المحرر موضوع: مالك لوكو شليمون الجريء يروي تفاصيل حركة 1933 ـ الجزء الثالث.  (زيارة 2170 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل michaelgewargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 214
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وتمكنا من العبور اثناء الليل من نقطة تقع جنوب قرية فيشخابور بواسطة كلك صغير مصنوع من القرب. وفي الصباح وصلنا الى معسكر قوة فرنسية في قرية خانك القريبة من الحدود العراقية واتصلنا بامرها عارضين له قضيتنا واخذنا حالا في سيارة الى قرية ديرك حيث كان مقر المستشار الفرنسي كابتن لارست ولماعرضنا له قضيتنا مفصلا نقلها بدوره برقيا الى المندوب السامي الفرنسي في بيروت قائلا لنا بانه سيخبرنا النتيجة عند ورود الجواب منه، وبينما كنا ننتظر الجواب من المندوب السامي الفرنسي ارسلت رسالة الى القس كوركيس في العراق مع احد مرافقينا مبينا له فيها باننا سنخبرهم بالنتيجة حال حصولنا عليها طالبا منهم البقاء والمحافظة على الهدوء والسكينة. الا انه قبل حصولنا على النتيجة وبينما كنا مدعوين لتناول طعام الغذاء في مكان اثري على نهر دجلة من قبل توما البازي الذي كان يسكن هنالك جاءنا خيالان من الجندرمة السورية واخبرنا بان حوالي 500 رجل من اتباعنا قد وصلوا مع اسلحتهم وبنادقهم من العراق الى قرية خانك، فهرعنا الى هناك على الفور والتقيت بالقس كوركيس وسالته فيما اذا كان قد استلم رسالتي اليه، فاجابني بانه قد استلمها الا انه لم يتمكنوا من الانتظار لان قداسة مار شمعون كان قد اخبرهم بواسطة شليمون بن مالك اسماعيل بان الجيش العراقي سيتحرك نحو قراهم ويقوم بقتلهم جميعا لذا امرهم بالالتحاق بنا مع سلاحهم فورا قبل ان يتمكن الجيش العراقي من الوصول الى قراهم وسد الطريق بوجههم.ولما اكد كل من سورمة خاتون والمطران مار يوسف خنانيشو هذا الخبر اضطروا للتحرك والالتحاق بهم. ثم توافدت جماعات اخرى وعبرت النهر حتى بلغ عددها حوالي 900 شخص منهم 600 شخص يحملون السلاح والبقية بدون سلاح تم تعسكرهم في تلك الاراضي الخالية من اي ظل او شجرة تحت اشعة الشمس المحرقة وبدون طعام وبينما نحن في هذه الحالة المزرية اصدر ياقو اوامره الى بعض من رجاله لمنع اي شخص من الاتصال باحد او الاستفسار من اي شخص اخر سواء حول الموضوع ولذا حصل بعض التذمر بين الوافدين ولما قلت له باننا كنا بامس الحاجة الى مخرج من ورطتنا ولم نكن بحاجة الى مظاهر فارغة اجابني بان الوضع يتطلب الكتمان وعدم الاتصال بالاخرين واخذ يتحجج ببعض الحجج.واخيرا وصلنا جواب المندوب السامي الفرنسي من بيروت بان قداسة مار شمعون لم يكن لديه اي اتصال مع الفرنسيين وانه صديق الانكليز لذا فانه لا يعلم اي شيء عن قضيتنا وعلينا ان نسلم اسلحتنا الى السلطات الفرنسية. وهكذا تم تجريدنا من بنادقنا وبقينا في ذلك الوادي نعاني من العطش والجوع وحر الشمس بينما كانت المفاوضات بين السلطات الفرنسية والحكومة العراقية بصددنا.وعلى اثر ذلك حدثت بلبلة شديدة وتذمر بين صفوف الوافدين متهميننا باننا خدعناهم واخذوا يستفسرون عن الارزاق والمساعدات المالية التي كنا وقداسة مار شمعون قد وعدناهم بها عندما كانوا في العراق،ثم ازداد هيجانهم وعلت صيحاتهم وصرخاتهم ضدنا وخاصة من ابناء عشيرة تياري العليا التابعين لياقو والذين قالوا له بانهم سيعودون الى قراهم وعوائلهم في العراق لان لهم امل كبير من ان مالك خوشابا سوف يستحصل موافقة الحكومة العراقية على السماح لهم بالعيش بسلام في العراق كما كانوا سابقا. لذا جاءني ياقو مع اخوته وبعض اقربائه وهو في حالة ياس شديد طالبا مني القيام بتهدئة اتباعه وعدم السماح لهم في العودة الى العراق، فاجبته بصعوبة تلبية طلبه لانه اذا كانوا لا يطيعوه وهو رئيسهم فكيف يطيعوني وانا غريب عنهم. ولما اخبر هؤلاء الراغبون في العودة المسؤول الفرنسي بذلك قام الفرنسيون باعادة بنادقهم اليهم بينما كان ياقو مع بعض الرجال من اقربائه بعض عبارات التنديد بهم مدعين بانهم سيلونون ماء نهر دجلة بدم كل من يحاول عبوره للعودة الى العراق،الا انه لم يمض سوى وقت قصير حتى طلب الاشخاص الذين كانوا مع ياقو يطلقون التهديدات ببنادقهم ايضا والبالغ عددهم حوالي12 شخصا واخذوا يعبرون النهر مع العائدين وكانت الساعة تقترب من الثانية بعد الظهر من يوم 5 اب سنة 1933.وقبل وصول مقدمة العابرين الى شاطىء النهر داخل الحدود العراقية حيث كانت بعض القوات العراقية قد اتخذت مواضع لها فيها قام ياقو وبعض من اقربائه بفتح النار على القوات العراقية التي كانت تنتظر عبور الاشوريين بسلام حسبما كان قد تم الاتفاق عليه فيما بينها وبين السلطات الفرنسية. وعلى اثر ذلك بدا الجيش العراقي بالرد بالمثل وهكذا بدا القتال بين الطرفين دون ان يعلم اي طرف من هو البادىء بالرغم من ان الجيش العراقي كان قد بلغ من قبل مكي بيك الشربيني قائمقام دهوك والمستشار السياسي المفاوض مع السلطات الفرنسية بهذا الخصوص بان الاشوريين سيعودون ويسلمون سلاحهم كما كان الاشوريون على علم بذلك،الا ان ياقو لم يرق له ذلك فاشعل نار الفتنة ولو كان ذلك على حساب ابناء عشيرته الذين كانوا قد وثقوا به بانه كان يعمل من اجل مصلحتهم فتبعوه الى سوريا.
ولما بدات المعركة اضطرنا نحن ابناء عشيرة تخوما الباقين في المؤخرة على استلام بنادقنا من الفرنسيين وقمنا بعبور النهر لمساعدة هؤلاء المساكين الذين اوقعهم ياقو في ورطة وكان الظلام بدا يخيم والقتال مستمر بين الطرفين على ربايا الجيش العراقي المحيطة بالمعسكر في ديرة بون حتى الفجر. وبعد ان اصبت في يدي نتيجة لقصف الطائرات العراقية وبعد ان تكبدنا بعض الخسائر من القتلى والجرحى انسحبنا ثانية عبر نهر دجلة الى الاراضي السورية. واما ياقو فبعد ان اشعل نار الفتنة التجا مع بعض اقربائه المقربين الى داخل نهر الهيزل داخل الحدود التركية واختبئوا في غابة من القصب.
وبعد الانتهاء من المعركة وانسحاب الاشوريون الى داخل الحدود السورية جاء ياقو ومن معه والتحقوا بنا حيث صرخ به الضابط الفرنسي الموجود هناك قائلا له  اين كنت ؟ انت الذي اشعلت نار الفتنة ثم هربت واختفيت فانت المسؤول عن كل هذه المصائب التي حلت بهؤلاء المساكين فلم يجب ياقو ولا بكلمة بل ظل صامتا.مطاطا الراس.

الموضوع يتبع...3

ميشيل كيوركيس زكريا.
اكاديمي مستقل.