المحرر موضوع: الى متى التنافر بين كنيستنا و سياسيينا و شعبنا  (زيارة 1942 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السياسة التي هي بحسب التفسيرات الدينية ..ملعب الكراهية و التقلبات و المصالح و الللعب على اوراق الشعب الفقير للوصول الى السلطة الخ. امست لعبة يلعبها الكل خاصة في العراق و تحاول المؤسسة الكنسيّة من حين لآخر ان تلحق بهذا الركب من خلال بعض كهنتها او عن طريق اشخاص خارجيين يحاولون زج الكنيسة في هذه اللعبة عساهم يركبون قطار العصر
فهل تقبل كنائس شعبنا ان تلعب تلك اللعبة ؟ ام ان اشخاصا ذوو مصالح شخصية لا نستبعد ان تكون خارج العراق او  ان يكون المال هو الهدف قد اجبرا القيادة ال(روحية ) على اتخاذ اكثر من قرار سياسي غاب عنه التروّي و الفهم السياسي و القومي في اكثر من مناسبة منذ 2003 اي منذ بداية الولوج الى عالم الثيوبوليتيكا .. فقبل ذاك التاريخ كان الخوف من السلطة و كسب ودها و التودد لدى اصحابها في الذهاب او الاياب هو ما عهدناه من قبل رجال كنائسنا و لن يستطيع احد ان يقول غيرها او ينكرها لأننا عايشنا تلك الفترة.. و قبل ذاك التاريخ بكثير كان لكنيسة المشرق الاخرى دورا كبيرا في السياسة القومية اليومية وهو ما سبَّبَ الكثير من المشاكل و الانشقاقات  داخل الشعب الى أن اوقفَ الشعب ذاك التدخل الروحي في القضايا المصيرية السياسية لبقاء او فناء شعب مع ابقاء الاحترام  الكامل للكهنوت و رجاله الموقرين
فمتى يوقف الشعب نفسه تدخُّل الكنيسة في قضاياه السياسية المصيرية في هذا الزمان الذي عرفنا فيه أنّنا نستطيع أن ننتقد اي رجل دين اذا اخطأ دنيوياً وهو ما يخصُّنا في حياته معنا، و متى تتَّعظ الكنيسة من اخطاء السياسيين و الكهنة السياسيين و تعمل على الوحدة فقط ولو إنّها جداً اصعب في اطار الكنائس منها بين عامة الشعب و الاحزاب
لم نتوقع بعد مرور بضعة سنوات على آخر التصريحات اللاوحدوية من قبل بعض رجال الكنيسة، لم نتوقع ان يصدر بيان ( عام امام الشعب العربي و الكردي و ليس المسيحي ) يدين فيه اشخاصاً مسيحيون في الحكومة هم ما خرجنا به بعد مخاض 100 سنة من النضال من اجل الحقوق ..لم نتوقع ان  يكون البيان بتلك السخرية و مليء بالاتهامات لمسيحيين ناضلوا من اجل تلك الكنيسة و ذاك  الشعب و كأنّهم قد باعونا الى الآخرين بأبخس ثمن..
بصراحة يا كنيستي ..هل أنّ منصب مدير الاوقاف هو السبب او هو الحجّة لإختلاق سبب لتكبير الفجوة ؟ ماذا سينفع الشعب لو كان الشماع او الكه جه جي او غيره مديرا للاوقاف ؟ و هل كُنّا سنخسر كثيراً ( ما عدا المال الذي اصبح هدف كثير من رجال الدين و السياسيين في العراق الآن ) لو كان رئيس اوقاف الاديان الغير المسلمة صابئيا او يزيديا؟ و هل كنا سنثور ببيانات لو أنّ سُخريّة الأقدار و سُخريّة الحكومة قد عيّنت مسلماً مسؤولاً عن اوقاف "الديانات الاخرى" ؟ او حتى لو لم يكن هناك أصلاً وقفاً للديانات الاخرى؟ لا بالطبع لا و الكل يعلم أنّهُ لم يكن سيصدر اي بيان تهجُّمي لو حصل اي من الاحتمالات الاخرى لا بيان من الكنيسة ولا مقالات الرائحة الكريهة  من قبل الكارهين للأُمة الواحدة
فلماذا البيان هذا و في هذا الوقت و ضد اشخاص مُعيَّنين؟
هل هي العودة الى حرب الطوائف  خفية؟
هل أنّ راتب مسؤول الأوقاف هو السبب؟
هل الحصول على مكاسب من وراء ذاك المنصب هو الهدف لسياسيينا و لكنيستنا؟ و لهذا كانت معركة الحصول على هذا المنصب؟
و هل الشماع تابع لبطريرك كنيسة سيخدم تلك الطائفة و يفرِّق بينها و بين الطوائف الاخرى و بين الصابئة و اليزيديين الذين يجب ان يساويهم في عمله؟
ام ان الكه جه جي موالي لزوعا وهو كلداني كما صرح بنفسه؟
حقا نحمد الله على ان الكجه جي ليس نسطوري  المذهب و إلاّ كانت اقلام و افكار الانقساميين و الانتهازيين من مُتديّنين و علمانيين و ماركسيين قد وجدت سبباً لإحداث إنشقاق بين الشعب و لَكانتْ الكنيسة الكلدانية هي التي ستخسر أكثر من الكل بردّة فعل ابناءها و داعميها الذين اغلبهم من مؤيدي الوحدة و التسمية المركّبة الهجينة القطارية كما يسميها كتّابنا المحترمون
لذا فإنّ ما نراه من إنتهاز الفرصة التافهة و سبب اتفه لخلق بلبلة من  قبل بعض هواة الكتابة الحديثي العهد بها ما هو إلاّ هفوة اخرى تضاف الى هفوات هواة الكتابة مما يعني أنّ أمامهم شوط طويل جداً لبلوغ مرتبة الكتّاب الموثوق بهم من قبل الشعب..
و نرى أنّ إنتهاز و تدَخًّل بعض الرجال الدينيين لموضوع تعيين موظف اداري حكومي ليس من خاصيتهم و لا من شأن احد سوى الحكومة و هيئة النزاهة ، ما هو إلاّ تخبُّط آخر يزيد الفجوة بين الكنيسة و الشعب و الكنيسة و السياسيين و يوقع الكنيسة في فخ السياسة الغير مُتَّقَنة.. إنجراراً وراء البعض ممَّن لا يَكُنّ لهم الشعب اي ثقة في قيادته لهم
مهما كان السبب وراء البيان أَ كان اشخاصاً ذوو نفوذ في تسييس الكنيسة او رجال دين ممارسين للسياسة اوقات الفراغ الديني او كان تدخُلاً من قبل يونادم كنا في موضوع قد لا يكون من شأنه هو فقط او قد يوقع زوعا في مطب آخر لا يحب ان يكون فيه في هذه المرحلة او كان السبب هو الاستحواذ على ذاك المنصب ذو الوارد المالي من قبل اي من الطرفين لتحقيق أهداف ضد الطرف الآخر، مهما كان السبب لا نقبل نحن كشعب ان تبهذلونا امام الغرباء بهذا الشكل و تجعلوننا ككل من كنيسة و شعب اضحوكة سياسية و دمى بيد الكل من الغرباء الذين سيفهمون ان الكنيسة ليست ذو حكمة في ادارة الامور التافهة، و ان احزابنا في صراع مع نفسها و مع الكنيسة
لدينا ايمان بان كنيستنا العريقة ستصحو من هذه الهفوة و لن توقعها واقفة، و ستعرف أكثر فأكثر أين هي المصلحة العليا للشعب و لن تنجرّ وراء افكار و اهداف البعض ممن سيلحق الانشقاق في الكنيسة بين ابناءها اولاً و ثم بين ابناء الامة الواحدة التي تدين بدين التسامح و الاخوّة و الوحدة
فلو استغلّت الكنيسة الاكبر في العراق الفرصة منذ 2003 في توحيد الرؤى و مطالب الشعب الواحد لكانت الآن اقوى مما هي عليه و لكان لها دوراً في اتخاذ القرارات مع الساسة المسيحيين العراقيين لكن لحدّ الآن يتوجَّس الساسة من تدخُّل الكنيسة بسبب التقلُّبات الكثيرة في آراءها و بسبب تحكُّم بعض الاشخاص دينيين و دنيويين في اكثر القرارات و البيانات الصادرة عنها
أمَلُنا أنْ لا تجد آراء الكتبة الانتهازيين و المشتتين لشمل المسيحيين  أي آذان صاغية من قبل الكنيسة و الشعب كما عهدنا منذ 2002 و لحد الآن و أنْ لا تُصدِّق أنّ أبناءها الذين يحبّون الوحدة و الاخوّة التي بَشّرَ بها ربّنا هم شياطين او خونة او اشرار يجب محاربتهم ولو دفع ذلك الكنيسة الى الوحدة مع الغرباء لإسقاط اولئك الوحدويون ( الشياطين، الانتهازيين، الاشرار ) ابناءها و إنْ إنجَرّتْ الكنيسة الحاليّة الى ذاك المنحدر الذي يحفره لها الذين يحبّون الإنشقاقات فستكون مهمة رجال الكنيسة في المستقبل صعبة جداً لكسب ثقة الشعب و سيكون على البطريرك القادم مستقبلاً عبء كبير على عاتقه،ليبدأ من تحت الصفر لإيجاد حل للوحدة القومية و الكنسية

                               ماجد هوزايا
                             ك2   2012