المحرر موضوع: حدود وجيران.. ومتسللين  (زيارة 901 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حدود وجيران.. ومتسللين
« في: 00:17 11/09/2006 »
حدود وجيران.. ومتسللين

عبدالمنعم الاعسم
aalassam@hotmail.com

لا يصح ان لا نكترث او نقلق حيال ما يحدث على الحدود العراقية من احتكاكات متكررة مع الدول المجاورة حتى وإن كانت، كما يقال، احداثاً عابرة.

ولا ينبغي التقليل من خطورة مخاشنات عسكرية نسمع عنها بين آن واخر على حدود العراق مع جيرانه على الرغم من انها سرعان ما تطوّق أو تصبح طي النسيان، او هكذا يبدو.

ولا يجوز ان نفسر ، دائما، الحوادث الحدودية على انها حوادث فردية او خلافات عادية، فثمة رائحة غير مريحة تنبعث من بعض هذه الشرارات التي تكررت على حدودنا الدولية مع كل من تركيا  والكويت وسوريا، وايران مؤخرا، آخذا بالاعتبار بان الحرائق الدولية الكارثية تبدا عادة بشرارات تنبعث من مشاكل حدودية، قد تبدو محدودة او عابرة او عادية.

وبصرف النظر عمن تسبب في هذه الحوادث المتكررة التي نعنيها، وعن خلفياتها، فان المراقب الموضوعي الذي يتابع حوادث الاشهر الاخيرة على الحدود لابد ان يضع علامات استفهام حول معنى تكرار اعمال التسلل او قصف القرى الحدودية او المجابهة المسلحة، وقد يلاحظ  ان ثمة تحسبا متفاوتا(وربما تجاهلا) من قبل بعض هذه الدول لاهمية مساعدة العراق للاستقواء على مشاكله، والاكثر من هذا ان بعض هذه الدول تستغل انشغال العراقيين في المواجهة الضارية مع المشروع الارهابي والدوامة الطائفية وضعف موجبات حماية الحدود  وانتشار الفساد للقيام باعمال غير مقبولة في ظل علاقات حسن جوار تاريخية.

على ان المتمعن في الحوادث الحدودية الاخيرة لا بد ان يرصد حقيقة موازية مهمة هي ان بعض هذه الحوادث ، وبخاصة مع الكويت، مصدرها جماعات ارهابية مسلحة تنشط في المنطقة او عصابات تهريب وجريمة، كما يحدث البعض منها لاسباب تتصل بطبيعة التشكيلات العسكرية الرسمية(وهي مخترقة اصلا) المكلفة بحماية الحدود او الطرق الخارجية، وهي تشكيلات في غالبيتها كيفية او قبلية او “قطاع خاص” الامر الذي ينبغي وضع الحوادث الناجمة عن هذه العلل في اطارها الحقيقي وتطويق تداعياتها ومنعها من الانتشار الى خارج طبيعتها، وهو ما يحدث على حدود الغالبية الساحقة من دول العالم.

ولا نقول شيئا جديدا حين نشير الى ان ثمة شكوى عراقية متكررة طوال السنوات الثلاث الماضية من ضعف رقابة بعض الدول المجاورة لحدودها مع العراق، وقد نشرت اجهزة الاعلام الكثير من الوقائع الحية عن تحول بعض الحدود الى جسور للجماعات المسلحة الاجرامية، فيما احتكمت السلطة العراقية الى المنهج الدبلوماسي  الاخوي للفت نظر الجيران الى مخاطر هذا الوضع، وناشدت الجميع الى التعاون  للتضييق على الانشطة الارهابية عابرة الحدود، واكدت هذه الدبلوماسية، في اكثر من مناسبة، على ان الحرائق التي يشعلها الارهابيون في العراق، وتلك المسجلة باسم عتاوي الاجرام والتهريب قابلة لعبور الحدود في”الاتجاه المعاكس!” ايضا.
ــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــ
“ليس الخبر كالمعاينة”.
حديث منسوب[/b][/size][/font]