المحرر موضوع: ( غيض من فيض أوهام أدعياء الآشورية )  (زيارة 2078 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 1iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
( غيض من فيض أوهام أدعياء الآشورية )
 بقلم العلامة الدكتور  كوركيس مردو
         ليس من شكٍ أن عدداً ضئيلاً من أبناء كنيسة المشرق الكلدانية الأصل والمنشأ وبخاصةٍ القاطنين منهم في منطقة آثور الجبلية إحدى مقاطعات بلاد الكلدان الأصلية التي تشمل مناطق < بابل وآثور والجزيرة  >  خرجوا عن إجماع الغالبية العظمى من إخوانهم الذين أعلنوا في منتصف القرن السادس عشر تصحيح مسار الكنيسة التي أصاب الإنحلال رئاستها بسبب اتهاجها المسلك العشائري الإستبدادي ، فانتفضوا ضدّها وقرّروا استعادة مذهب أبائهم وأجدادهم المذهب الكاثوليكي الذي كانوا عليه لأكثر من قرون أربعة قبل أن يُفرض عليهم المذهب النسطوري ، بيد أن هؤلاء القلائل الخارجين عن ذلك الإجماع عارضوا قرار الأغلبية وآثروا البقاء في المذهب النسطوري وتحت مطرقة الرئاسة المستبدّة  والتسمية الكنسية <  الكنيسة النسطورية >، وسار علىمثالهم أبناؤهم وأحفادهم حتي يومنا هذا ، ولذلك نرى أحفاد اولئك الكلدان الجبليين المعاصرين متشبثين بذلك النمط الموروث ، وبشكل تعصّبي أقوى ، أوقده فيهم قبول آبائهم في أواسط القرن التاسع عشر التنازل عن قوميتهم الكلدانية وانتحالهم لتسمية موطنية وثنية لدولةٍ غابرة هي الدولة الآشورية التي طواها التاريخ في طيّاته المنسية منذ نهاية الجيل السابع قبل الميلاد ، بدفع وإغراءٍ من قبل دهاقنة الانكليز مبشّري الكنيسة الأنكليكانية الذين أطلقوا عليهم التسمية الآشورية إمعاناً منهم لتثبيت إنفصالهم عن إخوتهم الكلدان الذين ارتبطوا مع روما بالإتحاد الايماني ، وسمّوا كنيستهم الجديدة وريثة كنيسة المشرق الشرعية كنيستهم العتيدة < الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية > واسم هذه الكنيسة وكما فسّره المرحوم الأب الدكتور يوسف حبي بأنه امتداد تاريخي وحضاري تبلور واستقرّ في القرن السادس عشر مما يثبت العقم في ادّعاء المعادين للكلدان بأنه اسم مستحدث .
       
  وإذا تطرّقنا الى تاريخ تأسيس الدولة الآشورية ، فإن المؤرخين يعزون أن العموريين الذين أسسوها يعودون بجذورهم الى البابليين الكلدان ، الذين لا علاقة لهم بالشوباريين القبائل البدوية البربرية التي كانت تقطن منطقة جبال بتليس ، تحركت في أواسط الالف الثالث قبل الميلاد وغزت منطقة شمال الرافدين موطن المزارعين السومريين واستقروا فيها وفق ما ذكره نورمان باكروفت هَنت الباحث الآثاري ، وبسبب تدفّق الهجرات الشوبارية الكثيفة الى الاقليم السومري اضطر السومريون الى ترك مستوطنهم والهجرة الى مناطق وسطجنوب الرافين موطن الكلدان وكان لاختلاطهم بالكلدان أثر في ولادة أول حضارة بشرية ، هيمن عليها السومريون باديء الامر لثقلهم العددي وانتشارهم السريع في أرجاء تلك المناطق ولكن سرعان ما تم إخضاعهم من قبل أحفاد الكلدان الاوائل الى نفوذهم. لقد جاء في كتاب < الآشوريون في التاريخ > للمؤرخ الآثوري ايشو مالك ص.11 بأن جد الآشوريين هاجر من سهل شنعار < بابل > وحلَ في آشور مما يؤكّد بأن آشور كانت موجودة قبل حلوله بها قادماً من بابل ، وأن مجموعته تسمّت بالآشوريين نسبةً إليها وهو ما لا يمكن اعتباره اسماً قومياً، كما أن مؤرخاًآثورياً آخر يؤكّد أصل الآثوريين هو المؤرخ الآثوري الروسي الأصل قسطنطين ماتييف في كتابه < الآشوريون والمسألة الآشورية > حيث يقول : ( أسّسَ الخارجون من بابل موطناً لهم في شمال ما بين النهرين كانت أكبر مدنهم آشور ، ويستطرد ، أصبحت آشور في مطلع القرن الثامن عشر ق . م مركزاً لدولة عظمى ، ويضيف بأن الآشوريين ينتسبون الى الشعوب السامية ، ويرجعون بجذورهم الى البابليين ) أليس هذا دليلاً على أن الآشورية هي تسمية موطنية لا علاقة لها بالقومية ؟ وإن هوية مؤسسي الدولة الآشورية تعود الى العموريين البابليين الكلدان ، إذاً ، إن أدعياء الآشورية المعاصرين يعودون بجذورهم الى الكلدان قديماً وحديثاً .

         إن عنف العداء المذهبي الذي برز بعد إلإنشطار الثاني لكنيسة المشرق الذي حدث عام 1553  حدا بالشطر الذي أصرّ على بقائه على المذهب النسطوري الى الإنزلاق والوقوع في مصيدة المبشّرين الأنكليكان عناداً ونكايةً بالشطر الذي استعاد المذهب الكاثوليكي وأبرم وثيقة الإتحاد الايماني معها ، ولذلك رأى الأنكليكان في الشطر النسطوري أرضاً خصبة لزرع بذور الحقد والكراهية بين الإخوة وتقوية عوامل انفصالهما ، حيث أغروهم وصوّروا لهم بأنهم بقايا الآشوريين القدماء فطاب لهم هذا العطاء وأخذ من يقينهم مأخذاً وصل بهم الى حد الجنون ،  فتشبّثوا بالتسمية الآشورية جاعلين منها معبوداً دونه الاله ، وكان من نتائج هذا الانصياع الاعمى لمشورة الانكليز الدهاة تعرّضهم للمصائب والويلات من قتل وتهجير واضطهاد ، ورغم كل ذلك لم يرعووا وتمادوا في العناد .

         آمن أبناء الشطر الكاثوليكي الكلدان بالواقع واحترموا شعور إخوتهم أبناء الشطر النسطوري بتبنّيهم الاسم الآشوري واعتبار أنفسهم بقايا الآشوريين القدماء ، إلا أن الذي لم يتصوّره الكلدان أن اعترافهم بآشورية هؤلاء احتراماً لمشاعرهم قد أغراهم وشجّعهم على الإنتقاص من الهويّة الكلدانية والسعي الى تغييبها والمناداة بكل صلافة بأن الكلدان هم آشوريون قومياً ، وأن الكلدانية مذهب وأن الكلدان كذا وكذا والى آخره مما سنتطرّق إليه بايجاز قدر الإمكان ونحاول
أن نبيّن كيف أن الإحسان يُقابَل بالنُكران .

يدّعي أدعياء الآشورية المعاصرون بأنهم أحفاد آشوريي الأمس ، وأن كلدان اليوم ليسوا بكلدان الأمس ! يؤكّد التاريخ بأن الكلدان وبالتحالف مع الميديين قهروا الدولة الآشورية وأزالوها من الوجود كياناً سياسياً ووجوداً بشرياً ما بين عامي 612 – 609 ق . م باستثناء عدد قليل جداً ممّن سقطوا بأيدي الكلدان حيث لم يقضوا عليهم اسوةً بالميديين لايمانهم بوحدة الدم التي تجري في عروقهم ، فانصهروا في المجتمع الكلداني وأصبحوا جزءاً منه بدون تمييز ، وبعد اجتثاث الدولة الآشورية أصبح الكلدان اللاعب الأوحد السائد على بلاد ما بين النهرين دون منازع شغل أبناؤهم كل جزءٍ من أجزاء  الاقليم الآشوري الشاغر من سكانه المبادين ، وتحوّلت دولته الى أعظم امبراطورية عرفها التاريخ القديم حيث دان لها الشرق الأوسط بأكمله وغطّت على جميع سابقاتها ، ورغم سقوط صولجان حكمها على أيدي الأخمينيين عام 539 ق.م إلا أن شعبها الكلداني واصل نشاطه الحياتي كاملاً تحت نفوذ الأقوام الغريبة التي تعاقبت على حكم بلاده ، وعند بزوغ فجر المسيحية كان السبّاق الى قبول بشارة الخلاص الانجيلية  وأسّس كنيسته العظيمة التي سمّاها كنيسة المشرق ، إذا كان التاريخ قد أكّد انقراض الآشوريين وأن بقاياهم الضئيلة قد انصهرت في المجتمع الكلداني منذ نهاية الجيل السابع قبل الميلاد ، على أي أساس يسرق أدعياء الآشورية اسم كنيسة المشرق الكلدانية التي تأسست في كوخي / المدائن بوسط بلاد ما بين النهرين ، نعم كان أسلافهم جزءاً من أبناء كنيسة المشرق الكلدانية التي إتسعت هيمنتها في كل أرجاء البلاد وامتدّت الى كافة اقطار الشرق القديم ،  ولكن ليس بصفتهم آشوريين بل كلدان قاطني منطقة آثور لأن الوجود الآشوري كان قد أصبح في خبر كان ، أليس إذاً إدعاؤهم باطلاً وليس له بقدر ذرّةٍ من الصحة ، ولذلك فإذا رغبوا بالوحدة الكنسية فليس لهم إلا العودة الى أحضان الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الوريثة الشرعية الوحيدة لكنيسة المشرق العتيدة .

يدّعي الإنفصاليون مدّعو الآشورية بأن الكلدان كانوا كهنةً وعرّافين وسحرة وليس شعباً ! يفنّد هذا الادّعاء المشوب بالغباء العدد الكثير من الباحثين والمختصّين في حقل التاريخ النهريني  فتقول الدكتورة مارغريت روثن في كتابها الموسوم < علوم الكلدانيين > ترجمة الأب يوسف حبي ص. 11 بأن الكلدان هم أوائل البابليين أو الأ قدم بين البابليين ، وجاء في معجم المصطلحات والاعلام في العراق القديم لمؤلفه حسن النجفي ص. 127 أن سركَون الأكدي لدى تأسيسه امبراطوريته سمّاها < امبراطورية الكلدان العظيمة > وفي كتابه < لغة العرب < وصف الأب انستاس الكرملي ص.58 بأن الكلدان امة عظيمة قديمة الرئاسة نبيهة الملوك كان منها النماردة الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار ( نمرود بن كوش بن حام ) وفي كتابه < بوليطيا > يقول ارسطوطاليس بأن امة الكلدان ودار مملكتهم < كلواذي > من بلاد ما بين النهرين ، إليها اضيفوا، ومنهم( النونيون ، الآثوريون ، الآراميون ، الجرامقة ، نبط العراق وأهل السواد <الاشراف والتنبيه للمسعودي ص.68  ويقول ابن العبري في كتابه < مختصر تاريخ الدول > ص. 3 بأن اصول الامم من سالف الدهر هم سبعة( الفرس ، الكلدان ، اليونان ، القبط ، الترك ، الهند ، الصين ) ومنهم تفرّعت الامم الاخرى، وقد ورد في كتاب< مدارس العراق قبل الاسلام >للمؤرخ روفائيل بابو اسحق ص.8 إن الكلدان هم أسبق الاقوام في وضع الكتابة على طريقة التهجئة ثم انتشر اسلوبهم بين الاشوريين والارمن والشعوب الاخرى المجاورة كالفرس والماديين ، وورد في< مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة>
للمؤرخ طه باقر في الصفحات 74 – 494 – 548 الكلدان شعب سكن شواطيء الخليج ، أسّس منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد أو قبله سُلالة القطر البحري التي عرفت بسُلالة الامراء أيظاً، سادت على الخليج ومن ملوكها( ايلوما-ايلو 1744 ق.م ) تشكّلت هذه السلالة ثانيةً من قبل مملكة بيث ياقين باسم سُلالة القطر البحري أيظاً ، من أشهر ملوكها ( مردوخ بلادان 732 – 705 ق.م ) دارت بينه وبين ملوك آشور معارك عنيفة ، احتلّ بابل وتُوّج ملكاً عليها وامتدّ حكمه من عام ( 721 – 711 ق.م ) وينعت العلاّمة المطران يعقوب اوجين منا في معجمه الشهير < دليل الراغبين > الكلدان بامة حيث يقول( الامة الكلدانية ) وفي مكان آخر ،( الكلدان: جيل من الشعوب القديمة كانوا أشهر أهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك) وفي كتابه < بلاد ما بين النهرين > يوضّح المؤرخ اوبنهايم بأن علم الفلك الكلداني الذي يُعرف ب(الأسترولوجي) كان من الشهرة بالنسبة للكلدان حتي أصبح مرادفاً لاسمهم رغم إبداعهم الكبير في العديد من العلوم الاخرى ، ولشهرة التنجيم البابلي اطلق عليه(العلم الكلداني) ويقول أيظاً إن السُلالة الكلدانية هي آخر سُلالة قومية
أصيلة ، وبسقوطها انتهى التاريخ الوطني للعراق القديم ، يقول جورج روو أبرز المؤرخين الثقاة في كتابه( العراق القديم)
ص.479 ( بالرغم من معرفة اليونانيين بالكلدان وإعجابهم بعلمهم الفلكي ألحقوا بالكلدان الكثير من الأذي من حيث تشويه سمعتهم بسبب ترجمتهم لعِلمهم وفق معرفتهم المحدودة المستوى قياساً بمستوى علماء بابل) .

والادّعاء الأغبى لهؤلاء الإنفصاليين دعاة الآشورية والموالين لهم ذوي الثقافة الساذجة من المتأشورين المحسوبين على الكلدان بالاسم، هو قولهم أن مسيحيي السهل والجبل ليسوا كلداناً لأن مناطق سكناهم الحالية كانت تُعرف يوماً باقليم آشور !
يا للسذاجة ! أو لنقل يا للمغالطة التاريخية المتعمّدة التي تتنافي مع المنطق العلمي ، حيث يتجاهلون الحقائق التاريخية الناصعة التالية :
1 – ليس هنالك من يستطيع أن يُنكر ما أكّده المؤرخون قاطبةً بأن الكلدان كانوا آخر سُلالة قومية وطنية أسّست امبراطوريتها العظيمة على أنقاض الدولة الآشورية المنقرضة ( الامبراطورية الكلدانية) والتي لقّبت بالامبراطورية البابلية الحديثة لأنها امتداد للامبراطورية البابلية القديمة ، حكمت بلادها ( ما بين النهرين ) وبسطت سيطرتها على كامل بقاع الشرق الأوسط لمدة (85) عاماً
وإن أبناءَها الكلدان هم الورثة الحقيقيون وليس غيرهم لما يزيد عن خمسين قرناً من الحضارة الرافدية ، التي كانت بدايتها في أريدو عاصمة الكلدان الأوائل ، وهم الوحيدون الذين استمرّ تأثيرهم في وادي الرافدين بعد افول نجم سلطانهم باحتلال بلادهم من قبل الأخمينيين ثم المكدونيين فالفرثيين والساسانيين وحتى الغزو العربي الاسلامي ، فإن هذا الغزو المتواتر لم يستهدف بلاد ما بين النهرين وهي خالية من سكانها الأصليين ، إذ يقول بهذا الصدد الباحث المسلم سليم مطر
عندما وطئت أقدام المسلمين أرض العراق تفاجأوا بوجود كنيسة بابل النسطورية ومقرّها في المدائن ، كانت نسبة العراقيين من أبنائها 90% تنتشر اسقفياتها بامتداد نينوى حتى بيث قطرايا(دولة قطر الحالية) ويُضيف ، لدى زيارة بنيامين التودلي جبل سينا عام1170 م وجد فوق قمّته معبداً مسيحياً وعند سفحه قرية يتكلم أهلها اللغة الكلدانية مما يدل على مدى انتشار اللغة الكلدانية واتساع الهجرات الكلدانية نتيجة الاضطهاد الديني والظلم الاجتماعي الذي كان يمارس ضدّ الكلدان فيضطرّون للهروب الى المناطق الجبلية النائية ، يقول المؤرخ يوسف رزق ألله غنيمة في كتابه < نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق > ص. 172 ( إن يهود العراق بقوا في هذه الديار في القرون التي أعقبت استيلاء المغول والتتار ، ولم يضطرّوا الى مغادرة أوطانهم مع ما كان فيها من المظالم والإضطهادات كما فعل النساطرة( أبناء كنيسة المشرق الكلدانية)
الذين هجروا بغداد والبصرة وكل مدن العراق ما خلا الموصل و توابعها والتجأوا الى قمم جبال كردستان وبلاد الفرس حتى انقطع ذكرهم من عاصمة العباسيين عهداً ، وخربت بيَعُهم وهدمت معابدهم ، ولم تعد فئة النصارى الى مدينة السلام إلا بعد مرور قرن أو أكثر.
2 -  إذاً يظهر مما سبق أن نزوح الكلدان من مناطق بغداد والبصرة والمدن العراقية الاخرى المعروفة قديماً بالاقليم البابلي الكبير باتجاه اقليم الشمال إبان فترة الاضطهادات التي عصفت بأبناء الكلدان ، كان بسبب المحافظة على حياتهم وصيانة دينهم وشرفهم ، وعندما هدأت الامور وباشر قسم منهم بالعودة الى ديار آبائهم وأجدادهم  في المدن والبلدات، لا يمكن اعتبارهم نازحين شماليين كما يروّج المغرضون بل عائدون ، ولا يمكن اعتبار المستقرّين في أماكن نزوحهم أنهم أصبحوا قوماً آخر غير كلداني ، لأن التبدلات المناطقية لا تغيّر القومية ، والعامل الجغرافي لا يُعتمد في تحديد القومية ، وإلا لاعتُبِرَ العموريون الخارجون من أرض بابل في الالفية الثانية قبل الميلاد الذين توجّهوا صوب الشمال واستقروا فيه وأسسوا دولة آشور سومريين لأن اقليم الشمال كان موطنهم الأصلي ، بينما بقيت جذور المؤسّسين عمورية كلدانية بابلية رغم إطلاقهم على دولتهم التسمية الآشورية ، وهذه حقيقة تاريخية ثابتة مهما أنكرها دعاة الآشورية ومؤازروهم ، فإن العموريين الذين يعودون بالأصل الى البابليين الكلدان والكلدان المعاصرين هم شعب واحد أصلاً وعِرقاً ولغةً ، أما الذين يتخذون من العامل الجغرافي متّكأً لتمرير منطقهم المهتريء في تحديد أعراق البشر فهو من السذاجة بمكان لا يستسيغها العقل المتفتّح ولا يستجيب لها . هنالك إدّعآت اخرى كثيرة يأخذ مني تفنيدها صفحات وصفحات مطوّلة ولذلك أكتفي بما أوردته في هذا المقال ، وإني أستسمح القراء إذا وجدوه طويلاً .

الشماس كوركيس مردو
«يمكن ان تكون الكذبة قد جابت نصف العالم فيما الحقيقة لا تزال تتأهب للانطلاق».‏ مارك توين