عائلة الشهيد يشوع مجيد هداية تستذكر فقيدها في ذكرى استشهاده الخامسة عنكاوا كوم – اريزونا - خاص أقامت عائلة الشهيد يشوع مجيد هداية، قداساً في مدينة فينكس – اريزونا، الأحد الماضي، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاده.
حضر القداس الذي ترأسه الخوري سعدي مارون، حشد من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. والقى مارون كلمة قصيرة عن الشهيد، مشيداً بالتضحية الكبيرة التي قدمها والتي تمثلت في تقديم حياته في سبيل خير شعبنا كسائر شهداء المسيحية على مر العصور.
وكان مجهولون، اغتالوا هداية الذي كان يشغل منصب رئيس حركة تجمع السريان المستقل، في وسط مدينة بغديدا، الواقعة في سهل نينوى، وفتحوا النار عليه مما ادى الى مقتله على الفور.
والقت زوجة الشهيد ناهدة كامل بهنام، كلمة بالذكرى الخامسة على استشهاد زوجها، ادناه نصها:
كلمة ناهدة كامل بهنام زوجة الشهيد يشوع مجيد هداية كما وصلتنا .. " إنَّ حبة الحِنطة التي تَقَع في الأرض إنْ لَم تَمُتْ فإنَّها تبقى وحدها، وإنْ ماتَتْ أتَتْ بِثَمَرٍ كَثير"
زوجي العزيز........ خمس سنوات مرَّتْ على ذكرى استشهادِكَ، لكنّك حيٌّ في قلوبِ وضمائرِ كُل الطيبينَ وستبقى ذِكراكَ شُعلَةً منيرةً في طريقِ الأجيالِ القادمة لِما فيها من بذلٍ للذات في سبيلِ إسعادِ الآخرين.
لقد إغتالتكَ الأيادي الغادرة لِجُبنِها وخوفِها من أعمالِ النور وحُبِّها لأعمال الظُلمة مع الأشرارِ المجرمين، فَسارَعَتْ لإسكاتِ مطالَباتِكَ الجريئة بالعدالةِ والحقوق لأبناء شعبِنا الذي سُلِبَتْ إرادَتُهُ.
إنَّ تلك الأيادي الشيطانية قد فَشِلتْ في إسكاتِ صوتِكَ وقلمِكَ الحُر الذي كانَ سلاحَكَ الوحيد للتعبيرِ عَن إيمانِكَ بالمبادئِ الإنسانية والحِوار المُتَمَدِّن الخالي مِنَ العنصرية تِجاهَ أبناءِ الشعب العراقي دونَ تَمييز وبمُختَلَفِ إنتمائاتِهِ القوميّةِ والدينية، حيثُ جُذورُهُمْ وأرضِهِمْ الواحِدة. لِذا فإنَّ مُحاوَلات البَعض لعَزلِ شعبِنا المسيحي وسَلبِ حُقوقِهِ الوطنية ومُمارسةِ سياسةِ التخويف والإضطهادِ بأساليبٍ إرهابيةٍ مستوردةٍ من خارَجِ بَلَدِنا الأصيل، مِمّا جَعَلَكَ تَرفُضُ بشدة تَلك المُمارساتِ الخبيثة التي تَسعى لإفراغِ العراق من المسيحيين الذينَ هُمْ أصلُ الحضارة والتاريخ في العراقِ العظيم، ذلكَ الرفضْ كانَ سَهْماً قاتلِاً للأشرار المُتَلَذَذينَ بَسَفكِ دماءِ الأبرياء التي رَوَتْ أرضَ الرافدين فأزهَرَتْ وسَتُزهِرُ أفكاراً خَصِبة تَخنُقُ كُلَّ الأدغالِ الدخيلة وتُعطي ثِماراً طَيِّبة لِشَعبٍ أطيَبْ، وبِهذا يَعودُ أبناء العراق إلى الحُبِ والتضحية اللذانِ هما أساسُ وجودِ الإنسان على وجهِ الأرض.
زوجي العزيز.......... إنَّكَ فَخرٌ لكلِّ إنسانٍ يُحِبُّ الحرية ويَمقُتُ الظُلمَ والمَهانة لِيَكونَ مبدأُهُ إشعالُ شَمعةٍ لإنارةِ الدربِ أمامَ الأجيالِ القادِمة، خِدمةً لِبَلَدِهِ لِيُصبِحَ مِن أرقى دُولِ العالم كما كانَ على مَرِّ العصور وليَنعَم شعبُنا العراقي بِجميعِ أطيافِهِ بالسلام والأمان والراحة.
هَنيئاً لَكَ ولَكُلِّ شٌهداء العراق مَلَكوتَ السماء والخلودِ الأبدي.............. آمين
ناهدة كامل بهنام