المحرر موضوع: كما في الكتب  (زيارة 1425 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جولـيت فرنسيس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
    • مشاهدة الملف الشخصي
كما في الكتب
« في: 02:45 26/03/2012 »
كما في الكتب
لقد انتقل الى السماء البابا شنودة الثالث بابا الاقباط ,البابا الغزير بعلمه وثقافته وبحكمته في قيادة شعبه وعلى مر السنين الطويلة ,فرح مرح يمتع الحضور باقواله واشعاره وكلامه الذي يجذب الاخرين وكل من سمع وعظه ,قد اعجب به وفي كل انحاء العالم,اشتهر باجوبته الوافية لكل الاسئلة التي تليت عليه, وخطبه الكثيرة التي ملات الدنيا واعطى عطاءا لايوصف بهذا المجال. الوعظ الناجحة تحتاج الى وقود كي تدفئ السامعين والمؤمنين ,وتحتاج الى مراجع وكتب ومجلات واقوال القديسين والعلماء والحكماء لكي بستطيع ان يوصل الوعظة وبالمقابل يتم فهمها وهضمها والعمل بها ,عرفنا السر عند وفاة قداسته, صحيح مصر فقدت ابوها الروحي, القائد المعزي لها في هذه الظروف الصعبة ,وحزن القاصي والداني لتنيحه  ,,لكن كما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد,
فالبابا جمع الطوائف والاديان والقلوب والدول وكل مجالات الحياة  حوله من خلال مراسيم النظرة الاخيرة وصلاة الجناز والدفن وغيرها ,الكثير تمتع هذه الايام وتعجب على ما قد منحه الله من نعمه وحكمته  باشعاره وكلماته الممتعة ولقاءاته التي رايناها من على شاشات التلفزيون ,فالبابا لم يمت لانه (خلّف ما مات ) كما يقول المثل لانه ترك وراءه ورثا عظيما اذا فهمه اللبيب ,ومن خلال سيرة حياته وظروفه الصعبة التي خلقت منه  شخصية ناجحة, وبالاخص قراءته الكثير الكثير من الكتب ,عندما تكلم قداسته عن قراءة الكتب في سيرة حياته  لم يذكر الكتب التي قراها وانهل منها الكثير, بل قد قرأ منذ صغره والى الكبر لم ينقطع عن قراءة الكتب المنوعة التي جعلت منه رجلا  مثقفا وصالحا ومؤمنا  وقائدا في حياته العلمانية وحياته الروحية,الله يرحمك وكن لنا شفيعا عند يسوع . انزوائه في قلايته التي شبّهها بسفينة نوح حيث كلما يقل الخضارفي بلده , عندها يلجأ الى البرية والى خلوته يصوم ويصلي ويقرا ويبحث مع الله الحلول المناسبة لارجاع الربيع والخضار والحياة . في البرية  كان يقرا ويبحث ويكتب ويربط الماضي بالحاضر بالعلم والمعرفة والتي تحتاج الى ايام وأيام وليس بالامر السهل الذي يتخيله البعض فوفاته كان فائدة لشعبه فقد عرفوه اكثر ,انا شخصيا تمتعت بهذا العلم والقصائدالتي الفها والقصائد التي القيت له وكل ما جرى في هذه الايام التي اظهرت بدورها ايضا  بان قراءة الكتب شئ جيد جدا  وعظيم واحسن وقت نقضي فيه فراغنا ووقتنا  كما قال الشاعر(اعز مكان في الدنى سرج سابح   وخير جليس في الزمان كتاب),ولكن مع الاسف  السؤال يطرح نفسه هل  يقراالناس الكتب  الان كما كان في الماضي؟؟ هل نملك مكتبة عامرة ؟ فالذي قضى وقت فراغه و وقته الذهبي بقراءة الكتب طبعا يكون ثمينا ونادرا مثل الذهب  وناجحا في الحياة ومقدما للبشرية شئ ثمين كما نرى العلماء والمخترعين والفلاسفة والمؤرخين والمؤلفين وأمثالهم ,الذين قد انقطعوا عن ملذات العالم وحبسوا انفسهم وقضوا اوقاتهم وساعات لابل ايام طويلة الى ان وصلوا الى هذه النتيجة و المرتبة والرقي والتقدم ومن حقنا وحقهم ان يفتخروا بانفسهم ونفخر بهم لانهم بحق عظماء والعكس هو الصحيح ايضا  ,والكل بحاجة الى القراءة والكتابة  للكتب المنوعة لانها تصنع شيئا حقا عاجلا ام اجلا .
والكتب موجودة الان بكثرة ولها شعبيتها و يوجد من يؤلف وينمق ويعبر ويكتب ,ولكن القراء قليلون,, لانتشار اشياء اخرى وتكنولوجيا متقدمة  لربما, ولكن تبقى قراءة  الكتب هي في القمة ,تعلمنا كيف نختار المهم والخير من هذا التقدم  ,للبناء وليس للهدم.
 عرفنا الله وعرفنا ديانتنا والوصايا من خلال الكتاب المقدس وبالعقل . الاسفار الكثيرة يعني الكتب الكثيرة التي جمعت فيه  وترجمت بقوة الروح القدس ليبقى الكتاب المقدس ملائما لكل الازمنة والامكنة  ,وكل من يقرأالكتاب المقدس ويفهمه ويفسره ويبشر به ,يصير مثل البابا وغيره من الاشخاص الذين تعبوا على انفسهم وتعبوا على غيرهم بالعطاء ولا للاخذ  ,وأمامي الكثير من الاسماء الناجحين من الكلدان,والمسيحيين من كل الاطياف   مشوا بهذا الطريق وتسلّحوا بهذا السلاح قديما وجديدا لامجال لذكرهم ,لاننسى الدكتور الاب يوسف حبي  و غيره,  هنيئا لكل واحد  غارق في الكتب والمجلات والجرائد وفي القراءة والتاليف والكتابة والبحث عنها والاشتراك بها  فلم يضيع تعبه ابدا .وهنيئا لكل من يخلّف ذكرى حسنة  في حياته في هذا الطريق .وكل مقالة تكتب لها خلفية من هذا النوع ,فكتابنا مشكورون حتى ان كان سلاحهم وسط لا اقول ضعيف   لانه سيقوى يوما  ان كان هناك رغبة في القراءة واقتناء الكتب  وخاصة الشباب  لانهم املنا .
هنا الشعب في السوبد قارئ جيد ومثقف لايخرج الى عمله صباحا اذا لم يقرا الجرائد اولا  مع تناوله فنجان  القهوة  وغني بالكتب والمكتبات وبالقوانين وتطبيقها .في الشرق لا, ليس كما يتمناه المرئ ,السياسيون عندنا في العراق ايضا عندهم فقر بهذا المجال ,نتمنى للجميع قضاءا وقتا ممتعا مع اقرب كتاب لديهم ومع مكتبتهم
ان وجدت واذا لا توجد  ف(السوق مفلوق ) كما يقال في العامية

                                                  جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا