المحرر موضوع: "ان مَنْ يُصغي الى الحقّ ليس دون مَنْ َيَنْطق بالحَقّ"  (زيارة 1390 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أدور روول

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
   "ان مَنْ يُصغي الى الحقّ ليس دون مَنْ َيَنْطق بالحَقّ"

وردتني نداءات تلفونية كثيرة علاوة على اللقاءات الشخصية بخصوص الموضوع الذي كتبت عنه في الجريدة العراقية الغراء في عددها الصادر 2/11/11 تحت عنوان الواقع حق مجرد ، لا هو بالمذكر ولا هو بالمؤنث ، يطالبونني القراء الكرام  بالحاح الاستمرار وعدم الكف عن الكتابة لحين أن ترسو سفينتنا على شاطيء الامان ، وذلك فيما يخص موضوع صاحب الدار في ديرة وسكنة الدار في ديرة أخرى. كما   طُرِحَ ايضا اثناء النقاش الشخصي  موضوع الهوية التي تعتبرك منتميا الى تلك الدار التي كنت انت من سكنتها منذ اكثر من ثلاثون عاما. المتفق عليه دوليا بأن الهوية هي دليل على أنك عضو او جزء من تلك المؤسسة التي تحمل انت هويتها أن كان مصدرها  البنك ، النادي ، الجمعية والخ.  ولحد كتابة هذه السطور لا نعلم هل الورقة التي تثبت انك دفعت بدل الاشتراك هي بمثابة انتمائك الى تلك المؤسسة التي لا تعلم مصيرها ولا تعلم مستقبلها حيث قد تمت تغييرات على اسمها والله اعلم ماذا يضمر لها المستقبل.  أرجو أن لا ينشطب  اسمها من سجل التأريخ كما محى من قبلها اسم قد رفع شأننا ليس فقط في استراليا بل في بلدان المهجر بحيث مثل ذلك الانجاز لم يتم اقامته حتى عندما كنا باعداد هائلة في وطن الام.

أن كنا حقا اصحاب الدار ، لماذا تملى علينا الشروط عوضا عن  أن نقررها نحن؟.  كفاكم التعامل باساليب المداهنة والمراوغة والاذعان بأتخاذ قرارات فردية بدوافع قسرية لتفنيد اراء الاخرين. ارجو أن لا تخيبوا أمال الناس ،  وأن تضعوا نصب اعينكم بأن الامانة الملقاة على عاتقكم هي المسؤولية التأريخية التي ستبقى دلالتها راسخة في اذهان الناس ، حيث الاجيال القادمة ستحاسب المقصر. كما نعلم بأن التأريخ لا يرحم في احكامه من لم يسير على الدرب القويم من أجل مصلحة ابناء شعبه. هنا اود أن اعبرعن الافكار والاتنقادات التي اباح لي بها  بعض الخلان المخلصين لمصير ديارهم وهم يسمعون من دون ان يعلموا ماذا يجري خلف الكواليس ، بل الانكى من ذلك ليس هناك من يرشدهم الى تطلعاتهم  ، من حيث العملية برمتها ليس واضحة والمماطلة في  اظهار الحقيقة.  الا أن فطنة ابناء شعبنا والكياسة التي يتحلون بها عرفوا من خلالها  ما يجري بأن تغيير الهوية على وشك أن يحدث ، والطموحات التي تتبناها الجهة نحو اهداف محددة على المحك. الباحث الاجتماعي العراقي السيد قاسم حسين صالح يقول في كتابه المجتمع العراقي " أنه توجد في داخل كل انسان منظومة قيم هي التي تحرك سلوك الفرد وتوجّهه نحو اهداف محددة تشبه ما يفعله الداينمو بالسيارة. فكما أنك ترى السيارة تتحرك ( وحركتها سلوك ) ولا ترى الذي حرّكها الداينمو ، كذلك فأنت لا ترى المنظومة القيمية التي تحرك سلوك الفرد. وهذا يعني أن اختلاف الناس: ( رجل الدين عن رجل السياسة عن رجل الاقتصاد عن الفنان عن المنحرف )  يعود  الى أن المنظومة القيمية تكون مختلفة لديهم نوعياً وكمياً وتراتبياً وتفاعلياً." ويضيف الكاتب والباحث في كتابه أنف الذكر على سبيل المثال كيف تكون منظومة القيمية لدى المثقف ويقول " تكون حضارية النوع غزيرة الكم متراتبة منطقيا وهارمونياً ومتفاعلة بانفتاح مرن ، فيما تكون المنظومة القيمية لدى المتعصب لمذهب ، لمعتقد..... تقليدية محدودة ومرصوفة ومتلاصقة وصلدة."

طبيعي اذا تخلخلت المنظومات القيمية لدى الناس  تؤدي الى الاحتراب بين افراد المجتمع الواحد. والتأريخ الماضي قد اثبت هذه النظرية ولا اريد أن  أخوض في سرد وقائعها. فعليه يا من تقع على عاتقكم المسؤولية لا تتهاونوا ، ضعوا نصب اعينكم المصلحة العامة ، لا سيما ابنائكم الذين  بعرق جبينهم شيدوا هذا الشرخ  الذي هو الرمز المشرف لوجودنا ܓܘ ܐܬܪܐܓܠܘܬܐ ( في بلد المهجر ) وأعطوا الحق لاصحابه بأمانة صادقة بدون تردد ، عندذاك التأريخ سيكون منصفا وسيخلدكم من خيرة ابنائه النشامى.

يقول جبران خليل جبران في كتابه رَمْلّ وزَبَدّ . جلس الى مائدتي ذات مرةً رجل فأكل خُبزي ، ورشف نبيذي ، ثم غادرني يهزأ بي.