نظرة في برنامج القيثارة
كان برنامج القيثارة ولا يزال محط أنظار أبناء شعبنا في الداخل والخارج . فهو يسلط الضوء على الإبداع والمبدعين من أبناء شعبنا . ولكن سوف نخوض في البرنامج عبر كل ما تقدم من حلقات لتقييم البرنامج ليس كنقد بل لتقويم البرنامج وإخراجه من بعض الرتابة والروتين الذان في البرنامج .
1-إن مقدم البرنامج شخص يعطي التفاعل والحيوية للبرنامج ونرى بأن ثقافته الفنية والعامة جيدة وأكثر ما أعجبني فيه حين قال هل سوف يبقى فنانون شعبنا يغنون فقط للدبكات أم للطرب وفعلاً هذا شيء جميل عندما نطرب الجمهور بالأغنية الجميلة لحناً وكلاماً رصيناً كما نسمع لأم كلثوم وغيرها وهذه النقطة الإيجابية لصالح الثقافة والبرنامج عامةً .
2-لكوني شاعر أكتب في السريانية وفي كافة لهجاتها ( الأثورية – السهل نينوية – والقريبة من السريانية الفصحى وكذلك السريانية ) وأكتب بالعربية أيضاً
قدم البرنامج شعراء كثيرون وأستثني منهم كوركيس نباتي فقد لاحظت على الأخوة الشعراء ما يلي :
أ ) إن هؤلاء ضعفاء في الثقافة الشعرية والثقافة العامة حيث عدم فهمهم الأسئلة الموجهة لهم من قبل مقدم البرنامج .
ب ) عدم تقديم شعراء متمكنين في الشعر الكلاسيكي بالوزن والقافية حيث نرى الحشو في الكلام واقتباس نصوص من الفلكلور السرياني لضعف الخيال لدى من يعتبرون أنفسهم شعراء حيث لا إبداع في خلق مفردات جديدة .
جـ ) شاهدنا شعراء لا دراية لهم باللغة المحكية ( السورث ) حيث لغتهم ركيكة غير سلسة .
د ) تقديم نصوص هشة لا معنى لها حيث لا رمزية شعرية ولا صورة شعرية ولا كلاسيكية مبدعة ورتابة مفرطة في الكلمات .
هـ ) خلو الكثير من المواضيع الوجدانية العميقة كالحب والغربة وغيرها وأنا كشاعر كنت أخجل من سماع هكذا شعر شعبي سرياني حيث يصبغ ثقافتنا في العار والخزي وهل فرغت أمة أفرام وباراي وأبرم من المبدعين وأنا كنت أرى الخجل من هذا الكلام في عيون يوسف عزيز وهو غير راضي ولكن ما في اليد حيلة هذا المتوفر أو الذي يعرض نفسه على البرنامج .
و ) الرجاء من الأخ يوسف اختبار شعر الشاعر أمام لجنة مختصة كي نستمتع بالإبداع .
فأنا قد التقيت بالفنان يوسف عزيز في القوش عام 2003 في مهرجان القوش وقد جلسنا وتحدثنا طويلاً في الكثير من الأمور وكان معنا المخرج عامر أيوب ومن خلال ذلك اللقاء ومن خلال خبرتي بالبشر وقراءة وتحليل أفكارهم وتوجهاتهم فيوسف هو شخص مثقف منفتح على العالم صريح في أرائه رغم أن لديه الكثير من التحفظات عليها في جوانب أخرى قد يتذكرني أو لا يتذكرني فالمهم كيف ينتقي شعراء برنامج قيثارة .
3-إن البرنامج لا يعطي الفرصة الكافية للضيف لتقديم ما لديه من إبداعات لضيق الوقت . فالاتصالات لا تقدم ولا تؤخر في البرنامج وأهميته
بل العكس قد تحرج البرنامج في اتصالات حاقدة أو غير مثقفة تتحدث في موضوع خارج نقاش البرنامج
4-الرجاء استضافة ضيفين فقط ( شاعر ومغني أو كاتب مسرحي وممثل ) وغير ذلك
أي التخصص في الموضوع فالشاعر والمغني وجهان لعملة واحدة وكذلك في كافة الاختصاصات .
أما من ناحية الغناء فأجمل ما قدم البرنامج هو أسماء غير معروفة كي يطلع عليها الجمهور وقد يكون لها اليوم مكان بارز في الساحة الغنائية السريانية فتكون قيثارة هي الباب الأول والخطوة الأولى للنجاح وقد أعتب على قيثارة في بعض النواحي مثلاً تقديم بعض المؤدين الذين اقتبسوا الحان معروفة من الفلكلور الكردي مثل تحسين طه ومحمد عارف وانتسابها لهم وهذا غير جيد فالأمانة مهمة في مثل هذه المواضيع .
أرجو أن تتقبلوا صراحتي في سبيل خدمة إنجاح برنامجكم .
الشاعر والأديب والمؤرخ الكرمليسي
قصي يوسف مصلوب
