أشوربان... شركة بناء تتحدى الحكومة والشعب!
اسكندر بيقاشا
عجائب العراق الجديد لا تنتهي، والتحذير الجديد للناشطين المدنيين في عنكاوا والحريصين على مستقبل بلدتهم ليس استثناءا. اسباب العجب متعددة:
اولا، التحذير يأتي على شكل تهديد ذو شقين اولهما مالي حيث يهددهم بدفع الخسائرالمترتبة من ايقاف المشروع رغم انه لم يبدأ بعد. والثاني تهديد مبطن بعواقب غير محددة حيث ينهي اصحاب الشركة بجملة ابلاغهم بمقطع "اعذر من انذر"وهي جملة يستعملها الارهابيون خصوصا.
ثانيا، التهديد ياتي من شركة تقوم بمشروع مبهم الاهداف وقد خططت وهندست بطريقة شبه سرية وحال معرفة اهالي المدينة به تم رفضه من قبلهم. لكن الشركة اصرت على اتمام المشروع ضد رغبة اهل المدينة اي انها هي التي تحاول الاعتداء على حقوق اهل المدينة وليس العكس وهنا ينطبق عليها المثل ضربني وبكى سبقني واشتكى.
ثالثا، اريد ان اصدق بان في اقليم كردستان ديمقراطية. ان ما فعله الشباب هو مثال جيد في العمل الديمقراطي رغم ان الرسالة كانت ستكون اقل مدحا للرئيس مسعود البارزاني في الديمقراطيات الحقيقية. كيف يستطيع احدا في بلد ديمقراطي ان يشتكي ويهدد من يجمع تواقيع اشخاص وبطريقة سلمية للتعبير عن رفض مشروع يهدد ،حسب وجهة نظرهم، مستقبل مدينتهم! واي مؤسسة حقوقية يمكنها استلام مثل هذه الطلب! العجب ان التهديد مصادق من دائرة عدل!
رابعا، الرسالة التي يوقع عليها اهالي عنكاوا مرسلة كما قلنا الى الرئيس مسعود البارزاني وليس الى رجل آخر، وهي رسالة اشتكاء حال والتماس لدن الرئيس الذي كان يجب ان يحترمه اصحاب الشركة وينتطروا جوابه حول الموضوع بدل ان يمنعوا الشعب من التحدث اليه. وهذه مخالفة حتى لسلوك الناس في الانظمة الدكتاتورية التي يكون من حق الناس الشكوى عند الرئيس.
خامسا، جاء هذه التهديد بعد عدة ايام من مقابلة ممثلي احزاب ومنظمات شعبنا الكلداني الاشوري السرياني السيد نجيرفان البارزاني واستعرضوا له مطالبهم ومنها ايقاف سياسة التغيير الديمغرافي في برطلة وغيرها من المناطق. وجاء في الخبر ان السيد نجيرفان قد واعدهم بمساعدة شعبنا على حل هذه المشكلة . فهل هذا التهديد هو تحدي للسيد نجيرفان واستهانه بما وعد به ام انه جواب من الحكومة لمطالب منظمات شعبنا بانه ما لا يجوز في برطلة ، اي التغيير الديمغرافي، يجوز في عنكاوا.
بناءا على النقاط اعلاه فان مقدمي التهديد "اصحاب شركة آشوربان" هم إما اقوياء جدا ومدعومين من جهات عليا في الحزب والدولة ام انهم لا يفقهون ما الذي يفعلونه. لان هذا التهديد يخالف دستور العراق ودستور كردستان" ينقصه الاستفتاء" الديمقراطيين كما يتحدى كل من الرئيس مسعود البارزاني ورئيس الوزراء القادم نجيرفان بالاضافة الى انه يستهين بارادة اهالي عنكاوا جميعا والكنيسة الكلدانية خاصة.
اذا نجحت هذه الشركة ،رغم كل ما ذكرناه ، في ارهاب ابناء عنكاوا الشجعان واسكاتهم بالتخويف والتهديد ومن ثم بناء مشروعهم المشبوه بالرغم من ان القضية وصلت عند رئيس الاقليم ورئيس وزرائه فاننا نستطيع تسمية الحكم في اقليم كردستان كل شئ عدا حكم الشعب وعند ذاك نلتقي معا ونقرأ على ديمقراطية اقليم كردستان السلام.