الجزء الرابع
بحث : في اكيتـــو
راس السنة البابلية الاشوريـــة ..!؟
يعكوب ابونا كان الملك الاكدي ( شار- كالي –شري ) قد خلف الملك ( نارم -سين ) على الحكم في حدود ( 2223-2198 ) ق . م وهم من الاشوريين كما ذكرنا في الجزء الثالث ، خلال الفتنه التي عصفت بالبلاط الملكي عام 2230 ق .م اختفى الملك فسقطت الامبراطورية الاكدية ، كما يقول جورج رو ص 216 من كتابه العراق القديم ، اما عبد الحميد الذنون يقول في كتابه التشريعات البابلية ص27 بان الملك شاركاري قد اغتيل اثناء الفتنه ، وهذا مرجح في القول في مصيرهذا الملك ، فسقطت السلالة الاكدية واعادة بعض المدن السومرية استقلالها ، كان لزحف الكوتيون على بلاد بابل قد حققوا النصرواخضعوا سومر واكد لحكمهما لفترة من الزمان ، وفي عهد الملك الكوتي ( تريفان ) استقال امير اوروك السومري ( اتو حيتكال ) واعلن نفسه ملكا وضم المدن السومرية في الجنوب واستطاع ان يهزم الكوتيين ، الا ان ( اورنمو ) ملك اور ( المقير ) ثارعليه واسس سلالة اور الثالثة ( 2111- 2003 ) ق . م ويعود له الفضل في تقنين اول شريعة عرفها الانسان ( شريعة اورنمو )،سقطت سلالة اور الثالثة على يد العيلاميين وكان صراع المدن قد ادى الى قيام دول ، ولم ينتهى هذا الصراع الا بانتصاربابل في زمن حمورابي الملك السادس الذي اسس الامبراطورية البابلية .......
حمورابي العموري : ومن هم العموريين ؟
عموريون او اموريون كلمة سامية كان اول ظهور لها كان في زمن سرجون الاكدي ( الاشوري ) عام 2250 ق . م اطلقها على البدووبعدها اسموهم ( اموروم ) الذين كانوا غرب الفرات ، وعند السومرية باسم ( مارتو ) وكذلك في اللواح فاران نحو 2600ق .م ، كان دخولهم بلاد الرافدين باعداد قليلة وبشكل سلمي اختلطوا بالمجتمع وتملكوا حقولا ومزارع ومارسوا حقوقهم وكسبوا وظائف في الدولة ، بدا هذا التواجد يهدد امن واسقرارمملكة اورالثالثة فقام الملك ( شوسين ) ببناء سور بطول 63 كم لمنع دخول هولاء الى البلاد واطلق على ذلك السور اسم سور ( سور مارتو ) نسبة اليهم ولكن هذا السور لم يمنع من هجرتهم فتم توسيعه ومده ليصبح طوله 280 كم.. ومع ذلك لم توقف عملية دخولهم الى بلاد الرافدين بل استطاعت جماعة منهم التي كانت قد دخلت سابقا من حكم اسين ولارسا قبل سقوط اور ...
جاء ذكرهم في سفر التثنية ( التوراة ) بانهم عمالقة كاشجار الارز واقوياء كشجر السنديان ، وكانت سوريه تسمى باسم بلاد امورو نسبة اليهم وشرق بحر الابيض المتوسط كان يسمى ببحر امورو العظيم تصفهم النصوص القديمه بانهم لا يعرفون الحبوب وهم من يحفروا عن الكماة في الاراضي الزراعية وهم من يكلون اللحوم النئ ولا يعرفون بيتا ولا يدفن امورو بشكل صحيح ولا ينحني الركبة امام الالهة وهذه صفات لو نظرنا اليها نجدها صفات يمتاز بها البدو الرحل......
اندمجوا بالمجتمعات التي اسقروا بها واصبحوا هم من اهم المساهمون في تطوير تلك الحضارة .. اكدت الحفريات التي تمت منذ عام 1933 بالقرب من ابو كمال على نهرالفرات ادت الى اكتشاف مدينة ( ماري ) التي تقع شمال الغربي من تل الحرير وجنوب مصب الخابور والتي كانوا العموريين قد اتخذوها عاصمة لهم بين ( 1800- 1700 ) ق . م يرقي تاريخ نشوئها الى اواخر الالف الرابع قبل الميلاد ، كانت ملتقى الطرق للقوافل التجارية وكان يقطن بها من الشعوب المتحضرة من بابليين وأشوريين، وساميين ، وحويين والبدو، والسوتيين والبثيامينيين ،كانت الاستكشافات الأثرية قدأسفرعن اكتشاف : (1) معبد مكرس للإلهة "إشتار". (2) برج مدرج (زيجورات). (3) قصر يشتمل علي 300حجرة، يرجع إلي عصر الأسرة البابلية الأولى (حوالي 1850- 1750ق.م.). وقد عثرت البعثة في منطقة القصر على ارشيف مؤلف من نحو 20000 رقيم طيني مكتوب بالخط المسماري وهو العدد الذي لم يخرجه اي موقع اخر باستثناء نينوى ( ص 72 تاريخ سوريا ولبنان مؤلفه د- فيليب حتي ، ) ترجع غالبيتها إلي عصور "بسماخ هدد" (نحو 1796- 1780ق.م.) الذي بدأ في عصره بناء القصر، "وزمري ليم" (نحو 1779- 1761 ق.م.) الذي تم في عهده بناء القصر. وكان هذان الملكان معاصرين لحمورابي ملك بابل الشهير (نحو 1792- 1750ق.م.) الوثائق المكتشفه غالبيتها مكتوب باللغة الأكادية. العديد منها تتعلق بأمور اقتصادية أو قضائية،بينما تحتوي الوثائق الباقية علي المراسلات الملكية. فقد تراسل الملك "بسماخ هدد" مع أبيه الملك "شمشي هدد" الأول ملك أشور (حوالي 1814- 1782ق.م.) ومع أخيه الملك "إشمي داجان" الأول ملك أشور (1781- 1742ق.م.)..وهذا يثبت علاقة العموريين بالاشورييـــن ..التي سنوضحها لاحقا ..
كان تدخل العموريين عامل في انهاء السياسي للسومريين وسقوط اور في نهاية الالف الثالث ق . م ، ولكن السقوط الفعلي يمكن اعتباره منذ ان استعادت سوريا وعيلام حريتهما وهو بداية الانقسام في وادي الرافدين الى ممالك كبيرة وصغيرة منها مملكتي ايسن ولارسا في الجنوب واشورفي الشمال التي نالت استقلالها اثر سقوط الدولة السومرية وتملك ( برز- اشور الاول )على الحكم فيها حوالي 2000 قبل الميلاد وتشير المدونات الى ان خلفه كان الملك ( ايليوشوما ) و ( اريشوم الاول ) فهما قد شيدوا معابد للالهة ( اشـــور ) و ( ادد ) و( عشتار ) ووسعوا رقعة مملكة اشــــور لتشمل نينوى ، ويضيف جورج رو المصدر السابق ( بان رئيس احدى القبائل الامورية واسمه ( هالة ) نصب خيام قبيلته في مكان بين الخابور ودجلة وحكم خلفاؤه تحت حماية الملوك الاكديين على اشور حتى اعلان ( ايلا- كبكابو ) التي تعني الاله كوكب الاستقلال بالمدينة واعتلاء عرشها ، وهو والد ( شمشي ادد ) ، الذي حكم اشور واللحق ( ماري ) بمملكته اشـــور ) ..
وكما ذكرنا انفا الى جانب اشـــور كانت الممالك الرافدية والسورية في صراع دائم فيما بينهما في فترة 2000 – 1800 ق . م .. فقامت دويلات اشهرها اسين ولارسا واشنونا وكانت تتنافس فيما بينها .. قامت دولة اسين 2017-1793 قبل الميلاد على يد ( اشبي ارا ) 2017-1985 ق.م كان اخر ملوكهم اسين لبيت عشتار 1934-1924 ق .م صاحب قانون لبيت عشتار وكان مجموعة احكام قانونية تعالج جملة امور وقضايا قانونية بلغ المكتشف منها سبع وثلاثون مادة .. واما دولةلارسا 2025-1763 ق.م اسسها ( نبلانوم ) ويصف نفسه بانه اموري واما دولة اشنونا نشات في منطقة ديالى وكان حاكمها ( ايتوريا نحو 2020 ق . م ) اعتلى العرش ( دادوشا 1800 ق . م ) الذي دونت في عهدة شريعة اشنونا ، في خضم تلك الصراعات التي كانت بين المدن والدولة تمكنوا الاموريين من الوصول الى حكم وتاسيس المملكة البابلية الاولى في بداية الالف الثاني قبل الميلاد .....
كانت بابل بزمن السومريين والاكديبين قرية صغيرة عرفها السومريون باسم ( كا-دينجيرا ) او بابيلا بمعنى باب ايلم بوابة الاله عند الاكديون اما الاغريق سموها ( بابيلون ) ، الا ان التاريخ الحقيقي ل بابل يبدأ على يد الاميرالاموري ( العموري ) ( سوم ابوم) (1894-1881 ) ق . م عندما سكنها وقام ببناء سور لمدينة بابل لحمايتها من الاعداء وضبط امنها في الداخل من خلال حكمه الذي دام 14 سنة استطاع ان يفرض نفوذه على كيش وسيبار ودمر مدينة كازالو التي هي بالقرب من كوت كما قام بتشييد معابد ليس لمردوخ فقد بل ل نين وانسنا ( سيدة اسين ) ول نانا اله القمر فهو يعتبر بحق مؤسس سلالة بابل الاولى ... ....
خلفه ابنه سومولا 1880- 1845 قبل الميلاد الذي قام بالحملات عسكرية ووسع نفوذ بابل فاحتل سيبار وكيش وبارسيبا وديلبات .. وخلفه ابنه سابيئوم عام 1844-1831 قبل الميلاد قام ببناء المعبد المشهور( ازانجيلا ) للاله مردوخ ، وبني ورمم معابد اخرى ايضا ..اعتلى ابنه ابيل سين العرش عام 1830-1813 ومن اسمه يظهرانه اسم اكدي يعنى الابن الوريث للاله سين ..في عهده استولى شمش ادد الاول على الحكم في اشــــور ... وبعد وفاة ابيل سين استلم الحكم سين موباليط 1812- 1793 ق . م واسمه اكدي كذلك كسابقه ( بمعنى الاله سين مبقي على الحياة ) .. عاصر هذا الملك ملكين كبيرين سيطرا على شمال وجنوب بلاد الرافدين هما شمشي ادد ملك اشــــور الذي اخضع اشنونا وماري لحكمه ..وملك ريم سين ملك راسا ، كانت علاقته جيده مع شمشي ادد ، بينما كانت علاقته برين سين سيئ فقام بحمله ضده الا انه الا انه مني بالهزيمه ، فتوجه الى تقوية وتحصين دولته فتعلم منه ابنه حورابي الشئ الكثير ..واسم حمورابي اسم اكدي يعنى ( الرب أمو عظيم ) ..وفي التوراة يسمى ( امرافيل ) ولد الملك البابلي حمورابي في بابل حوالى سنة 1810 ق.م. تسلم الحكم سنة 1792 ق.م. حتى سنة 1750 ق.م. وكان السادس في ترتيب الملوك الذين سبقوه. وبدات عظمة بابل معه. رغم ان والد حمورابي كما يذكر الدكتور عبد اله الحلو في ص 86 من كتابه صراع الممالك في تاريخ سوريا القديم ، ( كان قد ترك له مملكه صغيرة متواضعه بالقياس للممالك الاخرى يقصد بها بابل ..) ، ولكن حمورابي بني دوله عظيمة خلال حكمه الذي دام 30 عام لانه كان يتمتع بصفات وخصائص فذه جعلته قائدا عسكريا وسياسيا ومشرعا ومصلحا بارعا اخضع لبابل الكثير من دول من شمال وجنوب بلاد الرافدين وغرب الفرات وماري وعيلام ،فاعادة مجد الامبراطورية الاكدية ، عرف عنه بانه اول من شرع القوانيين ، ولكن تلك القوانيين كان بعضها من وضعه الخاص وبعضها قوانين وأعراف قديمة اشرنا اليها انفا أعاد ضبطها وسبكها لتخرج كما تعارف العالم اليها وسماها باسمه مسلة حمورابي المشرع العظيم .. وهذه المسلة وجدت في سوسة ومكتوبه باللغة الاكدية عل حجر بركاني اسود طوله 2و2 متر وفيه 228 ( مادة قانونية ) والمسله الان في متحف لوفر بباريس فرنسا ..
يذهب هنري ساغس في كتابه جبروت اشور الذي كان – ص 50 (( بان لائحة الملوك الاشورييـــن ال ( السبعةعشر ملكا الذين عاشوا في الخيام ) و لائحة ملوك بابل اسلاف حمورابي نجد بين اللائحتين ان ( الاثنا عشر اسما منهم تتطابق في اللائحتين ، الاشورية والبابلية ، الاسماء الاولى من بين السبعة عشر الذين عاشوا في الخيام ( قائمة الملوك الاشورييـــن ) ، بمعنى انهم نفس الاسلاف لحمورابي وشمشي ادد ، بالاضافة الى كنية حمورابي وكنية شمس ادد هم من اصل عموري ، بذلك تكون الاسماء الاثنى عشر المشتركة بين اللائحين الاشوريـــة والبابلية تمثل زعماء العصرالرعوي الذي سبق انقسام العموريين ، عن الاشوريين ، هذا يثبت بان العموريين وحمورابي هم اشوريين وهو اشوري ، وليس غير ذلك كما يتوهم البعض جهلا او تشويها للتاريخ ، اما الاسماء الخمسه الاخرى المتبقي من القائمة ملوك الخيام ، يقول كانوا ملوك الاشورييـن اسلاف شمشي ادد وهم الشيوخ الرعويين القدماء ، ومنهم الملك ( اوشبيا )) .......
وعندما نرجع الى الاكتشافات والتنقيبات التي قامت بها بعثة اثارية من جامعة شيكاغوعام 1948 م في منطقة ( جرمو ) التي تقع على بعد 11 كم شرق جمجمال شمال العراق اسفرت عن وجود دلائل تشير الى ان سكان المنطقة كانوا يعيشون في بيوت بسيطة ، ويعود عهد هذه المستوطنه الزراعية حسب الكربون الاشعاعي الى 8830 سنه وفي اختبار اخر الى 11240 سنه . ومن الاكتشافات في هذه المنطقة وجدت اسماء لسبعة عشر حاكما ( ملكا ) حكموا في جرمو في فترات متاخرة وكان الخامس عشر بينهم هو ( اشبيا ) الذي ( اشرنا اليه انفا ) وهو الذي بنى من الحجارة والطين بيتا للاله اشـــور وسماه ( هيكل الاله اشـــور ) وكتب بالخط المسماري : بنيت البيت للاله اشــــــور ... وقد اوصى اشبيا الحكام والملوك الذين ياتون من بعده بهدم البيت ويعيدون بناءه من جديد كل 250 سنه لكي يشعر الاله اشــــــــــورانه يعيش في بيت جديد بعد كل فترة ، وفي اكتشافات منفصلة فقد اشارت الكتابات التي دونت على احد الالواح الطينية التي تعود الى القرن التاسع قبل الميلاد بان احد الملوك الاشورييـــن اعاد بناء هيكل الاله اشــــــور للمرة الثانية والعشرين حسب توصية اشبيا. ومن خلال هذا الرقيم الطيني تم ايجاد الفترة التي حكم فيها اشبيا وهي 4700 سنة ق.م وقد اكدت هذه التواريخ الاختبارات التي اجريت بواسطة الكاربون الشعاعي والتي طابقت الارقام المعتمدة من الالواح الطينية، فاعتمدت سنة 4750 تأريخاً لبناء هيكل الاله اشـــــــور وبداية التقويم البابلي الاشــــوري فتكون سنة 2012 ميلادية تصادف السنه 6762 اشوريـــــة ... والاول من نيسان يكون بداية السنة البابلية الاشوريــــة ..
يتبع : الجزء الخامس :
احتفالات اكيتو الاشورية تبدأ من القوش .؟؟ والالواح الكلدانية ..!!
يعكوب ابونا ...................... 5/ نيسان /2012
