المحرر موضوع: ايها السيدات والسادة .......  (زيارة 1105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد شعيا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 95
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                               ايها السيدات والسادة .......
لقد ارتايت ان ابدأ مقالتي لهذا الاسبوع بهذه العبارة المألوفة والمتداولة كثيرا , وهي عبارة انما يراد بها جذب انتباه المستمعين او المشاهدين ان كانوا حاضرين لمؤتمر معين او من خلال استماعهم او مشاهدتهم احدى وسائل الاعلام المسموعة او المرئية, وهي تاتي في بداية الحديث دائما لتنبيه او تحذير او حتى توجيه عناية المستمعين لها.
ولأننا نسمع ما سمعناه ونشاهد ما نشاهده من احداث مؤسفة وحزينة في البلاد العربية بحجة ما يقال عنه ( الربيع العربي ) فاننا نقولها وبتركيز عال لطالما انتبه من انتبه واهتم من يهمه الامر هناك  وقبل فوات الاوان وانزلاق المنطقة كلها الى واقع لا يتمناه احد.
ايها السيدات والسادة  اننا نرى وبوضوح ان سيناريو الربيع العربي انما هو مهرجان للافلام تم صناعته في استوديوهات السينما العالمية بكل دقة وحرفية حيث فيه من القتل والتدمير والتخريب الشيء الكثير الذي لا يخدم ابناء البلد وان خدمهم (وفي ذلك شك كبير) فانه يخدمهم بعد تقديم العديد من التضحيات والخسائر التي لا يمكن تعويضها وخصوصا فيما يتعلق بالمجتمع والمواطن تماما مثلما حصل بالعراق, حيث ما زال اهله ومن تبقى في الوطن يعاني من مخلفات واثار ذلك التغيير الذي كان لابد منه ولكن ليس بطريقة القتل والتدمير والقضاء على انسانية  وروحية المواطن وتحويله الى الة حادة  توجه بدون تمييز مثلما حصل هناك.
ايها السيدات والسادة انه لا يخفى على احد بان سيناريو هذا المهرجان قد اعد منذ زمن بعيد وخصوصا عندما جيء بحكام بعيدين عن الوطنية ومبادئها وبدؤا كل حسب طريقته واسلوبه وخصائص شعبه ينفذون اجندة خارجية معدة لهم سلفا تتمثل بالقضاء على كل ما هو وطني وقومي وحولوا افكار ومباديء شعوبهم من الوطنية والقومية الى الانانية وحب الذات والجري وراء المصالح الشخصية والمادية بغض النظر عن طريقة او اسلوب تنفيذها وزرعوا بذور التفرقة والعنصرية بين شعوبهم فبعد ان كان يسمى ذلك عراقي والاخر سوري او مصري او يمني والى اخره  بدئنا نسمع ان ذلك عراقي سني او عراقي شيعي وذلك مصري قبطي او مصري مسلم والاخر سوري علوي او درزي او غيرها من المسميات التي كانت غير مألوفة او مقبولة من قبل فوضعت هذه المسميات الجديدة النواة الحقيقة للتفرقة والانقسام وهيات الارضية الخصبة والاجواء الملائمة لتنفيذ الفصل الثاني من ذلك السيناريو والمتمثل بما نشاهده الان والمسمى بالربيع العربي ذلك الربيع الذي اصبح كالطوفان يجر ويدمر كل ما يقف امامه دون تمييز بحجة انتفاضة الشعوب على حكامها لتغييرها بهذا الشكل الغالي الثمن. حيث انه كان بالامكان لهذا التغيير ان يحدث ولكن بطريقة اخرى اكثر حضارية كالتي نراها في اغلب دول العالم دون اراقة ارواح الابرياء وهدم كل البنى التحتية واقتصاديات البلد كالذي يحصل في مصر الان وفي العراق وليبيا وغيرها من قبل .
اننا جميعا ندرك تماما ان من يحاول ان يهدم الدار من داخلة فان الخاسر الوحيد لذلك الهدم هم اهل الدار فقط بغض  النظر عن المبررات والوعود التي نسمعها من المخططين لهذا التغيير اذ ان كل تلك الوعود بالحصول على ما هو احسن بعد التغيير  تذهب ادراج الرياح حال استلامهم زمام الامور لانهم اساسا هم مختلفين في الرايء والمباديء فكيف لهم ان يتحدوا بعد التغيير. ان تجربة العراق وما تحتويه من تعقيدات ومشاكل يصعب حلها حتى بعد مرور العديد من السنين لهي اكبر برهان على ما نحن ذاهبون اليه اذ وبعد مرور اكثر من ثماني سنوات نرى ان الفجوة تكاد تتسع اكثر فاكثر بين الفرقاء وخطوطهم المرسومة تبتعد عن بعضها البعض بالاضافة  الى ما خلفه ذلك التغيير من افات اجتماعية لا يمكن حلها .
اننا من خلال هذا التحليل لا نريد او نشجع على ابقاء الحكام الذين هم اساسا وكما اسلفنا جيء بهم رغم انف شعوبهم وتسلطوا على رقابهم بقوة السلاح والتهديد ودعم القوى المهيمنة طيلة هذه السنين لهم وكأن في هذه البلاد ليس من هو احسن منهم او اكفأ , ولكننا لا نرغب بهذا النوع من التغيير المصبوغ  باللون الاحمر والاسود وانما نريده تغييرا يحمل لوننا ابيضا يحمل معه كل رايات السلام والمحبة والامل الجديد , ذلك الامل الذي يبقي على كل مرافق الحياة مستمرة وكل اركان الحضارة والتقدم متواصلة وان يبدأ التغيير بالانسان اولا واعادته الى مساره الصحيح وتقويم افكاره ومبادئه من كل الشوائب المتعلقة التي ترسخت في ذهنه كل هذه السنين .
ايها السيدات والسادة , من خلال نظرة سريعة الى خارطة العالم نرى وبوضوح تام ان المنطقة المضطربة الوحيدة في تلك الخارطة انما هي المنطقة العربية فقط وان اضطرابها هذا انما هو متزامن معها لان لغة السلاح والتهديد هي لغتها الدارجة علما باننا نسمع ونرى العديد من الاختلافات والتوترات الاخرى في مناطق متفرقة من العالم ولكننا نشاهدهم بانهم يحتكمون الى لغة الحوار والاتفاق لانهاء نزاعاتهم بعد ان ذاقوا طعم الحروب لسنوات وعرفوا تماما ما قدمته لهم تلك الحروب من ويلات ودمار واضاعة للعديد من فرص التقدم والازدهار ولكن قبل فوات الاوان وخسارة المزيد من الفرص توقفوا عن هذا النهج وعادوا الى طاولات الحوار والتقاش لتبقى المنطقة العربية هي الوحيدة بين الامم التي لازالت تنتهج نهج الحروب والدمار وابتدأ صناع السينما العالمية وتجار الحروب يستغلون هذه الميزة المنقرضة لدى الاخرين والموجودة فقط لدى
( البلدان...........؟ )  استغلالها وترويجها خصوصا وان الارضية والعقلية مهياة لهذا الغرض ومستعدة لتنفيذ كل الاجندات المطلوبة منها بدون تردد وبدأت تديرها كيفما تشاء دون وعي وانتباه من ابناء البلد وبدأ ( ابناء البلد ) يتفننون في اساليب القتل والتدمير وكأنهم يدمرون ويقتلون بلدا غير بلدهم وشعبا غير شعبهم وبدأ الجار يتحين الفرص للانقضاض على جاره بعد ان كان يتألم لالمه ويفرح لفرحه ويهرع لمساعدته وقت المحن والعشيرة تقاتل العشائر الاخرى وكأنهم غزاة او لصوص وبدأت المدينة تحاول الانفصال عن المدن الاخرى من نفس البلد وغيرها مما نشاهده ونسمعه كل يوم وكل هذا تحت غطاء الربيع العربي الذي لايمت الى الربيع بشيء  اذ ربما تكون التسمية المناسبة له  اكثر طبقا لهذه الموصفات خريفا او حتى شتاءا  قارصا وداكنا ولكن ليس ربيعا لان الربيع انما هو تجديد للحياة بمعناها السلمي والحضاري .
ايها السيدات والسادة في مصر وسوريا واليمن وغيرها من بلدان المنطقة ليكن تغييركم تغييرا حضاريا ولتضعوا خلافاتكم ونزاعاتكم جانبا ولتحافظوا على ميادين مدنكم وتحموها من التدميرلان من يتضرر منها انما هو خسارة  لكم وحدكم ربما يمكن تعويضه ولكن ليس بالجمالية والروحية التي هي عليها الان والاهم من ذلك حافظوا على روحية وانسانية  مواطنيكم واصلحوا ما تهدم منها وازرعوا بذورا جيدة في نفوس شعبكم لتثمر ثمرا جيدا وصالحا وعند ذلك سيكون التغيير قادما لا محالة دون اراقة دماء رغم تسلط وجبروت الحكام وسيكون تغييرا ابيضا ناصعا وستكون تسميته ربيعا يحمل املا جديدا وحضارة جديدة  من صنع ابنائها تحمل اوصافا ومباديء تليق بالربيع وبأجواء السلام والتجدد.
ايها السيدات والسادة انه امل ............. فهل يمكن تحقيقه ؟



                                                                                              خالد شعيا
                                                                                         ساسكاتون  - كندا