المحرر موضوع: مرة أخرى أبواق وقحة لمنظمات خرساء  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل butros tshaba

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 119
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
             مرة أخرى أبواق وقحة لمنظمات خرساء

ليس من قبيل المصادفة أن تكون مخيلتي قد نُـشطت قبل عدة أيام , بل من المؤكد أن هناك من يختص و يزاول مهنة تنشيط المخيلة , مُـستعملا ً رقعا ً صغيرة متناثرة , يسمونها  مقالات أو نشاطات إعلامية , يسطرها من نسميهم على أقل تقدير أشباه كتاب أو إعلاميون منافقون .

لقد نشرت شبكة زهريرا الإخبارية رقعة بعنوان " احتفال كبير بتل هرمز في اختتام دورة التعليم اللغوي و المسيحي "
http://www.zahrira.net/ 
خطَّ أسطرها الكاتب الكلدوأشوري كما يحلو له أن يسمي نفسه متبجحا ً السيد أسامة ادور موسى .
للوهلة الأولى قد تبدو تلك الرقعة على أنها تغطية إعلامية للحدث و لكن القائمين  على العمل و المتابعين لهذا الحدث يدركون تماما ً حتى قبل دعوة مثل تلك الأبواق أن عملهم سيتعرض لحملات التشويه و سيحاول أصحاب الذمم المُباعة إلى قطف ثمار جهودهم و نسبها لأنفسهم المريضة .
و ما كتب في الرقعة المذكورة ينسجم تماما ً مع السياسة الإعلامية و التي يمارسها بعض تائهي القومية و متسولي الأسماء , وعلى حد سواء شخصيات معنوية كانت أو الآدمية منها .
يبدأ الكاتب باستبدال اسم الدورة من دورة تعليم اللغة الآشورية الأم إلى " دورة التعليم اللغوي المسيحي " و من ثم يسرد لنا أجواء الاحتفال من الشخصيات و المؤسسات المشاركة و الأعمال التي قدمت في الاحتفال , فيحذف و يقتطف و يختصر ما يحلو و ما يطابق سياسة الجهة المُستأجرة له راميا ً بعرض الحائط مبادئه و مبادئ الأمانة في نقل الخبر. فيتحاشى الكاتب ذكر " الآشورية " أينما وردت في الحدث و بتعمد واضح , فها هو يستعمل مفردات ناقصة مثل " راعي أبرشية سوريا لكنيسة المشرق و يختصر الآشورية  , اللغة الأم بحذف الآشورية  , الطائفة , الأمة دون ذكرها  , زوعا بدلا ً من الحركة الديمقراطية الآشورية  و غيرها من الأمثلة " , و مع أن كل  الشخصيات التي اعتلت منبر الاحتفال , ركزت على أهمية تعليم اللغة الآشورية و دورها في الحفاظ على الخصائص القومية الآشورية . و ما قدم في الحفل من أناشيد و قصائد و مسرحيات حتى الصامتة منها , أبرزت بوضوح آشوريتها و نجمتها الرباعية  و لم تعتمد استعمال " نا " ضمير الغائب المُستعمل لدى مقتاتي فتات موائد الآخرين . فكان من المفترض أن يكون حافزا ً لإنهاض الذات المريضة لدى الكاتب , لكننا نجده يتاجر بدم الشهداء الآشوريين و يستبدل ذكر "الوقوف دقيقة صمت على أرواح أجدادنا  الشهداء في سيميل " بذكر الوقوف دقيقة صمت على شهداء أمة و كنيسة لم تُذكر و ظلت غائبة و مبنية على المجهول .
و من الملفت أن الكاتب يذكر جميع الشخصيات المشاركة و إن كان ذكره ناقصا ً , لكنه يأبى أن يذكر أحد أبرز الشخصيات المعنوية المشاركة في الحفل متناسيا ً  أن  تلك الشخصية المعنوية  هي من تقوم  بدعم عملية تدريس اللغة الآشورية في سوريا و أن الغالبية الكاسحة من المدرسين و المعلمين للغة الأم الآشورية هم من كوادرها و أنها هي من قامت بالتحضير و بدعوة جميع الشخصيات المتواجدة في الحفل و من ضمنهم الجهة التي يكتب لها كاتبنا المرموق! الأمين! السيد أسامة موسى . و إعلامها يختلف تماما ً عن إعلام أبطال الانترنيت وللقارئ  الحكم في ذلك .
 http://www.gabba-adp.com/modules.php?name=News&file=article&sid=534

خير ما نقوله لمثل هؤلاء الإعلاميون ! ما قاله الفيلسوف المشهور هيكل :
" المعارك الكبيرة ..... المعارك الظاهرة للعيان ... يجب أن تكون معارك الصمت , التي لا تراها العيون .. و لا يستشعرها الذين يعيشون في وقتها أي المعاصرون   لها ! ... و يكون من الصعب إظهارها بسبب صعوبة مستوى إدراكها ... "
و نقول لهم شوهوا و زوروا ما يحلو لكم و أملئوا بطونكم  ما طاب لكم من فتات موائدنا  , أما نحن فمناضلين و صامدين , و خير ما نرد عليهم و على تشويههم للحقائق بأعمالنا و بأفعالنا لا بأقوالنا , و أن البراعم التي نُـقشت على صدورهم  و في عقولهم آشوريتهم , هي خير رد لكل من تسولت نفسه أن يتطاول على قوائم أمتنا و أسم قوميتنا الآشورية .

قبل ستة و عشرين قرنا ً , كان الملك الآشوري في نينوى " آشور   باني بال"  صاحب أشهر مكتبة رسمية في العالم يفتخر بأنه يقرأ الأحجار السومرية المكتوبة قبل الطوفان فيقول " و قرأت الخط الفني السومري و اللغة الأكدية الغامضة التي يصعب تعلمها , مستمتعا ً بمطالعة أحجار  ما قبل الطوفان " و في الوقت نفسه كان يهتم جل اهتمام باللغة الآشورية المعاصرة له و بذل الكثير من الجهد و المال و الوقت للحصول على المخطوطات و كان يوصي بترجمتها و نسخها نسختين أو أكثر لبقائها للأجيال الآشورية القادمة  .هكذا يجب علينا أيضا ً نحن الآشوريين أن يكون لنا لغة قومية معاصرة متطورة " و هي كذلك اليوم " و ليس شيء أخر و أن نحب لغتنا و لا نقبل ببديلا ً عنها و أن نصر على ذلك و لا نقبل من كائن من كان و حيث و متى كان , أن ينكر وجود لغتنا و لأي سبب كان .. لأن ناكر اسم لغتنا و تطورها و حيويتها , هو ناكر للغتنا القومية .. و إن ناكر قوما نية  لغتنا هو ناكر لثقافتنا القومية المتميزة . و من ينكر ثقافتنا .. إنه ناكر لقوميتنا و الذي ينكر قوميتنا الآشورية المتميزة , إنه لا شك ناكر لوطننا و وجودنا الإنساني في هذه الدنيا ...!
و أعلموا أيها البسطاء و المضحون في سبيل الأمة .. أنتم الذين نزفتم دما ً لأجل هذا الاسم .. منذ الآن ليست هناك فرصة لكل انتهازي يسعى إلى خلط الأمور و التلاعب بالألفاظ و اللهجات و كيفية تحريك أو لفظ حروف اسمنا .. و لا لمن يريد إجراء قرعة على هذا الاسم المجيد للشعب و الأمة .. بحجة التمدن و حرية الرأي و لأجل إرضاء الآخر , و لا لمن يبتدع ألقاب و تسميات غريبة عن حقيقة الآشورية و يلصقها بهذا الشعب إرضاء ً لأسياده نقول , لا تصغوا أو تتأثروا بدعوات هؤلاء المفسدين للفكر الوطني قبل القومي , بل أعلموا أنه مثل هكذا شخص أو مؤسسة كنسية أو حزب سياسي ليس له إلا رداءه الخارجي " رداء الحملان " أما داخله فهو مستنقع من الحقد و الدنس و الخيانة , و أهدافه المصقولة و المحلاة من الخارج , إنما داخلها سمُّ و مرارة قاتلين . و طاقاته مكرسة ضد وجودنا القومي الآشوري .
و من هنا يجدر القول لكل الذين يشعرون بطعم الحضارة القومية . أن الذين لا يرغبون السماع ! الآشوري منهم أو ذلك الذي يدعي الآشورية ظاهريا ً  و لا يقر بآشورية لغتنا و لا يعزها و لا يفتخر بها , إن هكذا شخص هو دخيل على الأمة و من الساعين للمنافع و المكاسب الشخصية و ربما يكون من الهدامين سواء كان فردا ً أو كنيسة أو حزبا ً أو غيره ..
و هو من أولئك الذين تراخت عزيمتهم بسرعة في زمن الصمود و النضال لأجل الوجود ! و الآن انسياقا ً مع رغبات الغرباء .. قد تعوّد جميعهم المبارزة و القتال ضد الوجود القومي الآشوري و  الوطن و اسمه و هوية أصحابه ... !

الذي لا يقر بآشورية لغتنا, لا يستطيع الإقرار بالحضارة و الثقافة الآشورية و من هنا يلحق الأذى الكبير بالأمة و وجودها . و ينفي ماضيها و يخفي خصوصيتها و يطمس كل دورها الإنساني  بسرعة .من هنا يظهر جليا ً المسار المنحرف لجميع ناكري آشورية اللغة فَـهُـم باذرو الزيوان في حقل الثقافة القومية ..! و من يبذر الزيوان هو فاعل شرّ في كل مكان و زمان.
 


د . بطرس تشابا
     آشوري