المحرر موضوع: لجنة عراق ( ستار ) لصياغة الدستور  (زيارة 1493 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Kadhim Alwaeli

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 42
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لجنة عراق ( ستار ) لصياغة الدستور

 
‏08‏/08‏/2005

برنامج عراق(ستار)يعرض يوميا على فضائية السومرية وهو عبارة عن اختبار حي لهواة الطرب العراقي والعربي الاصيل, ويدار من قبل لجنة مكونة من ثلاثة فنانين لهم باع طويل في فنون المقام والطرب العراقي الاصيل.
وانا شخصيا جعلت هذا البرنامج محطة استراحتي بعد الاجهاد الفكري من متابعة الفضائيات العربية و نشرات الاخبار المتعلقة بالشأن العراقي وبالتحديد الاختلافات على آلية صياغة الدستور فممثلوا الكتلة الشيعية يطالبون بدولة اسلامية فدرالية والسنة يريدون ان تكون القومية العربية هي القومية الاساسية في الدستور( وباقي الناس كلهم تراب) .ومطالب الاكراد بتطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة الموقت.
التباحث والعراك والشد والجذب من قبل المقاطعين للأنتخابات الماضية  عفوا (المغيبين) عن الانتخابات, ومطالبة النساء بحقوقهن المدنية ولا اعرف ان كانت هنالك حقوق عسكرية ايضا, ومطالبة مجلس جديد بأعادة البدلة الزيتونية لقوات الامن والجيش.
وتمسك مجلس محافظة البصرة بفدرالية ( التمتع بالماء الحلو), ومطالبة احدى العشائر بمنحها حق دستوري بتزويج نساء العشيرة (للسادة) فقط والموت( للعوام), والكل يدافع عن حقوق الصابئة والتركمان و النصارى و اليزيدية و الشبك وقبائل (الجنجويد) في السودان, والاختلاف على قانون العقوبات وعطلة نهاية الاسبوع  ان كانت خميس وجمعة او جمعة وسبت, والعمامة السوداء اجمل من البيضاء او العكس.
وتصريحات نارية وثلجية موسمية من قبل اعضاء الجمعية الوطنية, حيث تمسك البعض على ان البيضة جاءت من الدجاجة والقسم الثاني يريد ان يضع فقرة الدجاجة جاءت من البيضة و(الا), وكل فريق لديه اثباتاته المادية من حيث الموقع الجغرافي للدجاجة وتحديد مصير البيضة.
لجنة تحكيمية من ثلاثة مبدعين لانعرف ان كانوا سنة شيعة ام كرد, يفقهون بأصول الفن الراقي وتكتيكات الاغنية الكلاسيكية والحديثة في آن واحد, يدخل عليهم شاب مرتبك وفي جوارحة امل الوصول للمرحلة المقبلة يقوم المتسابق بأداء الاغنية وعندما ينتهي تبادر اللجنة بتقييم المتسابق على اسس فنية وحرفية من حيث الصوت والاداء والنص وحتى الهندام, وبعدها يبادر احد اعضاء اللجنة بعد ان يستميح العذر من اقرانه وبطريقة مهذبة وخالية من الشوائب اخبار المتسابق على اجتيازه المرحلة الاولى او العكس وبعض المرات يقوم الاعضاء بمداعبة المتسابق بطريقة لطيفة مرصعة ببعض الملاحظات الحرفية.
الكل يستقبل الخبر ايجابي كان ام سلبي بأريحية وتسامح فلم يدعومن لم يحالفه الحظ بأقامة مؤتمر صحفي ويلقي اللوم على اللجنة ويعزو سبب رفضه الى اثنيته او قوميتة او مذهبه او حتى اذا كان متعاطفا مع (المقاومة) او (الاحتلال).
شباب همهم الوحيد هو تقديم فن اصيل واعادة الاغنية العراقية الى عصرها الذهبي, فيغني عمر الذي جاء من الموصل اغنية (لداخل حسن), عبدالزهرة من الناصرية الذي اتحفنا بصوته الجنوبي والذي رسم صورة فنية رائعة مع الحان (ياسين الراوي), وغنى آزاد القادم الينا من جبال كردستان اغنية (مشكورة) لفؤاد سالم, وميخائيل البغدادي ابن الثامنة عشر ابدع عندما غنى (ياطيور الطايرة) لسعدون جابر.
اتفق الجميع وبعفوية على ان العراق واحد, فليس هنالك مكان للأحتكارية بين المتسابقين, فلم يغن ميخائيل اغنية من اغاني (سيتاهو كوبيان), او عبدالزهرة لأغاني حضيري ابوعزيز, او عمر لفلكلول سعد الحديثي, فالجميع مؤمن  بحرية الرأي والاختيار و بعدالة اللجنة التحكيمية, حيث اساس الانتقاء مبني على جودة الاداء والابداع.
فليس هناك تحاصص طائفي او توافق حزبي, وليس للتحزب مكانا في هذه المسابقة, فالسلام والوئام يعم القاعة فلا ترى صورة  لقائد مليشيا او حزب او شيخ عشيرة على الجدران ولا اسم حزب او هيئة او منظمة او تيار على صدور المتسابقين.
وتظهر على الشريط الاخباري في اسفل الشاشة رسائل تقول ( الف تحية من فهد الفلوجي الى الاخ العزيز عبدالحسين البصري) ( ابو عثمان من الرمادي يسلم على اخته ام عباس في الديوانية).
واياك ان تلمس (الريموت كنترول) وتحول على احدى الفضائيات العربية فكل ما تجده هو وصفات اخبارية صنعت بدقة خاصة لتعكير المزاج العراقي.

فهل يبادر اعضاء الحكومة ولجنة صياغة الدستوربأقتطاع خمس دقائق من وقتهم ويشاهدوا عراق(ستار) ليروا بأعينهم مدى تآخي وتحابب رعيتهم فيما بينهم, او حتى على الاقل ليكتشفوا بأن هنالك اكثر من الف شاب عراقي يهوون الطرب والفن حتى لاتُضع فقرة دستورية تحرم الفن حتى وان كان راقيا.

كاظم الوائلي
كاتب عراقي
Kadhim1972@yahoo.com[/size]