المحرر موضوع: الموقف الصريح والجريء لنيافة الكاردنال يستحق الثناء والتقدير  (زيارة 1776 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الموقف الصريح والجريء لنيافة الكاردنال يستحق الثناء والتقدير
أستبشر العراقيون خيرا لأنهاء الأستبداد في العراق بشكل عاطفي ، بعد التغيير عام 2003 ، لكن وللاسف الحقيقة والواقع المقروء هو العكس ، لأسباب عديدة منها التغيير الحاصل كان خارجيا ، احتلاليا ، شرع بموجب قرار صادر من الامم المتحدة ، المرقم 1483 في ايار 2003 وقرار آخر في تشرين الاول من نفس السنة المرقم 1511 ، وتشكيل قوة متعددة الجنسيات شرع وجودها ، بموجب قرارها المرقم 1637 في 2005 وقرارها الآخر المرقم 1723 في 2006 اسنادا الى الفصل السابع الذي لا يزال ساري المفعول على العراق ، كونه يهدد السلم والامن الدوليين ، وهذا ما يجعل العراق ناقص السيادة ، وخاضع للوصاية الدولية.
ومع كل هذا وذاك ، الساسة العراقيون يتقاتلون على الكعكة العراقية ، والبترول مباح للسراق والجناة ، والاقتصاد مشلول والخيرات غير مسترشدة ، والبلد يعاني من التضخم الذي تجاوز 7% ، والعملية السياسية أصبحت مشلولة وتعاني التدهور ، اذا استمر الوضع الآني على ما هو عليه ، والمواطن يدفع الثمن الغالي جدا ، في كل المجالات بما فيها ضريبة الدم الساري بسلاسة مستمرة ، ونزيف الهجرة قائمة تنخر الجسد العراقي ، والعوانس والمطلقات والارامل ويتامى الاطفال في تشرد ، والفساد في تزايد متواصل والنسبة في تصاعد والتضخم قائم ، والخدمات مفقودة والصحة لا وجود لها ، والامن والامان غائب كما هي الدولة بمؤسساتها لا وجود لها ، والمحسوبية والمسوبية متواجدة مع غياب القانون ، والعدالة لا وجود لها ، والدراسة ومستلزماتها ولوازمها مشلولة وهلم جرا.
موقف الكاردنال الوطني والقومي:
بيان البطريركية الكلدانية المؤرخ في 15 - كانون الثاني -2012 كان واضحا ودقيقا ، في معالجة الواقع المؤلم الأليم للعراق وشعبه ، وهو موجه بالاساس الى المسؤولين في الحكومة العراقية ، لمعالجة ما يمكن معالجته ، للاوضاع المتردية الدامية ، التي تنخر الوجود الشعبي العراقي ، وخصوصا جزء من الشعب العراقي الاصيل المتمثل في الكلدان تحديدا ، هؤلاء الشريحة القومية الانسانية الوطنية ، كانت ولا زالت وستبقى وطنية حيّة نزيهة لمبادئها وأصالتها العراقية ، من دون مزايدات على اي مكون عراقي آخر ، وللاسف الشديد هذا المكون الاصيل همش وبتعمد واضح ومدروس سلفاّ ، من قبل الحاكم الامريكي بول بريمر ، وليكملوا هذا الدور الهزيل سياسيوا العراق المتنفذين ، ابتداءاّ من العنصريين والشوفينيين المراوغين والدجالين والمحتالين على شعبنا الكلداني الوطني المسالم ، مستغلين سياسة الفن الممكن ، والكوتا المسيحية الطائفية المقيتة ، والمطلوب قلعها من القاموس العراقي ، لأحلال محلها مكونات قومية قائمة بذاتها ، وهو ما اقره الدستور العراقي الدائم بعد الاستفتاء عليه عام 2005 ، ضمن حق الكلدان القومي الى جانب بقية مكونات المجتمع العراقي الاصيل ، معتبراّ تصرفات وتحركات يونادم كنا وجماعته ، مدانة من قبل الكلدان كونها تناقض الدستور ، وهو حق مشروع وتاريخي يملي على القيادة الكنسية ، التحرك الجاد لوقف التطاول على الشعب الكلداني الاصيل ، مطلوب من البرلمان العراقي ، تعديل القانون الانتخابي وحذف الكوتا المسيحية الطائفية ، وتبديلها بكوتا قومية اصيلة ، تشمل جميع القوميات والمكونات للمجتمع العراقي ، وعليه الابتعاد والكف من زرع بذور الشر الطائفية المقيتة الهدامة لأواصر المجتمع والعراق الحديث.
كل الدلائل تشير الى المؤامرات المستمرة ضد الكلدان قومياّ ، من خلال تصريحات كنا والمواقف المتشنجة للباطريرك مار دنخا الرابع ، ومعهم المجلس اللاشعبي بقيادة وتوجيه سركيس الآشوري الذي تبنى التسمية الهزيلة الفاركونية القطارية المؤدلجة ، لضرب الكلدان قوميا ووطنيا ، من خلال تهميش وجودهم ودورهم التاريخي الاصيل ، المعروف من قبل الداني والقاصي ، وهم دائما كانوا في المقدمة منخرطين مع قوى واحزاب عراقية تحررية وطنية ديمقراطية ، متشككين حتى في نضالهم ودورهم الوطني والقومي ، والمناضلون الكلدان معروفون للجميع ، من خلال مسيرتهم ودورهم الهادف لبناء الوطن والانسان العراقي معا سابقا وحالياّ ومستقبلاّ ، وهم ساندوا ودعموا كنا وحزبه زوعا ، لسنوات عديدة ومتواصلة في النضال من اجل العراق وشعبه ، وبالضد من الدكتاتورية والأستبداد ، وللاسف هؤلاء بدأوا بالانقلاب بضغينة ، حتى لمن ساعدهم وآواهم وجعلهم مناضلين ، ليطعنوا أخيراّ بظهر المناضلين الوطنيين الكلدان ... هذا هو جزاء الاحسان؟؟؟!!! .
نقدر عاليا المسؤولية التاريخية والموقف الجاد والمطلوب ، من قبل نيافة الكاردنال عمانوئيل الثالث دلي ، وسيادة المطران المعاون البطريركي ، والقائمين بأدارة الكنيسة من أمثال المهندس نامق جرجيس مثالا وليس حصراّ ، ودورهم الواضح تجاه شعبهم ، الذي يقدر عاليا دورهم المسؤول المبني على أحترام الشعب العراقي ووجوده الشعبي والتاريخي على ارضه الوطنية العراقية ، والمضي قدماّ لاحقاق الحقوق القومية الوطنية الانسانية لشعبنا الاصيل.