المحرر موضوع: العلمانية مشروع حياة هانئة لكل الشعوب  (زيارة 1506 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نوئيل عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 314
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العلمانية مشروع حياة هانئة لكل الشعوب

بعد تحقيق التحرر من الدكتاتورية المقيتة والاستبداد والظلم في تونس ومصر وليبيا طوفت مشاكل عدة على سطح الاحداث جعلت الامر وكانه عائد الى الوراء والى نقطة الصفر وكان شيئا لم يكن من خلال الخلافات الفكرية ( الدينية الطائفية المقيتة ) كل يريد الاسئثار بالحكم ويريد ان يحكم وفق رؤيته الخاصة وتعميم حكم الدولة الدينية من خلال الدولة المدنية اي لف حبل على عنق الحرية الجديدة التي تعبق بارادة شباب ثوار متحررين من اية قيود فكرية مقيتة تحكم الانسان جورا وبهتانا يهدفون الى اقامة نظام حكم علماني تعددي ديمقراطي بعيدا عن ارهاصات الفكر الديني الظلامي الذي حتى لايمت بشئ لحقيقة التشريعات الدينية الاصلية بل هي تشريعات وبدع من وضع الانسان اضافها الى الشرائع الدينية خلال الحقب التاريخية السابقة ليحقق من خلالها اهدافه ويبرر جوره وظلمه واستبداده ؟
ولان الحكومة العلمانية يكون فيها كل الشعب مسؤل مسؤلية مباشرة عما يجري بين اروقة الدولة الجديدة وليس اشخاص متنفذين يحكمون من خلال فتاوي بائسة يتحكمون برقاب مجموع الشعب اي عودة للصفر وكان شيئا لم يكن وكل ماجرى هو زوبعة في فنجان ::: لماذا يرفض الدينين العرب المسلمين العلمانية ولايحبذونها كنظام ينفذون من خلاله ليحكموا بالشعوب بشرف وامانة وانسانية بحتة ؟ وقد تجاوزت الكنيسة المسيحية ذلك لذا نرى الدول التي تدين بالمسيحية رسخت في دساتيرها وقوانينها احترامها لكل الاديان السماوية وعدم تدخل الدولة فيما يؤمن به الفرد ومنحت لكل مواطن حرية الايمان والمعتقد ووضعت نصب اعينها ايمانها بان على الفرد واجب واحد هو العمل الجاد بما يعطي للشعب والوطن دافع النمو والازدهار بما يوفر للجميع حياة مثلى ينعم فيها الجميع على قدم المساواة بحقوقهم المشروعة واكدت ان الدين لله وحده والوطن للجميع ولافرق بين ابناء الشعب الا بما يقدمونه من خدمات للوطن باتجاه تسريع نموه وتطوره لذا نرى العالم الغربي تتسارع فيه قوانين التطور العلمي بما يخدم النمو الاقتصادي والاجتماعي بكل مجالاته .
العلمانية هي الانسانية نفسها لان التعامل الانساني مع الاخر هو وليد من رحم العلمانية والعلمانية تشترط في اي حكومة التالي ::: فصل الدين عن السياسة ::: الامر لكل رجل دين ان ينسحب من الحياة السياسية نحو صومعته التي امره الله ان يعمل من خلالها لهداية الناس لعبادته وليس لعبادة رجل الدين نفسه الذي ينصب من نفسه اله على الارض ليفسر الدين على هواه هو وبما يخدم مصالحه الشخصية وطموحاته للعيش التنبل على حساب المؤمنين علما ووفق التشريع الديني على رجل الدين ان يكون زاهد وتقي وبسيط وان يسكن ويعيش في ظل حياة بسيطة لاجائع ولامحتاج ولامشرد بنفس الوقت لايسكن القصور الفارهة ويتحكم برقاب الناس ويتمتع بكل المتع التي حرمت عليه وعلى الاخرين من البشر وهو يفعل ذلك دون وازع من ضمير وخلاف تدبير الله له ويحرمها على الناس من منطلق ( اعملوا باقوالهم ولاتعملوا بافعالهم ) مقولة حقيرة تمنح رجل الدين حصانة ضد كل ادانة له وكلنا نعرف ان الاديان في الماضي وقفت بجانب الملوك والمستغلين والمستبدين والظلمة وشرعت لهم اعمالهم الظالمة التي هي بالاساس ضد ارادة الله نفسه وعملت على قهر الشعوب عنوة لتوفر لرجالها الكهنة او الكهانة او الملالي الخ حرية التحكم برقاب الناس لذا نرى ان كل الثورات التي جاءت لتحرير الانسان من عبودية اخيه الانسان اول مافعلته هو رفض الله كوجود في اعتقاد الثوار ان اهلاك الله معناه اهلاك رجاله المتسربلين بثيابه كذبا وبهتانا ولو راجعنا التاريخ لعرفنا ان الاديان الوثنية عبقت بروائح رجالها النتنة التي ايضا استغلت الحكام والشعوب لتامر بهم وتسوقهم كالخراف ومن هنا ننطلق لاعتبار الدين والاديان الوثنية والالاهية هي الافة التي يتمكن منها بضع اناس ليحكموا بالناس ظلما وبهتانا علما ان عبادة الله سبحانه وتعالى لاتحوجنا الى من يهدينا اليها هاهو الله موجود او غير موجود نعبده او لانعبده نحن احرار في ذلك وهو الوحيد الذي يحاسبنا ( وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ) وهذه ليست اية او مقولة عايرة بل حكمة قيلت لنفض غبار التحكم بالناس ومايعبدون عن رجال الدين الذين يتقمصون دور الله على الارض لذا اعتقد ان القضاء نهائي على رجال الدين وتحجيمهم والزامهم وظيفتهم الحقيقية هو الهدف الاسمى لنصل الى ايجاد حكومات وقيادات ومؤسسات تحكم لصالح الناس وليس لضد الناس وبدون ذلك لن نستطيع ان نضع اقدامنا على ارضية صالحة للحكم بين الناس والخلاص من الاضطهاد والاستبداد والظلم والاستهتار بمقدرات البشر ونهنىء بحياة امنة سليمة مستقرة وبدون قتل وسفك دماء على اللاشئ وكلنا نعرف ان صراع الاديان اليوم لم يصدر من الاديان نفسها ومفاهيمها بل من تفيسير الاديان والعقائد مما يشرع قوانين الغابة ضد القوانين الالاهية والوضعية والضرب بها عرض الحائط جعل حياتنا جحيم لان كل الاديان في مشروعها الداخلي والاساسي هو عبادة الله وليس عبادة عيسى وموسى ومحمد وعلي والقرضاوي والعرضاوي وكل انسان منفلت من زمام نفسه وزمام الاعراف السائدة ليثير زوابع ترابية كريهة وينفذ هو من خلالها الى نور خاص به يعيش كل المتع والحياة المترفة ويترك لنا الفتات كاغبياء ؟ ::: اذا المشاكل في كل حكومة لاتبداء الا من خلال الدين لذا العلمانية تقر ان الشعوب يجب ان تحكم نفسها بنفسها وان تختار موظفين ليس الا وليس الهة لتسير امورها الحياتية اقتصاديا واجتماعيا ومتى مازل احد الحكام عن الطريق الصواب يضرب بكل قوة ويحجم ويحرم من كل شئ لانه عمل ضد مصلحة الشعب وبدون ذلك لن نستطيع ان نجد حكومة تعني بامورنا انما دائما سنجد حكومات تحكمنا لتسومنا العذاب والاستغلال والفقر والحاجة ويعمر مكوناتها عيشا باذخا في نعيم غير مسبوق تعيش الحكومة وعصاباتها في واد ومجموع الشعب في واد اخر ولن يهدا لنا بال وسوف تستمر الصراعات بدون توقف اذا العلمانية هي الهدف الاسمى لكل شعب يريد حقا التحرر من العبودية والاستغلال والاستبداد وللعلم العلمانية معناها رفض تاليه الاشخاص وعبادة الفرد ومن هنا نكون قد وضعنا لانفسنا صيغة حياة مثلى لحياة افضل لنا ولاجيالنا القادمة .

نوئيل عيسى