المحرر موضوع: العراق الجديد .. الحاجة لجامعات ومعاهد جديدة محافظة نينوى - سهل نينوى ( نموذجا )  (زيارة 1984 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل بنياميـن

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العراق الجديد ..
الحاجة لجامعات ومعاهد جديدة
محافظة نينوى - سهل نينوى ( نموذجا )*


                                                                   
ميخائيل بنيامين
نائب رئيس
مركز نينوى للبحث والتطوير
 
تمهيد
 
 لا يخفى عدم اهتمام النظام العراقي السابق ، إلا بتبديد ثروات البلد الغنية في بناء ترساناته  وبناء المؤسسات العسكرية والأمنية المختلفة ، تلك التي كان الهدف منها الدفاع عن نظامه وحمايته ولم تكن إلا وسيلة في قمع واضطهاد الشعب العراقي بمكوناته ووسيلة لحروبه وتجاوزاته على البلدان المجاورة . في الوقت الذي  أهمل المئات من الحاجات الأخرى الأساسية والأكثر أهمية لأبناء البلد . ومنها حاجة الكثير من المحافظات والمناطق في طول وعرض البلاد لوجود المؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية المختلفة وخصوصا الجامعات والمعاهد ، وحتى لو توفرت في هذه المناطق معظم بل وكل المقومات والشروط الواجب توفرها لإمكانية تأسيسها ، من حيث أعداد الطلبة والتدريسيين وتوفر المساحات ومختلف الأسباب الموضوعية .  وجميع الجامعات والمعاهد القديمة أو التي تم بنائها في عهد النظام السابق كانت تسَير وفق سياساته المرسومة ، وتم بناء وتركيز الكثير منها في مناطق تخدم سياسته  بينما حرمت مناطق كثيرة أخرى كانت أكثر حاجة لهذه المؤسسات وأكثر تأهيلا.
اليوم ، في العراق الجديد ، وضمن حملة البناء وإعادة الأعمار المرجوة ، يتبادر السؤال عن الحاجة لبناء واستحداث أكثر من جامعة ومعهد في أكثر من مدينة وبلدة ومنطقة ؟؟ خصوصا في مناطق تتوفر فيها أسس ومقومات وجود هذه المؤسسات المهمة وتحقق أهدافها في التنمية والتطوير ..
 
قضاء الحمدانية "مثالا"
 
محافظة نينوى ،  ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث نسبتها السكانية ، يعيش فيها ما يقارب من ثلاثة ملايين نسمة، وهي ليست بعيدة عن ذلك حتى من حيث مساحتها ، وتتوزع إداريا ما بين (9) أقضية بنواحيها وقصاباتها وقراها المنتشرة بالمئات والمترامية الأطراف .
وإذا اخترنا أحد تلك الأقضية "مثالا" ، وهو قضاء " الحمدانية" الواقع إلى الشرق من الموصل مركز محافظة نينوى على بعد (25 كم ) تقريبا  ، حيث مركز القضاء مدينة "قرةقوش" الاسم الرسمي الحكومي ، بينما ما زال أبناء المنطقة منذ آلاف السنين والى اليوم يطلقون على بلدتهم، مركز القضاء هذا اسم "بغديدا" وعلى ساكنيها (غديدايا و غديدايى – البغديدي والبغديديون) ، والقضاء ذاته الموزع إداريا إلى ثلاثة نواحي وهي " قرةقوش وبرطلة والنمرود" يسكنه ما يقارب إلى " 150000" نسمة يمثلون عراقا مصغرا كونه يضم مختلف مكونات وأطياف الشعب العراقي من (الكلدان الآشوريين السريان) والعرب والتركمان والشبك والكرد ، بينهم فقط في قرةقوش (بغديدا) لوحدها كمركز للقضاء (30000) نسمة وجميعهم من الكلدان الآشوريين السريان ، ستظهر الأرقام والنسب  مدى تلهف واهتمام هؤلاء بالعلم والثقافة ودون أي تمييز بين الرجال والنساء ؟ 
في مقابل ذلك ، لا توجد في كل محافظة نينوى ، إلا جامعة واحدة ، هي جامعة الموصل ، إحدى الجامعات القديمة التي جرى تأسيسها في بداية الأربعينيات من القرن الماضي ، إلى جانب المعهد الفني الذي يضم مختلف الأقسام (الفنية والإدارية) ، وفي السنوات الأخيرة افتتحت جامعة أخرى ولكنها أهلية هي " كلية الحدباء الجامعة" فيها عدد قليل من الكليات والأقسام ، علما ن المؤسسات الثلاث متمركزة  في مركز المدينة .
جدير بالذكر إن المعهد الوحيد الذي تم افتتاحه في أطراف المدينة كان في ناحية "النمرود" كمعهد زراعي بداية ، أضيفت إليه بعد ذلك أقسام أخرى ، لكنه هو الآخر أغلق قبل سنوات .
 
دراسة ميدانية
 
حاولنا القيام بدراسة وإجراء إحصائية بسيطة على عدد الطلبة والتدريسيين في قضاء الحمدانية فقط والذين يخرجون يوميا من القضاء ويلتحقون بالجامعة أو المعاهد في الموصل ، وتوصلنا إلى النتائج الآتية :
عدد الطلبة من الكلدان الآشوريين السريان في البلدات الثلاث ( قرةقوش – بغديدا- وبرطلة  وكرمليس ) للسنة الدراسية 2004-2005 هو كالآتي :
-              766 طالبة وطالب في كليات جامعة الموصل .
-              221 طالبة وطالب في المعهد الفني/ الموصل ومعهد الفنون الجميلة .
-              72 طالبة وطالب في أقسام كلية الحدباء الجامعة ( الأهلية) .
-               ما يقارب (300) طالبة وطالب علقوا دوامهم بسبب الظروف الأمنية السيئة للسنة الدراسية الحالية .
ما يقارب (350) طالبة وطالب في الجامعة ومعهد الموصل من بقية أبناء المنطقة في جميع مناطق القضاء.
إذا أضفنا إليهم طلاب السادس الإعدادي بفرعيه ( العلمي والأدبي) البالغ عددهم ( 531) تقريبا للسنة الدراسية الحالية ، سيكون العدد الكلي :  (2240) طالبا وطالبة .
 
وكذلك بالنسبة لعدد الأساتذة سنلاحظ :
 
-       115 عدد الأساتذة في جامعة الموصل والمعهدين ( الفني والفنون الجميلة) من الكلدان الآشوريين السريان في البلدات الثلاث ( بغديدا وبرطلة وكرمليس) في مختلف الاختصاصات .
-       35 عدد الأساتذة في جامعة الموصل والمعهدين ( الفني والفنون الجميلة) من بقية أبناء المنطقة في جميع النواحي والقرى التابعة للقضاء .
-              يكون العدد الكلي للتدريسيين في القضاء : 150 أستاذ وأستاذة .
 
والجدولين أدناه يوضحان هذه الأرقام بوضوح :
 
أعداد الطلبة
 
عدد الطلبة المسيحيين من (بغديدا وبرطلة وكرمليس) في جامعة الموصل للسنة الدراسية 2004-2005 766
عدد الطلبة المسيحيين من (بغديدا وبرطلة وكرمليس) في معاهد الموصل للسنة الدراسية 2004-2005 221
عدد الطلبة المسيحيين من (بغديدا وبرطلة وكرمليس) في كلية الحدباء الجامعة للسنة الدراسية 2004-2005 72
عدد الطلبة من بقية المكونات في جميع مناطق القضاء للسنة الدراسية 2004-2005 350
طلبة علقوا دراستهم للسنة الدراسية 2004-2005 بسبب الظروف الأمنية 300
طلبة السادس الإعدادي للفرعين العلمي والأدبي في القضاء  للسنة الدراسية 2004-2005 531
المجموع الكلي 2240

 
 
أعداد الأساتذة
التدريسيين من (بغديدا وبرطلة وكرمليس) في جامعة ومعاهد الموصل للسنة الدراسية 2004-2005  115
التدريسيين من بقية مناطق القضاء في جامعة ومعاهد الموصل للسنة الدراسية 2004-2005 35
المجموع الكلي 150

 
 
مقومات النجاح والضرورة الأخرى
 
إذا علمنا إن جميع أولئك التدريسيين والطلبة، يضاف إليهم المئات من الإداريين والموظفين من هذه المناطق ،عليهم أن يقطعوا يوميا ما بين 50-80 كم من مركز القضاء وأطرافه ذهابا وإيابا إلى مركز مدينة الموصل ، والوقت الذي يقضونه للوصول إلى أعمالهم ، وتحسب النفقات التي يتحملونها سنويا لأجل ذلك ، في مقابل توفر المساحات الشاسعة الفارغة وغير المستغلة والتوسع والزخم الحاصل على الجامعة الحكومية الوحيدة ، إلى جانب المئات من الطلبة الذين لا يواصلون دراستهم الجامعية بسبب بعد المسافة وخصوصا من المناطق الريفية الأبعد ، وفكرنا بمدى الفوائد المرجوة في تنمية وتطوير هذه المناطق وغيرها بوجود مثل هذه المؤسسات ، وخصوصا حين تظهر الأرقام مدى الأهمية التي توليها بعض هذه المناطق لمجال التعليم والمثيرة للاهتمام ، فخلال عمليات الإحصاء والبحث عن الأرقام وجدنا في بعض المدارس ( بغديدا وبرطلة) إن عدد الطالبات في الصف السادس الإعدادي كان أكبر من عدد الطلاب بينما خلت صفوف (للأسف الشديد) من طالبة واحدة في بعض المدارس في مناطق أخرى . وهنا يتعاظم السؤال عن حاجة وأهمية أنشاء كلية جامعة أو معهد في مثل هذه المناطق ؟؟ ودون شك ، بالإمكان أن تكون البداية مع بعض الأقسام فقط ، بحسب العدد المتوفر والكافي من الطلبة والتدريسيين أو الأقسام الأكثر ضرورة أو التي تلبي حاجات وتتلاءم وخصوصية هذه المناطق اقتصاديا وعلميا وثقافيا ، خصوصا والمنطقة تتوفر فيها مساحات زراعية شاسعة وفي المنطقة المئات من المواقع الاثارية المعروفة وهي تمتاز بتنوعها وتعددها الأثني والثقافي والديني واللغوي، وغيرها من المميزات . وتجربة المجمعات الجامعية (الكليات الجامعة - Campus) هي تجربة معتمدة في أغلب دول العالم ، ويبدو أن أقليم كردستان العراق بدأ يخطو خطوات جيدة في هذا المجال ، مستندا على فكرة أنشاء هذا النوع من الجامعات في أكثر من مدينة وقضاء في الإقليم رغم قلة الطلبة والتدريسيين ومن كافة الاختصاصات مقارنة بما يتوفر في قضاء الحمدانية لوحده كحالة دراسة .               
وهذه هي الفكرة التي يتبناها " مركز نينوى للبحث والتطوير " من خلال التوسع في هذه الدراسة لتكون أكثر شمولية ويتم تضمينها المحاور الأخيرة التي أشرنا إليها (والمبينة أدناه) بالدراسة والتحليل والأفكار ودعمها بالأرقام والإحصائيات المطلوبة حيث الدراسة قيد ألانتهاء منها :
المحاور الإضافية للدراسة " إنشاء كلية جامعة في المنطقة " :
-              الحاجة والضرورة ؟
-       المقومات والأسباب الموضوعية " الطلبة والتدريسيين ، تباعد المناطق ، توفر المساحات ، التوسع والزخم في الجامعة الوحيدة في مركز المحافظة ..الخ "
-              إمكانيات النجاح والمعوقات ؟
-              الإجراءات الإدارية والقانونية المطلوبة ؟
-              مراحل التنفيذ ؟
-              مصادر الدعم والتمويل الحكومية والمؤسسات العلمية الأخرى ؟
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أعدت الدراسة وكتب المقال في بداية عام 2005 للنشر باللغة الأم السريانية في مجلة الجمعية الأكاديمية الآشورية / أمريكا ، ليصار إلى ترجمته إلى الانكليزية وينشر في مواقع الكترونية والمجلات ذات الاهتمام . وقد أعتمد " مشروع تعزيز الديمقراطية العراقي " ومقره واشنطن ، هذه الأرقام في إعداد تقرير عن ( إنشاء كلية جامعة في المنطقة) ضمن ملف أنيق ومتكامل (في 114 صفحة) عن احتياجات سهل نينوى نشره في نيسان 2005 ، وعزز الدراسة بأفكار ومقترحات أضافية والأهداف التي يمكن أن تحققها واحتياجات تنفيذها ، إلى جانب دعمها بالرسوم والخطوط البيانية التي توضح توزع الطلبة على الكليات والأقسام المختلفة بالإضافة إلى التوزيع الجغرافي ، كنا قد ضمناها في المقال .   
 [/b] [/b] [/font] [/size]