المحرر موضوع: حرق محلات المسيحيين في الأقليم/ هل يمثل حنين بعض الأكراد لأحداث 1915؟  (زيارة 1489 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حرق محلات المسيحيين في الأقليم
هل يمثل حنين بعض الأكراد لأحداث 1915؟

أن الأحداث المؤسفة التي عصفت باقليم كردستان العراق وبصورة خاصة في محافظة دهوك تؤكد أن هناك اناس لا زالوا يعيشون بعقلية أجدادهم الذين نفذوا معظم مذابح المسيحيين في تركيا سنة 1915 مدفوعين بالهوس الديني والمادي من قبل الأتراك الذين أستغلوا بساطة بعضهم بأسم الدين حيث صوروا لهم المسيحيين بكفار يجب القضاء عليهم والأستحواذ على أملاكهم وأموالهم.
اليوم وفي زمن العولمة وحقوق الأنسان لا زال بعض المنتفعين والحاقدين يلعبون بعقل البسطاء من الناس وقد ظهر هذه المرة بأن معظم المنفذين كانوا من المراهقين والشبان الذين لا  زالوا في مقتبل العمر تم أستغلال بساطتهم وحميتهم الدينية لتنفيذ تلك الأعمال التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مرفوضة ولا تليق بما وصلت أليه البشرية من تقدم ورقي في أوائل القرن الحادي والعشرين الذي يختلف كثيرا عما كان العالم عليه قبل قرن من الزمان.
في عنوان هذه الكلمة  ذكرت أن بعض الأكراد وليس جميعهم قد يكونوا يحنون لذلك الماضي الأسود لأن أكثرية  الشعب الكوردي مثقفة ومتفتحة ولا تؤمن بهذه الأساليب الغوغائية المتخلفة وقد كان الكثيرون من زعماء الأكراد أبان أحداث 1915 هم الذين أنقذوا البعض من المسيحيين من تلك المذابح وقدموا لهم الحماية بروح أنسانية عالية يذكرها التاريخ لهم بكثير من التقدير والأحترام.
كثيرون من المسيحيين هربوا من الظلم الذي حل بهم من بغداد ومحافظات أخرى بعد الأحتلال الأمريكي سنة 2003 وأتجهوا الى الأقليم حيث وفرت لهم سلطاته الأمان لكي يعيشوا حياتهم من دون خوف أما أن يتكرر عليهم في الأقليم ما حدث لهم في المناطق الأخرى التي هربوا منها فذلك يصبح مأساة بشرية أكبر من أن يتحملها الأنسان أذ أين يذهب هؤلاء الذين لا يمكن لأي منصف أن ينكر أنهم سكان البلاد الأصليون ولا زالت آثارالمسيحية الشاخصة في كل بقعة من تراب العراق تشهد بذلك.
الأقليم الكوردي وبدون شك وفر الأمان لمعظم النازحين من المسيحيين ولكنه لم يتمكن وبسبب ظروفه من أيجاد العمل الملائم للكثيرين منهم  بعد أن تركوا مصالحهم وموارد رزقهم في المدن والبلدات التي هاجروا أو هجروا منها ولم يبق أمام البعض منهم غير اللجوء الى بعض الأعمال الحرة  لسد معيشتهم ومن ضمنها تعاطي بيع المشروبات الكحولية مجبرين لأن سبل العيش الأخرى غير متاحة أمامهم بشكل متكافئ ويغالط نفسه كل من يتغنى بالحرية والمساواة لأننا شئنا أم أبينا لا نزال مجتمعا عشائريا نؤمن بمبدا أنا وأخي على أبن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب.
ولو تكلمنا بأنصاف وحيادية عن متعاطي تناول المشروبات الكحولية ورواد حاناتها نلاحظ بأن الغالبية العظمى هي من الأخوة المسلمين وقلما يتعاطاها المسيحي خارج منزله والسبب في ذلك هو تحريم الدين الأسلامي للخمر وانطلاقا من مبدأ ( كل ممنوع متبوع) نراهم يتزاحمون على أرتياد محلات بيعها في حين أن شرب الخمر الممنوع أصلا في الديانة المسيحية ليس محرما بنفس طريقة الأسلام لأن الدين المسيحي بعد توضيح ما هو خير وما هو شر لمؤمنيه يترك القرار لكل شخص في أتباع الطريق الذي يسلكه وهو المسؤول الوحيد عن حياته الأبدية التي يؤمن بوجودها أتباع الديانتين.
أليس من الأفضل منح الحرية للجميع ضمن حدود القانون وليصلي من أراد الصلاة ويصوم من يرغب بذلك وعدم أجبار الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا على ما  لا يريدون الألتزام به ومنع بعض رجال الدين من الأدعاء بوجود تفويض رباني لديهم في تطبيق الشرائع. أنا لا أؤمن بان الله بتلك الدرجة من الضعف بحيث يوكل أمر تنفيذ قوانينه الى أناس قد يسيؤون التصرف خاصة وأن النفس البشرية أمارة بالسوء؟
أن قضية أستغلال الدين لمحاربة المسيحيين بأعتبارهم كفارا أستنادا الى بعض الآيات القرآنية التي يفسرها البعض على هواه في الوقت الذي يغض النظر عن آيات أخرى تقرب المسيحي من المسلم لا بل تجعل من أتبعوا السيد المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة لا يمكن أن نفسرها ألا أن تكون ناتجة عن أحد أمرين أما الجهل المطبق وعدم فهم  آيات القرآن أو الأنتقائية والتعصب غير المقبول أمعانا في أيذاء الآخر.
واذا بحثنا موضوع الدين ومقام الذات الألاهية لدى المسيحية نرى أن ألف باء الأيمان المسيحي تقول ( بسم الأب والأبن والروح القدس الألاه الواحد آمين)  والأسلام يؤمن بالألاه الواحد ( الله أحد,الله صمد......) أذن لا يوجد أختلاف جوهري في الركيزة الأساسية للدينين وهي التوحيد.  أن الله الذي خلق جميع البشر على صورته وأعطاهم العقل الذي يفكرون به يمكنه أن يمحي باشارة واحدة كل من يخالف تعاليمه من دون الحاجة لأن يكون له وكلاء أم أحزاب أم جند من البشر ليقوموا بالعمل بدله وألا لآصبح ألاها عاجزا وغير عادل.
أن أهم ما يحتاجه أي أنسان في هذا العصر هو أستعمال العقل الذي منحه له الخالق, هذا العقل الذي صنع كل التقنيات الموجودة تحت تصرف البشرية  والتي أنتجها أولائك الذين أحسنوا أستعمال عقولهم وغلبوها على المشاعر والغرائز والنعرات القومية والدينية.
المطلوب الآن من قيادة الأقليم التي هي الخاسر الأكبر من هذه الأعمال الغوغائية والتي خطت خطوات جبارة في سبيل جعل الأقليم محط أنظار الكثيرين  من الجيران وفي فترة وجيزة هو أن تكون عند حسن ظن الجميع بها وذلك بأن تضع حدا لكل مخالفة للقانون الذي يجب أن يسود على الجميع بالتساوي وأن توقف كل من تسول له نفسه الأساءة الى النظام عند حده والعمل على خلق الوعي الثقافي وبصورة خاصة لدى الشباب الذين هم عماد المستقبل ليكون البناء رصينا لا تؤثر به رياح قد تهب في غير مواسمها كالريح التي هبت على محافظة دهوك مؤخرا وأذا كان لدى أي شخص أعتراض على أمر ما يراه غير صحيح فعليه اللجوء الى القانون لتعديله بدل أستعمال قانون الغابة كما في هذه الحالة.
عبدالاحد سليمان بولص