المحرر موضوع: حرف ال(ܚ ) المظلوم  (زيارة 1723 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حرف ال(ܚ ) المظلوم
« في: 17:54 06/09/2006 »
حرف ال(ܚ ) المظلوم
في زيارتي للوطن حضرت مناسبتين دينيتين في قرية اينشكي احدى المناسبتين كانت قداس على الميت والاخرى كان اكليل زفاف، وفي كلا الحالتين لاحظت ان الشماس المسكين يرغب في التوفيق بين الحاء والخاء، فهو يرغب ان يقول الحاء عند نطق الحرف السرياني (ܚ) الا انه في في كثير من المرات  يفشل فيعود لينطق نفس الحرف وفي نفس الكلمة خاء حسب لهجته الصبنيتة (لهجة الصبنا قريبة من اللهجة التيارية والبروارية ولكنها ايضا في بعض كلماتها قريبة من لهجة سهل الموصل، الا انها تلفظ حرف (ܚ) السرياني خاء وليس حاء)، اشفقت على هذا الحرف الجميل في لغتنا والذي تبتدئ اغلب الكلمات الجميلة به ومنها (ܚܐܪܘܬܐ، الحرية و ܚܘܝܕܐ الاتحاد) و(ܚܘܒܐ) التي تعني الحب، فهذه الكلمة مثلا يمكن لابن اورميا وسلامس وحتى المناطق القريبة من دهوك ان ينطقوها خوبا ويمكن لابناء سهل نينوى ان ينطقوها حوبا ويمكن لابناء طورعابدين ان ينطقوها حوبو، الا انها في كلا اللهجات الرتيسة الثلاثة او الاربعة باعتبار لهجة حكاري لهجة رئيسية تكتب بالاحرف الثلاثة وهي (ܚ، ܘ ، ܒ ) و(ܐ) او (ܘ) فتمثل ضرورة قواعدية لان اي كلمة تنتهي بالزقاف تختم بالالب (الالف) وفي لهجة طورعابدين اي اللهجة الغربية فكل زقاف يلفظ كرواخا الشرقية. اذا مادمنا نكتب كل الكلمات بنفس الصيغة الاملائية او القواعدية فلماذا نحاول جبر الذات على تغيير لفظنا للكلمة علما ان لفظ الكلمة لا يغير من معناها او من املائها، وتذكرت حادثة الشماس المسكين الذي كان يحاول التوفيق للفظ كلمة (ܫܘܒܚܐ) فمرة يلفظها شوحا حسب ما علمه اساتذته من الكنيسة الكلدانية ومرات ينسى ويعود للفظها حسب لهجته اي شوخا، عندما سمعت الشماس كوثر نجيب من قناة عشتار وهو يعلم الطلاب كلمة (ܚܒ̣ܠܐ) التي كان يلفظها (حبلا)، ولعمري ان كل الاشوريين الكلدان السريان في العراق وحسب علمي يلفظ الكلمة (خولا) بتركيخ الباء وبلفظ (ܚ) خاء وليس حاء وبالاخص في هذه الكلمة وكلمات اخرى مثل (ܚܬܐ) (الاخت) وغيرها، وبالطبع ليس لدينا تسجيلات لكيفية لفظ الكلمات في العصور السابقة ولا يمكننا ان نجزم اي منها الاصح وليس في هذا اي منطق للبحث عن الصح والخطاء، لان الاصل في الكملة املائها وليس نطقها، فما دمنا متفقين على املاء الكلمات فلنترك النطق كل وحسب لهجته كما تعمل بقية الامم، فالمصريين ينطقون الجيم العربية كالجيم الفارسية مفخمة فجواد عندهم تلفظ كواد بلفظ الكاف مفخمة مع كسر اول حرف في الكلمة وتعني الكريم، ولكن تكتب باملاء موحد، وسنجد في اللهجات العربية الكثير من امثال هذه الكلمات، الا ان العرب يتوحدون عندما يقراون الفصحى باعتبارها لغة القرأن فالكل يحاول لفظها كما هي في لهجة القرأن القريشية الاصل، وفي الالمانية مثلا الاحرف ((CH تلفظ باشكال عديدة فهي مرة ش ومرة خاء ومرة صوت بين الصوتين، ولكن الالمان المختلفين في اللهجات متفقون في الاملاء.
وفي لغتنا هناك احرف مسكينة تعاني ما يعانيه حرف (ܚ) مثل حرف التاو (ܬ) الذي يلفظ بعدة اشكال فمثلا في كلمة  (ܒܝܬܐ) (بيتا اي البيت) يقراء بيتا بلهجة اورميا وسلامس وصولا الى لهجة نوجيا وشميسدن وكارو، ويلفظ بيا باسقاط التاو بلهجة جيلو ويلفظ بيشا ببعض لهجات التياري ويلفظ بيثا ببعض لهجات التياري الاخرى ولهجات البرورو والصبنا وسهل نينوى ويلفظ بيسا بلهجات مركا وعقرا وسينايي ويلفظ بيتو باللهجة الغربية، كما تلاحظون ان حرف تاو يلفظ مرة تاو ومرة ثاو ومرة شين ومرة سين ولكن مادامت الكلمة تكتب بصورة موحدة فلا بأس من طريقة لفظها، ولكن في لفظ التاو وفي تركيخ بعض الاحرف او عدم تركيخا لانعاني مشكلة كبرى الا في حرف (̇ܚ) المسكين الذي يحاول البعض التعسف في محاولة فرضه كانه يمتلك حقيقة العصر والدهر، فكما قلت لا يمكن لاحد الجزم اي لفظ هو الاصح لانه بالحقيقة لا وجود مثل هذا الامر اي الاصح، فالمسألة هي مسألة لهجوية وكل شخص يلفظها حسب ما تعلم في محيطه، ولم يصلنا من العصور القديمة شيئا منطوقا ومحفوظا ككاسيت يحفظ لنا اللفظ الصحيح.
في بعض اللهجات تلفظ الكاف كالجيم وعندما كنا نتناقش في الامر قال احدهم ولكنني اريد ان الفظ  الجيم فلا اقدر الا ان الفظها جيم، اي اراد ان يقول انه يريد لفظها كاف ولا لكنه لا يتمكن الا ان يلفظها جيم ولكن لهجته وتعوده خاناه فهو يلفظ الكاف بشكل سليم في العربية الا انه في السورث يقول جلوا (ܟܠܒܐ) ويعني بها كلبا اي الكلب ولكن يلفظ الكاف جيم ويركخ الباء.
ان ما لا حطته هو ان البعض من خلال هذا التعسف في فرض لفظ الحرف خاء او حاء ينطلق من منطلقات عنصرية ويعتبر المسألة انتصار للهجة او مذهب ما ضد الاخر، فالحقيقة ان اشكالية لفظ هذا الحرف ان غالبية النساطرة ينطقونه خاء وغالبية الكلدان ينطقونه حاء وخصوصا في الكلمات المستعملة في الصلوات والثقافة،  وخاء في اخرى اما لهجة طورعابدين وحتى لبنان فيتنم لفظه حاء، ان المذهب الكاثوليكي الكلداني انطلق وتوسع في مناطق كانوا يلفظونه حاء ولذا فالكهنة ورجال الدين الاوائل كانوا من هذه المنطقة وحاولوا فرضه بشكل غير مخطط الا انه اخذ بعدا طائفيا نوعا ما فحتى المناطق والعشائر التي كانت تلفظه خاء صارت تحت تاثير التعليم والمواعظ الدينية يلفظونه حاء، ون هنا اخذ  ابعاده في النقاشات التي دارت حول اللغة ووحدانيتها منطلقا لتأكيد وحدتنا القومية، في حين ان الاحرف الاخرى لم تعاني من هذا التعصف والظلم وبقى كل ينطقها حسب لهجته ولا ضرر في ذلك البتة.
اما المحاججات البيزنطينية حول ان لفظة الخاء غير اصيلة بالاستشهاد بالعربية، او لوجود الخاء المركخة من كاف (ܟ̣) حيث الكاف تركخ ايضا كاللجيم (ܟ̰) وتلفظ  جاب جيم مع ثلاثة نقط، فهي غير مقبولة لاننا نمتلك حرف السين والشين ولكننا نلفظ التاو بهما في بعض اللهجات، فالشماس كوثر من قناة عشتار كان يمكن بكل بساطة ان يقول خولا وكما يلفظه اهالي عنكاوا ولم يكن بحاجة لفرض اعتقاده على الاخرين او على الاطفال بحجة التعليم لان هذه اللفظ ليس قانونا ملزما ويجب ان لا يكون قسرا، من وجهة نظري ان المهم توحيد املاء اي الكتابة الصحيحة والموحدة للكلمة اما لفظها فيجب ان لا يتم القصر بشأنها لانه امر نعتدي به على حق الاخرين في الافتخار بلهجتهم ونعتدي على الاخرين بحقهم في لفظ الحرف كما تعلموه ولا نوحد اللغة كما يترأى للبعض موحدة في كل تفاصيلها كالبنيان المرصوص، ان فرض مثل هذه المحاولات تبعد الطفل عن التعلم وتجعله يشعر بغربة تجاه لغته، وهذه الحالة يعانيها العرب حيث انهم بتعليمهم الفصحة المستمدة من القرأن يجعلون الكثيرين يشعرون بالاغتراب عن لغتهم فهم يكادون يتكلمون لغتين احداها في البيت والشارع ومكان العمل والاخرى في المدرسة.
والملاحظة الاخرى التي تستوقفني في هذا المجال ان هذا الحرف المسكين يكاد يقسمنا الى طرفين فكلما سرت نحو الشرق والشمال مبتداء من نينوى للاحظت شيوع لفظه خاء وكلما توجهت الى الغرب وشمال الغربي باتجاه طور عابدين لشاع لفظه حاء، اما منطقة نينوى وما جاورها فيتم لفظ الحرف بالطريقتين ولكن في كلمات مختلفة، فكلمة (ܫܘܒܚܐ) شوحا ولكن كلمة (ܚܬܐ،الاخت) تلفظ (خاثا) وكذالك (ܚܕ̄ واحد) تلفظ (خا) وكذالك كلمة (ܚܡܪܐ، حمار) تلفظ (خمارا) وكلمات كثيرة غيرها اي ان هذه المنطقة وسطى بين الطرفين لانها القلب، وكنت قد اطلعت على بحث للسيد يونان هوزايا حول هذه المسألة يرجح فيها ان تكون لفظة الخاء اصح، الا ان غايتي في هذه المقالة هي ترك التعسف في فرض نظق معين على هذا الحرف الجميل ولننطقه كما تعودنا ولكن لنكتبه باملاء صحيح ولا يوجد في اللغة حبلا باعتقادي بل خولا. [/size] [/font] [/b]                

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ