المحرر موضوع: المسيحيون العراقيون (8)  (زيارة 1098 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المسيحيون العراقيون (8)
« في: 05:50 12/01/2012 »
المسيحيون العراقيون
الواقع وآفاق المستقبل في العراق ( 8 )  ...  
تحدثنا في الحلقة الماضية عن واقع مسيحيي العراق وكنائسهم وما يُرتب في الخفاء للمنطقة ككل، وفي ديننا نعرف أن أصل كل الشرور هي الخطيئة وإن الشهوة يقول مار يعقوب الرسول برسالته (15:1) إن حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتا، وقديما كان شعب اسرائيل كلما حدثت له هزائم مع أعدائه يعزو ذلك لتفشي الخطيئة فكان يتوب كي يعفو الله عنه، وهكذا عمل أجدادنا في نينوى عندما تابوا لله ولبسوا المسوح وتمرغوا في التراب فعفا الله عنهم.


فعندما نعمل الخطيئة نكون عبيدا لها (يو 8 :34 )، ولذلك وبعد أن خلق الله الانسان في اليوم السادس وخطأ أبوينا الأولين وطردهما من الفردوس ومن ثم محبة الله التي أرسل ابنه الوحيد كي يصحح المسار وولدنا من جديد وجب علينا عدم العودة للخطيئة من بعد،  كي نعطي معنى لما قام به رب المجد على الصليب، والخطيئة التي نتكلم بها وعنها في حلقتنا هذه ليس بالضرورة أن تكون كسرا للناموس، فعدم الوقوف مع الحق هو خطيئة أيضا والسكوت عن الشر وصفه الحكماء بأن من يقوم به هو شيطان أخرس، فعدم الوقوف مع الحق ومسايرة الباطل هو بلا شك شكلا من أشكال الخطيئة، ولأن حلقتنا هذه كغيرها ليست دينية بحتة بل أكتبها مستلهما تراثنا الديني مما جعلني أستلهم بعض الأمور العقائدية كي أوضح الصورة لقارئي العزيز.
فلنتسائل نحن بشأن ذلك: هل نحتاج اليوم يونانا آخر كي ينذرنا أننا نسير بالطريق الأعوج سياسيا خاصة لأننا متقاطعين ونخدم الغرباء أكثر مما نخدم شعبنا المسيحي، وفي شأن الكنيسة وجدنا أن هذا الشعب تخدمه أربعة عشر كنيسة وهذا الرقم مرشح للزيادة ونجد كل سنة الكنيسة الكاثوليكية قد خصصت أسبوعا للصلاة من أجل الوحدة وكان يُحتفل به في العراق بحضور عدد من مسؤولي كنائس المسيح، فيه يصلون لساعة ويذهب كل إلى حال سبيله متمسكا بما هو عليه دون أن تنفعه الصلاة المشتركة، وهنا لا أقلل من شأن الصلاة مطلقا، لأنها هي وصية يسوع المسيح لنا لكن أن تتحول هذه الصلاة إلى خطيئة فهذا أمر يجب الوقوف عنده بجدية لأن الكتاب يقول هذا الشعب يقدسني بشفاهه أما قلبه فهو بعيد عني (مت 8:15).

كما نرتل معا في سابوع تقديس الكنيسة كل سنة بأن الكنيسة تريد أن تبنى على الصخر كي تبقى ثابتة ولا تريد أن تبنى على الشمس او القمر أو النجوم أو الجبال، لأن كل هذه فانية لا تنفع شيئا، لكن في المقابل نجد أن الشرير يعمل ويزرع الزوان في حقل الرب وكنائس المسيح تعاني ليس فقط من الارهاب والأشرار، بل من عزوف أبنائها من المشاركة في فعالياتها ونشاطاتها ولو لمدة ساعة في الاسبوع وعن هذا الموضوع كتبت ومازلت أكتب سلسلة مواضيع تحت عنوان (نحن والكنيسة) نشرت منها اثنتي عشرة حلقة لغاية كتابة هذه الحلقة وممكن للمتابع قراءتها على الرابط التالي من الشبكة العنكبوتية    
http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/f57-montada


والكنيسة ليست الحجارة التي بني منها البيت الذي نقول عنه كنيسة بل هي شعب الله، وهي العائلة وهي المجتمع المؤمن بذات العقيدة التي بشر بها المسيح وقدم ذاته تضحية على عود الصليب عن أحبائه، لذلك فمن المؤلم حقا عندما ننظر إلى أرض الواقع ونجد كنائس من كل لون وشكل؛ ففي الولايات المتحدة وحدها يوجد ما يقارب النصف مليون كنيسة وهنا لا أقصد المبنى بل كما هو حال الكنائس في العراق (14) كنيسة، ودائما نردد أن المسيح صلى من أجل تلاميذه أن يكونوا واحدا، وبلا أدنى شك أنه كان يعرف ماسيحدث وأي انقسام ستنقسم الكنيسة من بعده، وهكذا نراه يقول لأتباعه بأنهم سيضطهدونكم ويقدمونكم للمحاكم أي أنهم سيواجهون المصاعب كما هو الحال اليوم ويقول الحكيم (أن المؤمن مبتلى) وأشك أن نكون نعطي للإيمان اليوم معناه الذي كان يقول عنه المسيح للذي يشفيه من مرضه (إيمانك قد خلصك...)، وواقعنا يقول اليوم أن القتل متفشٍ والخراب في كل مكان والإنسان يبتعد رويدا رويدا عن خالقه ويسير على منهج يرسمه هو لنفسه، فهم يعملون حسب أرادة سيد هذا العالم.
فكيف نبحث عن خلاص إن كنا نحن نسير وفق هذا النهج المنحرف، ولو كنا أصحاء فلا نحتاج إلى دواء أو إلى زيارة طبيب، والمسؤولية الكبيرة في واقع كنيسة العراق تقع على رجالات الدين والعلمانيين معهم دون شك وهنا علينا التأكيد بأن هذا الحال ليس في العراق فقط فهو شأن الكنيسة في العالم أجمع فربما الكنيسة أيضا أخطأت في الماضي ووجدنا سعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني يعتذر عن أخطاء الكنيسة بكل شجاعة لذلك نراه ارتفع سريعا إلى مصاف القديسين الذين تذكرهم الكنيسة على مذابحها في كل صلاة، لأن في هذا الشأن على من لا يلتزم بتعاليم المسيح عليه الاعتراف بخطأه والتراجع عنه كي يكون مستحقا للمغفرة، ففي وقت المسيح لم تكن موجودة الكاثوليكية ولا الأرثذوكسية ولا البروتستانتية ولا غيرها لأن جميع الأخوة كانوا يعيشون معا ويقاسمون الخبز معا ويعيشون كوحدة واحدة وكان الرسل يرجعون إلى أورشليم كي يحلّوا ما تصادفهم من مشاكل او معوقات ويخرجون بقرار يحترمه الجميع.
واليوم كنيسة العراق إن صرح أحدهم باسم المسيحيين يعترض عليه الآخر ويقول له عليك التصريح باسم جماعتك لأننا من طائفة أخرى، وعندما أستحدثت مناهج للتعليم المسيحي في المدارس الرسمية حدث نزاع لم ينته إلى اليوم حول المفردات لأن فقرة واحدة أو اثنتين لا تروق للمذهب الفلاني فوقف بوجه كل التعليم وليتعلم أبنائنا تعليما غريبا أفضل عنده من تعليم مسيحي لكن ربما وحسب اعتقاده يميل لمذهب غير مذهبه، ونجد الخُطب الدينية تكثر بها الكلمات الرنانة التي تتكلم عن التضحية والفداء و ...لكن في التطبيق لا يوجد شيء على أرض الواقع، فمجموعة من كنائس العراق غير مسموح لها أن تنتظم في مجلس كنائس الشرق الأوسط لأن كنيسة أخرى شرق اوسطية تعترض على وجودهم، ونفس هذه الكنيسة المعترضة تجلس مع الغرباء وتناقش وتتفاهم لكن مع أخوة لهم مسيحيين يحرّمون ذلك فقط لوجود خلافات عقائدية!!!
وكتبنا الدينية لم تبشرنا بالهلاك إن لم نؤمن بالاسم الفلاني وآمنا بغيره كما جاء في مقال لأخي الاستاذ مسعود هرمز النوفلي على الرابط التالي:
http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/t3484-topic#4425
وبالمسيح يجب أن نكون متيقنين بأننا سنكون أفضل فقط إن آمنا وفعلنا وفق ما نؤمن به وطبقنا الكتب وما جاء بالأنبياء وأحببنا قريبنا كنفسنا فسيكون حالنا أفضل لا في العراق وإنما في كل مكان. الأمر الذي نتمناه ويجب أن نعمل من أجله فالمستقبل الأفضل هو غاية وأمل كل إنسان سوي محب للخير ليس لنفسه فقط بل لغيره بنفس المستور الذي يحبه لنفسه.


وللحديث صلة ...

عبدالله النوفلي