المحرر موضوع: أقليم كوردستان ونبض الشارع الكوردي  (زيارة 915 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdelkareem Kilany

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 17
    • مشاهدة الملف الشخصي
أقليم كوردستان ونبض الشارع الكوردي

عبدالكريم الكيلاني
 Alhakeekah2@yahoo.com

ليس إقليم كوردستان ملاذا آمناً للكورد فحسب بل كان ولم يزل بيتاً دافئاً يضم في ثناياه المكونات والقوميات والأديان كافة بلا تفريق ولا تفضيل، يمارس الجميع معتقده الديني والحزبي والاجتماعي بحرية مطلقة دون المساس بها من أي جهة كانت، هذا الوضع الذي امتد لسنوات طويلة جعلت من هذه البقعة من الأرض قبلة للشركات الاجنبية العملاقة التي تدافعت على الاستثمار فيها بمشاريع ضخمة وفّرت للمواطن مساحة واسعة للعمل والانتاج وبالتالي أدت الى زيادة دخل الأسرة وصنّفت الأقليم على أنه من المناطق الآمنة والسياحية المتقدمة في الشرق الأوسط، فلم يرق للبعض ممن يكيدون لهذا الأقليم ما وصل اليه من تطور في مختلف المجالات فصاروا يكيدون ويدبرون بِليلْ لزعزعة هذا الأمن والاستقرار ونشر الفوضى الخلاّقة فيه لعلّ وعسى أن تنقلب الأمور فيصبح الملاذ الآمن هذا، منطقة ساخنة تلحق بمثيلاتها من المناطق المتوتّرة التي انعدمت فيها كل اشكال الحياة.
ان ما ماجرى من أحداث في منطقة بادينان من حرق ممتلكات مدنية ومقرات حزبية قام بها ثلة من الرعاع ، قد يكونوا مدفوعين من أطراف خارجية لخلق الفتتة وزرع بذور الشقاق بين المكونات المتآخية في الأقليم، فالشعب الكوردي في كوردستان العراق قطع شوطاً طويلاُ على طريق الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر والتعددية الحزبية فيه، وهذا دليل حي على النهج القويم الذي يسير بركب الأقليم الى حيث لا رجعة للظلم الذي عانى منه هذا الشعب المسالم طيلة عقود خلت، وكلنا نعلم بأن العالم كله ينظر الى الأقليم نظرة تعجّب واندهاش واحترام للاصرار اللامتناهي الذي نتج عنه الكثير من المنجزات بالرغم من كل المؤامرات التي تحاك من قبل بعض الاطراف الحاقدة على الكورد وكوردستان، ولا تريد الخير لهم، فالخوف كل الخوف لدى هؤلاء أن يكون الأقليم نواة لكوردستان الكبرى الذي يحلم به كل كوردي مهما اختلف معتقده ورأيه وجنسه ولونه، علينا أن يعي خطورة هذه المرحلة ونعمل ليل نهار للحفاظ على أمن واستقرار الاقليم من التدخلات الخارجية ونوصد الباب أمام كل المحاولات التي تريد اجهاض مكتسبات الأقليم، وهذا مايفعله الجميع باستثناء القلّة، مما جعل من كوردستان العراق آمنا طوال السنوات الماضية. فلمصلحة من كل هذا التحشيد الإعلامي الذي يلهب الناس وتضعهم في حيرة من أمرهم وتبعدهم عن الحقائق التي لطالما عرفناها وهي أن التطور الحاصل في الأقليم لا تسعد أعداء الكورد بل تقض مضاجعهم فيكيدون ويكيدون ولا يردعهم في مكائدهم رادع.
ان الدولة المدنية تقوم على اساس الاحترام المتبادل لكل المكونات والقوميات والاديان والطوائف ولا تقوم على البطش وفرض الآراء بالقوة ولأن القانون هو السائد فلا سلطة تعلو فوق سلطة القانون، فمن وجد أن هناك خرقاً في أمر ما عليه اللجوء الى القانون لا أن يمارس قانون الغاب، هكذا فقط نستطيع المحافظة على الأقليم من الانهيار ونرسل الرسالة واضحة الى من يراهن على فشل التجربة الكوردستانية ونقول له وللعالم أجمع أن الكورد ماضون في طريقهم نحو تامزيد من الأمن والاستقرار والمكاسب التي دفع ثمنها بدماء زكية لأجيال خلت وما زال .