورية التي لطالما آلمتهم لتبقى ألماً يحملونه مابقى من العُمر وإلا ماذا نُسمّي ألأمر مــثــلاً أن نكون كفئة من هذا المجتع مدعوين إلى إجتماع الغرض منه تلبية طلب الحاضرين للأستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم سيما في ما يخص ألإدارة ومسألة إعادة الثقة فيها ، وبعد طروحات مِن قِبَل الحاضرين رُفِضَت أصلاً مُقدماً مِن قِبل ألإدارة لم يصل الحاضرين إلى غرضهم الذي حَضروا لأجلِهِ وبتدبير مِن قِبَل ألإدارة وبوعد على أن تُستكمَل المُباحثات بعدَ إستراحة قصيرة أعطت ألإدارة الموقرة ظهرها للحاضرين لينتهي ألامر ومن دون العودة مابعد ألإستراحة لتكمِلة ألاستماع إلى الرأي العام وبأحترام ومن دون تصغير ،ولتَبقى ألامور مُبهمة ، أما لماذا تمّ عقد ألاجتماع ولماذا جرت ألأحداث بهذه الطريقة السريعة والغير مُرضية للجميع بأستثناء السلطة العُليا للإدارة التي قد شعرت بالرضا والقناعة سيما وأنها تعاملت مع البعض بطريقة ( أحجي الي عندك أني أنطيك إذن الطرشا ) المُهم كلامك لايُقدم ولايأخــر وطبعاً هذهِ هي ديـمـقــراطيــتــنــا !!

قد يغض البعض كل النظر للكثير من أبناء الشعب الذين يتكلمون وبأعينهم ويغض السمع حتى عن الذين يتكلمون بألسنتهم بقولهم شُكراً لكَم لقد قّدمتُم ماقدمتموه لنا ولربما كانت إمكانياتكم إلى هذا الحد فنحن مضطرين للبحث عن سُبلٍ آخرى لتمشية أمورنا هذه أو تجمعاتنا الخدمية ، سمعنا منكم الكثير من الوعود الوهمية ، حسبناكم تعيشون الكلمة الواحدة ولكنكم تعيشون حالة الأزدواجية في الكثير من القرارات ومنها أنكم لَــكَـم مِن مرة إدعيتم بالديمقراطية ولا تبرهنون لنا غير ما عشناه من قَــبْــل وما أبغضها تلك الديكتاتورية .


إن ألإدارة الصحيحة هي الإدارة التي عند نجاحها في مهامها تُصرّح (بأن سبب نجاحها يعود إلى أبناء الجالية أو الشعب وأما سبب فشلِها فهو سوء أدارتها )، أما ألإدارة الغير صحيحة والفاشلة فأنها تصرح (أنّ سبب نجاحها هو الجهود التي قـدّمـهـا ألإداريين أنفسهم للوصول إلى هذا النجاح وفي حالة الفشل فأن الشعب هو السبب الرئيسي لهذا الفشل )، النوع ألاول من ألإدارة أي الصحيحة تبدأ في حالة فشلها بإيجاد الحلول وأهمها هو التنحي وفتح الطريق أمام البُدلاء الذين قد يُقدّمو أفكاراً وكفاءات شابة تفتقد لها ألإدارة الحالية ، وهذا ما لمسناه أو قرأناه في بداية المقالة عن الشخصيات التي ذُكِرَت وعليه نسأل متى سنتعلم منهم ؟ أما النوع الثاني فأنها تبقى حائلاً واقفاً أمام سبل ألإنقاذ ( لا ترحـــم ولا تخَـلّــــي رحمة الله تنزل ) لإنــقــاذ ماتبقى من أسم أو معنى لما تم تأسيسه وبناءه .


تبقى ألأسئلة مطروحة سادتي هل علينا أن نعيش الربيع العربي في كل مكان حتى ونحن في دول الغرب وبوجه كل من يقف حائلاً أمام تقدمنا وأمام صدقـنا وثقـتـنا بأنفسنا ؟ هل علينا أن نبقى مُستسلمين للأنظمة الديكتاتورية كبيرة كانت أم صغيرة أم نعلن الثورة لنُحقق لنا ولأجيالنا شيء أسمه الديمقراطية ؟ أم يكون من الأفضل لنا لو تركنا حلم تحقيق الديمقراطية للأجيال القادمة التي قد تنشأ وتتربى على ذلك ونبقى نحنُ نُـصارع لتحقيق على ألأقـــل الوسط مابين الديمقراطية والدكتاتورية ونعيش حالة الوسط هذه بعدَ أن نُطلِق عليها تسمية جديدة كأن تكون ( الديــــمُـــقـــراتــوريـــــــــــــــــــــــــــــة )؟


بِــقَــلَــمــي
ثــامــر صـــبّــاغ

thamersabbagh@yahoo.de